الميثاق الوطني طابع بريدي الجزائر

الميثاق الوطني يستهدف تقييم التجربة وتحديد الإستراتيجية. وسيرا على طريق تحقيق الوضوح السياسي والبلورة العقائدية التي ما فتئت تتطور منذ أكثر من عشرين سنة عبر نداء أول نوفمبر 1954 ووثيقة الصومام في 1956 وبرنامج طرابلس في 1962، وميثاق الجزائر في 1964 وبيان 19 جوان 1965، فإن الميثاق الوطني سيمثل بدون شك مساهمة جديدة في عملية الترقية الشاملة للشعب الجزائري، يترجم مطامحه، كما يعبر عن إرادته التي لا تلين. (...) كان التاسع عشر من جوان 1965 لحظة من تلك اللحظات الخالدة التي تنبعث فيها الثورة من جديد، وقد أزفت الساعة اليوم لانطلاقة جديدة تحقق استمرارية الانطلاقة الأولى، وتنتقل بها إلى مرحلة جديدة، مرحلة تعزيز الديمقراطية بالمؤسسات التكميلية، وتنشيط التطور الشامل وضمان التلبية المستديمة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، وتأمين حقوق المواطن وضمانها بدقة كاملة، وفاء لجهدنا التحرري وضمانا لنجاح البناء الاشتراكي. إن التنمية تتطلب إقامة إستراتيجية اجتماعية - اقتصادية جديدة وعادلة، وتتطلب استرجاع الثروات الطبيعية واستثمارها، ورفع المستوى الثقافي والسياسي للجماهير والقيام بالادخار الجماعي الواسع النطاق والتخطيط المحكم لضبط الأولويات والتوزيع المنصف للأرباح. (...) القضية ليست وضعا لنظريات مقطوعة عن الواقع، بل إنها انطلاق من المكتسبات ومن التجربة الحية لاستخلاص العبر، كل هذا يتطلب التوضيح الكامل الكفيل بتبديد الشبهات والتخلص من الريبة، ودعم التنظيمات الهادفة إلى تلبية الحاجات الضرورية للمواطنين وتطويرها، سواء فيما يتعلق بالحفاظ على كرامة الفرد أو بمجال العمل والصحة والسكن والمعرفة والترقية والتكوين التقني والمهني، أو فيما يتعلق بالعدالة، والأمن الذي يضمن حماية المواطنين من كل التجاوزات. - مقتطف من مدخل المشروع التمهيدي للميثاق الوطني.