الجزائر

المواطنين وتؤجج غضبهم في الشلف



جبهة القوى الاشتراكية بالشلف تدق نقوس الخطر على حسب بيان حيث أثارت توقعات الأرصاد الجوية بهطول أمطار، مخاوف السلطات المحلية بالشلف من أن تؤدي هذه الأمطار الخريفية إلى كوارث غير محتملة وأن تتجدد السيول في كثير من المناطق التي شهدت الأعوام الماضية القليلة فيضانات أسفرت عن خسائر في الأرواح والممتلكات· وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية هطول الأمطار في نهاية الأسبوع الجاري، ما أثار قلق السكان القاطنين عل ضفاف الأودية على غرار وادي علالة بتنس الساحلية، واد تسيغاوت بحي الإخوة عباد بجنوب مدينة الشلف وغيرها من الأودية التي باتت تشكل هاجسا حقيقيا لكثير من العائلات القاطنة بالقرب منها لتسببها في حدوث سيول جارفة كلما تدفقت الأمطار بغزارة، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين الذين ابدوا توجسهم من النتائج المحتملة للأمطار الخريفية المتوقعة نهاية الأسبوع الجاري أو بداية نظيره القادم كأقصى تقدير، الاتصال بالسلطات ليسألوا عما اذا كانت الأمطار المتوقعة يمكن أن تكون غزيرة لبقاء الوضع أكثر خطورة في الكثير من النقاط السوداء التي عرفت تشييد مئات العائلات مساكنها بمواقع كانت عبارة عن أودية ”نائمة ”يمكن أن تغمرها المياه في حال تساقط كميات معتبرة من مياه الأمطار الرعدية كما حدث خريف العام الماضي عندما خرج العشرات من سكان البناءات الفوضوية بحي المصالحة جنوب مدينة الشلف إلى الشارع وقطعوا الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين الشلف وتيسمسيلت احتجاجا على تسرب المياه الطوفانية إلى بيوتهم قادمة من وادي تسيغاوت الذي فاضت حوافيه وكادت أن تودي بحياة الكثير منهم، مثلما هو الحال لعشرات العائلات بالمخرج الشمالي لسيدي عكاشة التابعة لدائرة تنس الساحلية، حيث تحاصرها ثلاث أودية ”نائمة” يتعلق الأمر ببوحلو، بن علي وواد علالة، هذا الأخير عصف بحياة أربعة أشخاص في فيضانات 2001 التي حولت تنس إلى منطقة منكوبة بجميع المعايير· ورغم وقوع مثل هذه الكوارث الطبيعية التي أتت على الأخضر واليابس، إلا أن السلطات لم تتدارك الأمر ولم تقدم على خطوات جادة وسريعة لحماية السكان من خطر الفيضانات، ناهيك عن غياب مؤشرات عملية تدفع في هذا الاتجاه، ما جعل الكثير من السكان بسيدي عكاشة وتنس يفكرون في الاعتصام أمام المباني الرسمية لدفع المسؤولين إلى التحرك لإنقاذهم من ”الموت المحقق”، وحسب مصادرنا، فإن المخاوف التي تبديها العشرات من العائلات في المنطقة الشمالية لها مايبررها، لاستعادتهم أرشيف الخسائر البشرية التي نجمت عن فيضانات نوفمبر ,2001 التي ماكانت أن تسجل مصرع 6 اشخاص وقرابة 1652 عائلة منكوبة لو سارعت السلطات الولائية إلى تطبيق توصيات المجلس الشعبي الولائي الصادرة قبل سنة من حدوث تلك الكارثة الطبيعية وعدم تنفيذها لمحتوى المقرّرة رقم ,1976 المؤرخة في 29 نوفمبر ,2000 والتي تم بموجبها تشكيل لجان عبر الدوائر، كلّفت بمعاينة الأماكن المهدّدة بالفيضانات، خاصة المجاورة للأودية وإعداد إحصاء شامل، قبل اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية السكان من خطر هذه الكارثة الطبيعية لكنها بقيت حبرا على ورق·



في السياق ذاته، رفعت العديد من جمعيات الأحياء في الأونة الأخيرة عدة مطالب منها إيجاد حلول عاجلة لمشكلة انسداد مجاري تصريف المياه والبالوعات المملوءة بأطنان من الأتربة نتيجة أشغال ”الترقيع”، وبررت مخاوفها لعدم عدم قدرة البالوعات الحالية ومجاري الصرف على استيعاب كميات الأمطار التي كثيرا ماحولت شوارع المدن والأحياء التي لم تنل حقها من أشغال التحسين الحضري إلى ”ميادين حرب”· وتبرز المعطيات المتوفرة ل”البلاد” أنه تم تسجيل حوالي 600 بالوعة تعرضت إلى تخريب ولم تقدم المصالح الرسمية إلى اتخاذ تدابير وقائية لإصلاحها أو استبدالها لمواجهة خطر الفيضانات·



وأبدى محدّثونا تخوّفهم المسبق من تكرار سيناريوهات الكوارث الماضية، التي أصابت الشلف في نوفمبر ,2001 على غرار ما حدث في نفس الفترة بباب الواد بالعاصمة والسيول الجارفة التي شهدتها الولاية في ديسمبر 2007 وخلفت مصرع أربعة أطفال من عائلة واحدة بحي الشرفة جنوب مدينة الشلف نتيجة فيضان وادي تسيغاوت· على هذا النحو ينتظر السكان المقيمين بمحاذاة هذا الأخير التفاتة السلطات المحلية لاتخاذ إجراءات ترحيلهم إلى مواقع آمنة وتخليصهم من السكنات الطوبية قبل حلول الكارثة·




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)