الجزائر

"المهيبة" من هدية إلى شبح يطارد أزواج المستقبل




في الوقت الذي تنهمك العائلات في التحضير لعيد الأضحى المبارك، تنهمك أخرى في التفكير في المهيبة التي تقدمها مباشرة بعد يومين من العيد للعروس، خاصة أنها لا تقوى على القفز على هذه العادة وتجاوزها بالرغم من تكاليفها، لاسيما أن سمعة العائلة لن تسلم من ألسنة الجيران والأصدقاء.أكثر شيء تخشاه العائلات الجزائرية في الوقت الراهن ”كلام الناس”، ومن أجل إرضائهم رغم أن ذلك غاية لا تدرك، فإنهم يقومون بأي شيء مقابل شراء صمتهم أوبالأحرى كف ألسنتهم عنهم، خاصة أن الوضع وصل إلى حد فسخ الخطوبة بسبب عدم إحضار المهيبة للعروسة، أوتقديم هدية ثمينة تتفاخر بها الخطيبة أمام قريناتها!. لم تعد قارورات العطر ولا قطع القماش والصابون ترضي فتيات اليوم، حيث باتت كل واحدة تشترط على خطيبها الهدية التي تريد ولا تترك له المجال في اختيار ما يريد، ومن أكثر ما تطلبه العرائس ”هواتف الآيفون” أو قطع المجوهرات التي تختارها بنفسها عند الصائغ، ولا يملك الخطيب سوى الخضوع لطلب زوجة المستقبل في انتظار عقد القران، أين تقلب الموازين وتتغير موازين القوى وتعود زمام الأمور في يده، حتى أن العروسة مدركة تماما للأمر ولا تجد في المهيبة إلا فرصة للظفر بما تريد قبل أن تدخل ”القفص”.. أين تتغير الأمور وتكثر مصاريف البيت وتظهر أولويات أخرى. وبما أن مصاريف المهيبة لا تخدم جيوب الكثير من الشبان المحدودي الدخل لجأ البعض الى الاستدانة وشراء قطع الذهب بالتقسيط، وهناك يجد راحته في تسديد قيمة المجوهرات التي اشتراها حسب الاتفاق الذي ابرمه مع الصائغ. غير أن هذا لا ينطبق على الكثيرين، فقد اختار البعض الآخر اقتناء قطع من ”البلاكيور” طبعا بعد اتفاق مع الخطيبة التي ترضى بهذا الحل من أجل ”ملء عيون الناس”.وبين هذا وذاك اختارت عائلات أخرى تقصير فترة الخطبة من أجل القفز على خطوة ”المهيبة” والتقليل من المصاريف التي تفرضها العادات والتقاليد، والتي غالبا ما تفرغ جيوب عريس المستقبل، الأمر الذي أخرج المهيبة من الهدف الذي وجدت لأجله وهو تقريب العائلات ومد جسور المودة والألفة بينها، وباتت قيمتها في ثمنها، فكلما زاد سعرها زادت فرحة العروس بها والعكس صحيح بالنسبة للعريس. ومن أجل هذا يؤكد علماء الدين على ضرورة التخفيف من عبء هذه المصاريف من أجل تيسير الزواج والقضاء على العنوسة التي باتت أرقامها تتزايد عاما بعد عام.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)