على ضوء دراسات ما بعد الاستعمار واجتهادات مفكري هذا التيار من أمثال فرانز فانون، ألبير ميمي، إيمي سيزير، إدوارد سعيد، هومي بهابها، وسبيفاك غاياتري؛ مستهدفين بذلك تفكيك الخطاب الاستعماري، فهم ثنائية الأنا والآخر، ودراسة التابع ضحية الممارسات الاستعمارية؛ جاءت دراستنا هذه نبتغي من خلالها تفكيك وتشريح لبعض آليات التسلط والهيمنة الممارسة من قبل الإنسان الكولونيالي وخطابه الاستعماري، هذا الاستعمار الذي يُعبِّر عنه الباحث رامي أبو شهاب بـ "المخاتلة والرسيس" وهو عنوان كتابه ضمن دراسات ما بعد استعمار، ليعالج فيه الممارسات الاستعمارية وما يحيط بها من توصيف؛ حيث تتجاوز كلمة المخاتلة دلالات المخادعة بمعناها المباشر إلى فعل المراوغة والمغافلة، في حين يحيل لفظ الرسيس إلى دلالات متعددة من قبيل: أول الحمى، العشق، وبقية الشيء وأثره، كتعبير عن سمة ذلك الاستعمار وتداعياته على تلك المجتمعات.
ويحيلنا هذا إلى مفهوم النيوكولونيالية الذي صاغه الرئيس الأول لغانا المستقلة كوامي نكروما والذي يعني تحول الاستعمار الكلاسيكي إلى استعمار آخر أكثر ذكاء ودهاء وأبرع في التخفي والإندساس بحث يصعب الكشف عنه ومقاومته، وهذا ما جعل رواد ما بعد الاستعمار وبعض المفكرين المجتهدين ضمن هذه النظرية من أمثال حسن حنفي يدعو إلى إستشراق مضاد أو ممارسة علم الإستغراب الذي يستهدف تفكيك الثقافة الغربية تشريحا وتركيبا، لتقويض خطاب التمركز، وفضح مقصدية الهيمنة والتسلط.
Our studies aim at contributing to the dismentling of the colonial discourse, through searching in that colonial mechanisms, doings and practices done by colonists against the pure in
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد بوعبدالله
المصدر : أنثروبولوجيا Volume 3, Numéro 1, Pages 103-124 2017-03-01