الميركاتو مونديال 2026 في القمر ...

 مخطئٌ من قال إنّ الأمريكان وحدهم وصلوا القمر قبل أربعين عاما؟ فالجزائريون كذلك وصلوا القمر ولعبوا على سطحه، دون الحاجة إلى وكالة النازا ولا محطات أبولو أو سويوز. فمنذ يومين، واجه منتخب الجزائر بقيادة وحيد حاليلوزيتش منتخب غامبيا على أرضية ملعب لا تختلف عن سطح القمر إلا بوجود ما يشبه العشب، ملعب بتضاريس ونتوءات، ونجح اللاعبون في التعامل مع الكرة، وهم الذين تعوّدوا على اللعب على زرابي مبثوثة (..). وواجه العالم سؤالا مزعجا بعد الأخبار التي أوردتها وكالة الفضاء الأمريكية (النازا)، التي أفادت أنّ نيزكا أطلقت عليه اسم ''أجي 5 ـ ''2011 بطول 140 متر، سيصطدم بكوكب الأرض في العام ,.2040 إذ تشير حسابات العلماء إلى أنّ نسبة واحد (1) من أصل 625 تعني أن النيزك سيضرب الأرض يوم 5 فبراير  .2040 ولكن ليس وحده، فهناك نيازك أخرى تتهدّد الكرة الأرضية.. وكرة القدم. وهذا المقال يجيب عن السؤال.
ما أكتبه لم يفكر فيه الشيخ بلاتر وجماعته.. وأنا واثق، مليون بالمائة، مما أقول. لأنني أعرف أن هؤلاء ''الكورجية'' لا يتجه تفكيرهم لأبعد من عشر سنوات، أي مونديال روسيا 2018 ومونديال الدوحة .2022 وأما المونديالات الأخرى، فأمر سابق لأوانه.. والله يرزقنا العمر الطويل. هل فكرت جماعة الفيفا في مونديال 2026 و2030؟ وأعرف أنكم ستسألونني لماذا؟ لأنني، ببساطة، ربطت المسألة بحدث علمي خطير تحدث عنه كثير من العلماء، في أمريكا والصين واليابان وألمانيا، واتفقوا جميعا على أن ''عقابا إلهيا'' سيحل بالأرض (..) في يوم 26 أكتوبر 2028 حين يصطدم كوكب الأرض بنيزك أطلقوا عليه اسم ''1997 إكس. أف ''11، وقد يؤدي إلى تغيير الحياة على كوكبنا المسكين الذي أتعبته الحروب والتفجيرات النووية وثورات الشارع العربي، وزاد من تعبه التسونامي والاحتباس الحراري وما ينتج عن تسربات ثقب الأوزون..
كل العلماء يتابعون الأمر بعناية، ويتساءلون عن السر الذي جعل النيزك يتجه صوب الأرض بعد أن كان متجها في مدار جانبي، فلم يجدوا لذلك تفسيرا علميا أو تأويلا، ولو خرافيا، يتغطون به سوى أنه لعنة من الله، لا أكثـر ولا أقل.. ودعوا البلدان المتطورة في البحث عن حل لهذه المسألة المحيّرة.. والحل، بالتأكيد، لن يكون كما يتصوّر القراء الأعزاء بنقل سكان الأرض إلى.. المريخ بعد أن عثـروا على ما يشبه الحياة فيه (..)، أو إلى أيّ كوكب يتوفر على أكسجين.
من بين مقترحات العلماء أن يفجر النيزك بأسلحة نووية قبل وصوله المدار الجوي للأرض، أو تعطيل سرعته (..)، أو تحويل مساره (..). وأخوكم في الله لا يعرف ما إذا كان العلماء قادرين على فعل ذلك، رغم أن فيلم ''أرمجدون'' الذي لعب بطولته بروس ويليس، وهو يتناول الموضوع نفسه، اعتمد فكرة التفجير بقنابل نووية، يضعها طاقم فضائي في جسم النيزك وتفجر عن بعد الأرض..
هذا ما سيكون من أمر الأرض بعد 16 سنة.. وأما ما كان من أمر بلاتر وجماعته، فأعرف أنهم لم يتخذوا شيئا، تحسبا لهذا الحادث العلمي المثير، وربما يكون الحل الأمثل هو إلغاء كأسي العالم لأعوام 2026 و2030 وربما 2034 إذا لزم الأمر، مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية حين ألغيت مونديالات 1942 و1946 وعاد العالم إلى موندياله في الأوروغواي عام .1950 فهل فكر الشيخ بلاتر في الدول التي ستترشح لمونديالات 2026 وما بعدها؟
إن الحديث عن تطوير كرة القدم وتحسين قوانينها وترقية الوسائل العلمية في الرفع من مستوى أداء اللاعبين والكشف عن الغش واستخدام المنشطات والتلاعب بالنتائج وتطوير النقل التلفزيوني، وكل ما يدخل في جعل هذه اللعبة الفضاء الذي يجمع كل البشر بعد أن فرقتهم السياسة والمصالح الاقتصادية، يفرض بالضرورة الحديث عن التكنولوجيا التي يستخدمها الإنسان لزيادة متعته مع هذه اللعبة كابتداع إنسان آلي قادر على اللعب ومقارعة النجوم.. والحديث أيضا عن مستقبل البشرية إزاء ما يتهدّدها من أخطار خارجية، كما هو الشأن بالنسبة للنيزك ''1997 إكس. أف ''11 الذي يتقدم نحو الأرض بسرعة لا تمنح الإنسان مجالا للتفكير والبحث عن حلّ يجنّب الكوكب الأزرق يوما أسود..
والسؤال في هذه الحالة لا يتعلق فقط بالشيخ بلاتر وحده لأنه ليس وصيا على بني البشر، وعلاقته لا تتجاوز الجلد المنفوخ وإدارة كأس من الذهب الخالص 18 قيراطا، صممها قبل ثلاثين عاما الفنان سيلفيو غازانيغا ووزنها حوالي 5 كلغ (..)، وإنما كل الناس معنيون بما يكون عليه كوكب الأرض في خريف ..2028 واللهم جنّبنا الكارثة.
أعرف أنني أفسدت على بعضكم شهية التعليق على انتصار رفاق بوفرّة في بانجول بعد سنوات في المجهول (..)، أو محاولة فهم لماذا فازت فرنسا في ألمانيا، وهولندا في إنجلترا، وأمريكا في إيطاليا، وتشيكيا في تركيا، والأرجنتين في سويسرا، والبرازيل في البوسنة، كلهم فازوا خارج ملاعبهم، فلماذا لا يفوز حاليلوزيتش على عقارب غامبيا؟ وماذا عساني أن أفعل إن أزعجتكم قليلا، أنتم الذين تنامون على أخبار الأحزاب المعتمدة حديثا وانتخابات البرلمان ورؤوس القوائم وسؤال من يتوّج بلقب دوري الرابطة المحترفة.. وإلى العام 2028 كما قال مارسيل خليفة في أغنيته الشهيرة ''اللهم ينجينا من الآت''..