بالرغم من نداءات الاستغاثة التي أطلقتها مختلف الجمعيات المحلية الناشطة في الحقل التاريخي والأثري بوهران، لإعادة الاعتبار وتثمين الموقع الروماني «بورتوس ماغنوس» أو الميناء الكبير المتواجد بمدينة بطيوة، إلا أن هذه النداءات لم تجد للأسف أذانا صاغية، حيث وخلال زيارة ميدانية قادتنا أمس إلى المنطقة المعروفة باسم «الدواميس»تفاجأنا بالوضعية الكارثية والإهمال الذي ما فتئ يتعرض له هذا المعلم الذي تم تشييده في سنة 35 بعد الميلاد، حيث ولأول مهلة يشدك عدم وضع السياج السلكي، الذي يحمي الموقع ويمنع الغرباء من الدخول إليه للعبث فيه وتخريبه، فضلا عن قيام أحد المواطنين بإنشاء ما يشبه المشتلة والتي تسببت للأسف في ردم مسرح شيده الرومان لإقامة عروضهم وطقوسهم التي كانت تقام في المواسم الدينية، دون أن ننسى الانتشار الكثيف للحشائش والأعشاب الضارة، التي شوّهت جمالية هذا المكان، فضلا عن الرمي العشوائي للقاذورات وقنينات الخمر وممارسة الرذيلة وتحويل المغارات والأبواب والحمامات إلى ما يشبه أماكن للشواء وطهي الطعام، دون مراعاة هذا الموقع الذي يمثل إحدى شواهد الذاكرة الوطنية، وتاريخها المتعدد والعريق، بل وحتى مشرب المياه الذي شيده الرومان للحيوانات، والممتد على طول 30 مترا، لم يتم حل مشكلته، حيث لا تزال المياه تتدفق بغزارة في العراء، ما يشكل هدرا لمورد حيوي، كان من الأجدر استغلاله للسقي والرعي، لاسيما وأنه صالح للشرب ونوعيته جيدة، وهذا بشهادة سكان بطيوة، الذين عبروا لنا عن استيائهم من عدم تحرك المصالح الوصية، لحماية هذا المعلم من الضياع، ما يشكل ضربة قاصمة لأجيالنا المستقبلية، التي قد تستفيق على خبر اندثار «بورتوس ماغنوس» وتحوله إلى أثر بعد عين.. وهذا ما لا نتمناه طبعا !
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : قايدعمر هواري
المصدر : www.eldjoumhouria.dz