لم تخلو الصراعات الدولية منذ الأزل من الطابع الاقتصادي، حيث شكلت الموارد الطبيعية أحد المصادر المهمة في تحريك هذه الصراعات، وكانت مصادر المياه مناطق توتر حقيقية في العالم، وإذا كان النفط أحد أهم مصادر الصراع في القرن لعشرين، فإن المياه هي ميزة الصراع في القرن الواحد والعشرين، خاصة وأن الأمن المائي أصبح بعدا أساسيا من أبعاد الأمن القومي للدول.
إن التراجع في الوفرة المائية في العديد من المناطق في العالم مقابل الزيادة في الطلب لأغراض استهلاكية أو للمتطلبات التنموية، يجعل هذه المناطق مؤهلة فوق العادة لتشكل جغرافيا جديد للصراع الدولي في الأمدين المتوسط والطويل. كما أن المتطلبات التنموية العالمية سوف تزيد من التنافس الوظيفي على مصادر الماء وهو ما يجعل هذه المادة مصادرا حقيقيا للصراع الدولي في القرن الواحد والعشرين. لعل من أبرز المناطق المرشحة لذلك هي المنطقة الإفريقية ممثلة في أكبر مجرى مائي في العالم لهو النيل، أين تتعقد التفاعلات وتتداخل المصالح والإيديولوجيات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - دندان مريم
المصدر : المجلة الجزائرية للأمن والتنمية Volume 7, Numéro 1, Pages 219-232 2018-01-15