الجزائر

الموسم الكروي يختتم بتتويج العميد و ببقاء أندية الغرب ...أموال طائلة وفنيات عاطلة



الموسم الكروي يختتم بتتويج العميد و ببقاء أندية الغرب ...أموال طائلة وفنيات عاطلة
عرف الموسم المنقضي لبطولة الرابطة الأولى المحترفة لكرة القدم "موبيليس" (2023 – 2024)، الذي اختتم يوم الجمعة الفارط، عدة أحداث من بدايته إلى نهايته، والذي عرف، كما هو معلوم، تتويج مولودية العاصمة باللقب منذ جولات عن النهاية، لتضع حدا لهيمنة الجار شباب بلوزداد الذي فاز بلقب المواسم الأربعة الماضية. ويعود تتويج المولودية العاصمية إلى عدة عوامل أبرزها التعاقدات النوعية التي أجرتها خلال الميركاتو الصيفي الفارط على غرار استقدام النجم الدولي يوسف بلايلي والمدافع الدولي جمال بن لعمري، إلى جانب تجديد الثقة في المدرب الفرنسي أمير باتريس بوميل. وبعيدا عن صاحب اللقب، لعل أول نقطة يجب الوقوف عندها في تقييم الطبعة الـ62 لقسم النخبة، هو احترام رزنامة نهاية الموسم، حيث تم شهر ماي الفارط تحديد موعد الجولة الأخيرة بيوم 15 جوان، لتختتم في نهاية المطاف يوم 14 جوان الجاري بعدما تم تقديم الجولة الختامية بيوم واحد لإفساح المجال للجميع للحاق بذويهم عشية عيد الأضحى الذي تم إحيائه يوم 16 جوان، كما هو معلوم. وبالرغم من أن الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة أشرفت عليها لجنة مسيرة مؤقتة برئاسة محمد الأمين مسلوق الذي تم تعيينه خلفا لعبد الكريم مدوار الذي تمت تنحيته من طرف رئيس "الفاف" وليد صادي، إلا أن الرابطة نجحت في كسب الإجماع عموما من قبل جل الأندية في ما يخص البرمجة، رغم التوقفات العديدة التي طرأت بداية بالتضامن مع غزة مطلع شهر أكتوبر الفارط ثم التضامن مع مولودية البيض التي تعرضت لحادث مرور مأساوي شهر ديسمبر. ومقارنة بالموسم الفارط (2022 – 2023) الذي اختتم يوم 15 جويلية، فإن المشرفين على الرابطة نجحوا، رغم كل التوقفات والمباريات المتأخرة، في تقليص مدة الجولة الختامية بشهر كامل، وهو ما ثمنه مؤخرا رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي. صراع على المقاعد القارية إلى آخر جولة ومن الأحداث الإيجابية التي ميزت بطولة الموسم المنقضي أيضا التنافس على المقاعد القارية إلى غاية آخر جولة، حيث نجح شباب بلوزداد في افتكاك المرتبة الثانية ليضمن المشاركة في رابطة أبطال أفريقيا خلال الموسم القادم، عندما عاد بالفوز من أمام شبيبة الساورة، فيما نجح اتحاد العاصمة في إنقاذ موسمه بافتكاك المرتبة الرابعة وضمان المشاركة في كأس "الكاف" عندما قلب تأخره إلى فوز في مباراة الجولة الأخيرة بميدان نجم مقرة، علما أن شباب قسنطينة كان قد ضمن المرتبة الثالثة قبل جولة عن النهاية من خلال الفوز بميدان نجم بن عكنون، ليضمن بدوره المشاركة في كأس "الكاف". بالمقابل، ورغم منافسته على "البوديوم"، اكتفى وفاق سطيف في نهاية المطاف بالمرتبة الخامسة ليضيع المشاركة القارية. لمسة المدربين ورغم اللا استقرار في العارضة الفنية لدى بعض الفرق، خاصة خلال مرحلة الذهاب، إلا أن لمسة بعض المدربين كانت واضحة خلال الموسم المنقضي، وأبرزهم المدرب أمير باتريس بوميل الذي قاد مولودية الجزائر إلى التتويج باللقب بعد غياب طويل للنادي العاصمي عن التتويجات، ويوسف بوزيدي الذي قاد مولودية وهران إلى ضمان البقاء، وهو الذي التحق بالفريق في نصف الموسم كـ"رجل إطفاء"، ليصبح معروفا بالمهام الصعبة وشبه المستحيلة، حيث كان قد قاد شبيبة القبائل خلال الموسم الماضي (2022 – 2023) إلى ضمان البقاء أيضا في موسم صعب. نزول الصاعدين الجديدين وتميز الموسم المنقضي بنزول الصاعدين الجديدين اتحاد سوف ونجم بن عكنون، حيث عمرا لموسم واحد فقط في قسم النخبة ولم يستطعا مجاراة الرتم العالي للبطولة. ولكنه إذا كان اتحاد سوف قد "استسلم" للأمر الواقع منذ مرحلة الذهاب من خلال نتائجه السلبية، فإنه بالمقابل نجم بن عكنون رفع التحدي وقارع كبار الأندية ولم يترسم سقوطه إلا في الجولة الختامية عندما نزل ضيفا على مولودية البيض في "نهائي البقاء"، لينهزم ويودع البطولة بشرف. وسيحل محل اتحاد سوف ونجم بن عكنون خلال الموسم القادم كل من ترجي مستغانم الصاعد عن الرابطة الثانية هواة وسط – غرب، وأولمبي آقبو الصاعد عن مجموعة وسط – شرق. حادث مولودية البيض النقطة السوداء ولعل النقطة السوداء الأكبر التي ميزت بطولة الموسم المنقضي لبطولة الرابطة الأولى المحترفة "موبيليس" هي حادث المرور المتمثل في انحراف حافلة مولودية البيض شهر ديسمبر الفارط بالسوقر، عندما كان الفريق متوجها إلى تيزي وزو لملاقاة شبيبة القبائل، والذي أسفر عنه وفاة حارس المرمى زكريا بوزياني والمدرب المساعد خالد مفتاح، وهي الفاجعة التي تضامنت معها كل الأندية الجزائرية. أما النقطة السوداء الثانية، فيمكن حصرها في عودة العنف في الملاعب خلال الجولات الأخيرة، على غرار أحداث ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة. مشوار سلبي لأندية الغرب من جهة أخرى، لم يكن مشوار أندية الغرب استثنائيا من الناحية الإيجابية، حيث يمكن وصف الموسم المنقضي بموسم آخر للنسيان، أين صارعت فيه كلها على ضمان البقاء، بداية بمولودية وهران التي لم تبارح منطقة النزول إلا في الجولات الأخيرة، ومولودية البيض التي ورغم بدايتها الموفقة إلا أنها وجدت نفسها تصارع من أجل البقاء بفعل جملة من الأسباب منها الحادث المأساوي والأزمة المالية. ولم يكن حال جمعية الشلف أفضل بكثير، حيث اكتفت هي الأخرى باللعب على ضمان البقاء، محتلة المرتبة الثامنة، وحتى شبيبة الساورة التي تعودت في المواسم الماضية على المنافسة على "البوديوم"، اكتفت هذا الموسم بالمرتبة التاسعة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)