الجزائر

"المير" ينفي مسؤوليته في تأخر المشاريع ويعد بتجسيد تلك المبرمجةسكان براقي يشكون غياب المرافق والتدهور الخطير للمحيط




لايزال سكان براقي ينتظرون إتمام مشاريع التهيئة التي تحتاجها أغلبية الأحياء، وكذا تجسيد المشاريع التنموية التي ظلت غائبة مقابل التوسع العمراني الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة، حيث بلغت كثافتها السكانية 130 ألف ساكن، والذين يحلم الكثير منهم بتحسين صورة بلديتهم التي انتقلت ميزانيتها من 67 مليار سنتيم في 2013 إلى حوالي 100 مليار سنتيم سنة 2014، فهل ينعكس ذلك على التنمية وتجسيد الوعود الكثيرة التي أطلقها المنتخبون قبل قرابة سنة كاملة، أم يبقى ذلك مجرد حبر على ورق؟سمحت الزيارة التي قمنا بها إلى بعض أحياء براقي بالاطّلاع على وجود نقائص عديدة أرهقت السكان، الذين لم يتوان العديد منهم في حديثهم إلى “المساء”، في انتقاد المسؤولين المحليين، الذين لم يحسّنوا - حسبهم - صورة بلديتهم التي تخلفت تنمويا مقارنة ببعض البلديات المجاورة، مستدلين في ذلك بوضعية الطرق، التي تُعتبر أحسن مثال على عدم جدية من تولّوا تسيير شؤون البلدية في إنهاء هذا المشكل، الذي أصبح لعنة تلاحق سكان وزوار براقي، التي أُلصقت بها صفة مدينة ألف حفرة وحفرة، إذ لا يقتصر الأمر على الطرق الفرعية، بل يتعداها إلى وسط المدينة، وبالضبط بشارع محمد بلعربي الرئيسي، الذي يحلم سكانه بإتمام أشغال تعبيده وإعادة تهيئته التي تأخرت كثيرا، مما أغرقه في الفوضى والغبار الذي أصبح مصدر إزعاج السكان، الذين عبّروا عن قلقهم من وضعية الطريق الذي أصبح ضيّقا جدا بسبب استعمال الشركة المكلفة بالإنجاز، لألواح خشبية على مستوى البالوعات وتركها لمدة على هذه الحال، حيث تفاجأوا بتوقفها دون سابق إنذار.

الطرق في وضعية كارثية والمشاريع متوقفة
وما زاد من قلق السكان هو اقتراب موعد تهاطل الأمطار الذي سيزيد من متاعبهم، حيث سيصبح المرور عبر هذا الطريق شبه مستحيل؛ بالنظر إلى الأتربة التي كسته، والتي ستتحول إلى أوحال، فضلا عن الحفر التي ستشكل هي الأخرى بركا من المياه؛ ما يتطلب تدخّل السلطات المحلية لإتمام أشغال هذا الطريق وطرق أخرى، على غرار ما حدث لحي 140 سكنا، الذي لم تنته أشغال أحد طرقه منذ سنتين كاملتين. كما تساءل سكان شارع السعيد يحياوي عن سبب توقف أشغال تهيئة الطريق بعد أن استبشروا خيرا ببدء التهيئة، لتتوقف فجأة، مثلما هو الأمر بالنسبة لطرقات حوش مريم وحوش الميهوب وأحياء طويلب ومحمودي، التي يشترك سكانها في مشاكل عدم تهيئة الطرق والحفر التي تميز أغلبية الشوارع، التي لا شك أن زائر هذه البلدية لأول مرة، سوف يتيه بسبب غياب اللوحات التي تدل على تسمية الشوارع، مثلما لاحظناه خلال زيارتنا لها، فضلا عن فوضى حركة النقل التي تميزها بسبب غياب إشارات المرور الدالة على الاتجاهات المسموحة وغير المسموحة، ناهيك عن تدهور حالة الطريق الولائي (المعروف بطريق الأربعاء).
ولعل النقائص الكثيرة هي التي جعلت سكان بعض الأحياء يتحدثون إلينا دون تردد، مثلما هو الأمر بالنسبة لسكان حي 2004 سكنات، الذي يُعد من أكبر أحياء بلدية براقي، إذ صبوا جام غضبهم على المسؤولين الذين وضعوا حيهم في طي النسيان، حسبما تحدّث الكثير منهم إلى “المساء”، مشيرين إلى أن الحي يحتاج للتهيئة الخارجية ومساحات خضراء ومرافق، وأن عماراته لم تُطل منذ 25 سنة، كما يواجه سكانه مشكل الأقبية التي تتسرب إليها مياه الصرف والأمطار، ويصبح من الصعب عليهم الخروج والدخول إلى مساكنهم، التي أصبحت مرتعا للبعوض والقوارض بسبب النفايات المنتشرة بمحيط العمارات وبالقرب من الحي على حافة الطريق، رغم وضع مصالح البلدية لوحة تمنع عن السكان رمي النفايات المنزلية بطريقة عشوائية وتنذر بمعاقبة كل من يقوم بذلك بغرامة مالية تتراوح بين 500 دينار و5 آلاف دينار طبقا للمادة 55 من القانون المتعلق بتسيير النفايات المنزلية ومراقبتها وإزالتها، غير أن المواطنين لم يلتزموا بهذه التعليمة بسبب غياب الحاويات ومكان خاص برميها، مثلما تغيب عن هذا الحي أيضا المرافق والمساحات الخضراء ومحطة لنقل المسافرين، التي تَسبب غيابها في فوضى عارمة على مستوى الطريق الذي يتوسط الحي.

القمامة ديكور لكل الأحياء
وما يلاحَظ في هذه البلدية هو أكوام القمامة التي تحاصر العديد من الأحياء، خاصة بمحاذاة السوق؛ إذ أصبحت الروائح المنتشرة بها، خاصة رائحة السردين وبقايا الدجاج والخضر والفواكه، لا تُحتمل بسبب البيع الفوضوي وعدم احترام معايير النظافة، الأمر الذي أدى إلى تدنّي وضعية البيئة وانتشار النفايات في كل ركن من أركان الأحياء وعلى حواف الطرقات، فأغلب الأحياء “يزيّنها” ديكور المزابل العشوائية باستثناء بعض أحياء وسط البلدية، كما يواجه سكان عدة أحياء غياب الإنارة العمومية التي ساعدت على انتشار الاعتداءات.
من جهة أخرى، عبّر شباب البلدية عن قلقهم من الحالة التي يوجد عليها “مشروع مائة محل” بحي 2004 مساكن، والتي وُزعت - حسبهم - بطريقة غير شفافة على غير مستحقيها، والدليل حسب من تحدثت إليهم “المساء” هو بقاء المحلات مغلقة لحد الآن رغم توزيعها من قبل مصالح البلدية منذ ثلاث سنوات، غير أن لا أحد من المسؤولين تحرك لإعادة الاعتبار لهذا المشروع، الذي جاء لتخفيف البطالة وإعطاء فرص التشغيل للشباب. وما أثار حفيظة السكان وكل من تقع عينه على هذه المحلات التي استنزفت أموالا طائلة، هو التخريب الذي تعرضت له وتحوّلها إلى وكر لتناول الكحول والمخدرات من قبل المنحرفين، كما انتشرت بها النفايات في الوقت الذي يواجه الشباب البطالة، والذين وجد البعض منهم ضالته في التجارة الفوضوية التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه في العديد من الأحياء، على غرار حي السعيد يحياوي، بينما أصبح الشارع ملجأ الكثير من البطالين، الذين تحدّث بعضهم ل“المساء” بأسف شديد إزاء ما آلت إليه الأوضاع ببلديتهم، التي لم تتحقق بها المشاريع المحلية، وتدهورت وضعيتها في غياب السلطات المحلية.

100 محل، البطالة وقلة المرافق ثلاثي يؤرق السكان
وما زاد من متاعب الشباب وحتى المتقاعدين هو الروتين وقلة المرافق الترفيهية والحدائق، حيث أصبحت الأرصفة والمقاهي المكان الذي يرتاده هؤلاء، مثلما لاحظناه خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها إلى هذه البلدية، التي تضم أحد أهم الحدائق من حيث المساحة، غير أنها بحاجة إلى إعادة تهيئة وتوفير الكراسي اللازمة لتلبية احتياجات الكثير من مرتاديها، الذين جلس بعضهم تحت الأشجار للاستناد على جذوعها كبديل عن المقاعد العمومية، بينما ينتظر سكان العديد من الأحياء توفير فضاءات اللعب والهياكل الثقافية والرياضية التي تُعد على الأصابع ولا تستجيب لاحتياجات السكان، الذين عبّروا عن مخاوفهم من الآفات الاجتماعية التي قد يقع فيها أبناؤهم، خاصة أن نسبة معتبرة من الشباب تواجه مشكل البطالة رغم أن أغلبهم حاصل على شهادات جامعية.
من جهة أخرى، تواجه العديد من العائلات أزمة سكن خانقة، خاصة بالنسبة لسكان البنايات الهشة، على غرار سكان حي ديار البركة الذين يواجهون وضعية صعبة جدا منذ أكثر من 50 سنة، إذ ينتظرون أن تأخذ السلطات المحلية حالتهم بعين الاعتبار، على غرار سكان الأحياء القصديرية الموزعين على 23 موقعا، خاصة الذين تم إحصاؤهم قبل سنة 2007.
”المير” يستعرض المشاريع.. والحل ليس غدا
وفي رده على انشغالات السكان، نفى رئيس البلدية السيد محاد عمر ل “المساء”، تدهور وضعية البلدية التي تَحسن وضعها مثلما أكد، موضحا أن النقاط السوداء التي لاتزال مطروحة، سوف يتم تداركها من خلال برمجة أشغال تهيئة طرق عدة أحياء، مرجعا توقف بعضها إما للشركة المكلفة بالأشغال أو بسبب قلة الأموال أو ثقل الإجراءات القانونية، مشيرا إلى مشاريع تهيئة الطرق التي توجد في طور الإنجاز على مستوى حي 13 هكتارا الذي توشك الأشغال به على الانتهاء، حي جيلالي ببن طلحة الذي انتهت به الأشغال مؤخرا باستثناء طريق فرعي تتواصل به الأشغال وحي 200 سكن الذي بلغت به الأشغال 50 بالمائة، ومشروع بحي المرجة وبحي دلبوز، بينما برر توقف أشغال طريق وسط المدينة من جهة حي الميهوب، بتراجع الشركة المكلفة بها، ما يتطلب إعادة المناقصة وانطلاق الأشغال بداية 2014 (جانفي أو فيفري)، وهو ما يؤكد تواصل المتاعب بسبب استحالة العمل في هذه الفترة، التي تتزامن مع فصل الشتاء. كما أرجع توقف الأشغال بشارع محمد بلعربي، إلى الشركة التي وجّهت لها البلدية إعذارين، بينما اعتبر أن النقطة السوداء في شارع السعيد يحياوي، الذي توقفت به هو الآخر الأشغال بعد إنجاز جزء منه في السوق الفوضوي؛ حيث تبحث السلطات المحلية مع الوالي المنتدب لإيجاد حل لهذا المشكل وتحويل هؤلاء التجار إلى سوقي بوقرعة وبن طلحة.
وفي سياق متصل، ذكر المسؤول الأول ببلدية براقي، أن الدراسة الخاصة بمشروع حوش مريم والمناصرية، انطلقت، حيث خُصص له مبلغ فاق أربعة ملايير سنتيم، لتنطلق أشغال إعادة التهيئة في مارس المقبل، بعد أن اختيرت المؤسسة التي ستتكفل بذلك، كما استفاد الحيّان من مشروع إتمام شبكتي التطهير والماء.
أما فيما يخص غياب اللوحات التي تحمل أسماء الأحياء، فأوضح أنه تم اقتناؤها، وأنه يبقى فقط وضعها وتعليقها في الفاتح نوفمبر القادم، بينما أرجع مشكل النفايات إلى نقص الوسائل؛ حيث وجد المنتخبون سبع شاحنات في بداية العهدة، بينما تحتاج البلدية إلى 17 شاحنة، فضلا عن الرمي العشوائي لها من قبل السكان، واعدا بتحسن الوضع بعد شروع مؤسسة “إكسترانات” في العمل بالبلدية، التي ستزول بها الحفر، حسب مسؤولها بعد شروع المؤسسة التي تم اختيارها، في القيام بالأشغال وسد كل المطبّات الموجودة بالطرق.
وبخصوص وضعية حي 2004 مساكن، فقد حمّل محدثنا ديوان الترقية والتسيير العقاري مسؤولية عدم طلاء العمارات؛ لأنه هو المكلف بذلك، بينما يعود مشكل الجدار المحيط بالعمارات الذي تعطّل طيلة 25 سنة، حسب المتحدث، إلى سوء تفاهم مع مكتب الدراسات، غير أن المؤسسة شرعت نهاية الأسبوع الماضي في الأشغال مجددا. وخُصص لهذا الحي حوالي 20 مليار سنتيم من أجل تهيئته، بينما حمّل المستفيدين من مائة محل المسؤولية، قائلا: “لقد أرسلنا اعذارات أولية من أجل فتح المحلات، وسنرسل اعذارات ثانية. وفي حالة عدم الفتح سنلغي قرار الاستفادة وسنمنحه لشباب آخرين يرغبون في العمل”.
أما فيما يتعلق بالمحطة البرية التي توجد في وضعية يُرثى لها، فأشار إلى وجود محطة أخرى جديدة لم تُفتح بعد، بسبب الأشغال غير الجدية التي تمت من حيث تعبيد الأرضية، التي لم تراعَ فيها المعايير المعمول بها؛ حيث وعد بفتحها عند حل هذا المشكل، مضيفا فيما يتعلق بنقص الفضاءات الخضراء والحدائق، أنه سيتم تهيئة حديقة البلدية، وأخرى في حي المرجة بالقرب من متوسطة مالك بن نبي. كما اتخذ المجلس قرارا وصادق عليه، يقضي باسترجاع حدائق واقعة بالطرق الولائية وجعلها ملكا للبلدية، لتتمكن من إعادة تهيئتها؛ “ننتظر المداولة للانطلاق في هذا المشروع”، كما وعد بحل مشكل الإنارة العمومية؛ حيث استلم أحد المقاولين هذا المشروع من أجل توفير الإنارة في كل أحياء براقي، التي ستستفيد من مشروع مسبح في بن طلحة، حيث تم اختيار الأرضية، بالإضافة إلى تهيئة فضاءات اللعب ببن طلحة، بن غازي ودلبوز و2004 مساكن.
وسيخضع المركز الثقافي هو الآخر لإعادة تهيئة شاملة عن قريب بعد الإعلان عن المناقصة واختيار المؤسسة التي تتكفل بالمشروع، فضلا عن تهيئة ملاحق البلدية ببن طلحة، المرجة وبن غازي، يؤكد “المير”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)