إن مرحلة الشباب فترة من النمو والتطور الإنساني، تتسم بسمات ومظاهر خاصة تميزها عن غيرها من المراحل فهي تتوسط كلا من مرحلة الطفولة ومرحلة الرشد وبذلك فهي تتميز بانفعالات خاصة تتأثر إلى حد كبير بقيم المجتمع وتقاليده وقيوده.
والشباب هم عصب الأمم، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل ولذلك فإن معرفة مشاكلهم في الوقت الحاضر ومحاولة القضاء عليها أمر ضروري وهام لإعداد أجيال المستقبل خالية من الاضطرابات النفسية التي تعوقهم عن أداء وظائفهم المستقبلية ولهذا الأمر قامت الكثير من الأبحاث للتعرف على مشكلات الشباب.
ومن بين هذه المشكلات الانتحار، فقد دلت الإحصائيات أن الانتحار بات من الأسباب الرئيسية الثلاثة المؤدية إلى وفاة الشباب من الفئة العمرية 15- 34 عاماً في جميع أنحاء العالم، وبلدنا ليس بمنأى عن هذه المشكلة .
وهذا ما جعلنا نطرق هذا الباب من أبواب البحث العلمي في ميدان علم النفس، من خلال محاولة الدخول في دائرة الدراسات التشخيصية، من خلال ربط موضوع الميول الانتحارية بمتغير سيكولوجي أولاه علماء النفس اهتماما كبيرا لما له من تأثير في الحياة العامة للفرد هو تقدير الذات، لدى هذه الشريحة التي تعتبر عماد الأمم .
فكانت التساؤل الأساسي للدراسة الحالية هو:
هل توجد علاقة بين الميول الانتحارية وتقدير الذات عند الشباب؟ وما نوعها إن وجدت؟
تساؤل انبثقت عنه عدة تساؤلات فرعية كانت منطلقا لهذه الدراسة، التي اتخذت من المنهج الوصفي التحليلي منهجا لها، ومن مقياس" كوبر سميث " لتقدير الذات واستبيان الميول الانتحارية والمقابلة أدوات لها .
وكانت العينة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ18 والـ29 سنة بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة وداري الشباب (حي النصر والإخوة لمباركية) بمدينة باتنة، الذين التقينا بهم خلال الفترة الزمنية الممتدة بين 17مارس و13 أفريل 2008 أثناء مختلف نشاطاتها الثقافية والاجتماعية، وكان عددهم 292 شابا من الجنسين .
فكانت نتائج هذه الدراسة هي :
- وجود علاقة إرتباطية من النوع السالب (عكسية) بين تقدير الذات، ومكوناته، و أبعاد الميول الانتحارية، عند الجنسين .
- تقدير الذات العامة هي المؤشر الأكثر إسهاما بالتنبؤ بالميل الانتحاري عند الذكور.
- أما عند الإناث فتقدير الذات العائلية هو المؤشر الأكبر من بين أنواع تقدير الذات، إسهاما بالتنبؤ بالميل الانتحاري.
- وجود فروق دالة إحصائيا في الميول الانتحارية ولصالح تقدير الذات المنخفض.
- وجود علاقة إرتباطية من النوع السالب (عكسية) بين الميول الانتحارية عند الشباب ومتغير الجنس عند الإناث، دون غيرهن من عينة الدراسة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - معوشة عبد الحفيظ - لوكيا الهاشمي
المصدر : Recherches psychologiques et educatives Volume 1, Numéro 4, Pages 63-78 2011-12-01