الجزائر

المناضلون الصحراويون والمغاربيون يفقدون رفيقا ملتزما ومثاليا



المناضلون الصحراويون والمغاربيون يفقدون رفيقا ملتزما ومثاليا
عبرت فعاليات المجتمع المدني الصحراوي عن تعازيها القلبية الحارة للشعب الصحراوي في وفاة المغفور له بإذن الله المناضل لحسن موثيق إثر صراع طويل مع المرض. وأكدت الفعاليات أن التاريخ سيظل يذكر للفقيد كل تلك المواقف الشجاعة في الدفاع عن حق شعبه في الحرية وتقرير المصير، والتي كلفته ثمنا باهظا دفعه المرحوم لسنوات طوال في سجون العدو المغربي، كما سيظل يسجل تلك الاندفاعة والاجتهاد في إقرار المبادرات الكفيلة بفرض التسليم بالحقوق الوطنية للشعب الصحراوي.كما عبر اتحاد الحقوقيين الصحراويين عن بالغ الحزن والأسى، إثر هذه الفاجعة الأليمة، مبرزا أن المرحوم لحسن موثيق عرف بنضاله الحقوقي وخاصة تجاه القضية الوطنية مما عرضه للاعتقال والتعذيب سنوات 1977 إلى 1982 ضمن ما عرف بمجموعة 26، وهو من مؤسسي منتدى الحقيقة والإنصاف فرع الصحراء الغربية، وكذا عمله الدؤوب في إطار المنتدى الاجتماعي المغاربي، كرس عمله ونشاطه الحقوقي رفقة العديد من أفراد عائلة أهل موثيق المناضلة للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. ***وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات تعزي الشعب الصحراوي في وفاة المناضل لحسن موثيقأعربت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات والريف الوطني عن بالغ تعازيها ومواساتها للشعب الصحراوي والنشطاء الحقوقيين الصحراويين وعائلة المناضل والناشط الحقوقي الصحراوي لحسن موثيق ، الذي وافته المنية يوم أمس بالعاصمة المغربية الرباط ، إثر مرض عضال.وأبرزت الوزارة أن الراحل كرس حياته للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، عرف بنضاله الحقوقي وخاصة تجاه القضية الوطنية مما عرضه للاعتقال سنوات 1977 و 1982 ضمن ما عرف بمجموعة مكناس ( مجموعة 26 ) ، وهو من مؤسسي منتدى الحقيقة والإنصاف فرع الصحراء الغربية ، وكذا المنتدى الاجتماعي المغاربي ، وله دور بارز في التقريب بين وجهات نظر الصحراويين والمغاربة وفي مبادرة السلام في الصحراء الغربية سنة 2008. ***المناضلون الصحراويون والمغاربيون يفقدون رفيقا ملتزما ومثالياانتقل المناضل الصحراوي: متيق لحسن ولد الفاضل ولد أهل بوكرين، إلى جوار ربه يوم الأحد 23 ديسمبر 2013، بعد مرض عضال ألم به، لم تنفع معه المجهودات الجبارة التي قام بها رفقاءه الذين يكنون له كل التقدير والاحترام سواء بنقله إلى فرنسا أو للاستشفاء في مستشفى زايد بن سلطان.يعتبر المرحوم لحسن متيق من الرعيل الأول من الشباب الصحراويين الذين كانوا سباقين إلى الانخراط في القضية الوطنية والتعريف بها والدفاع عنها في عمق المغرب وخصوصا في الجامعات. فقد اعتقل في شهر ماي سنة 1977 مع مجموعة من الصحراويين تعرف ب “مجموعه 26″ التي كانت أول من تم تقديمه من الصحراويين أمام محاكم النظام المغربي لانتمائهم إلى الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.وبعد تعرضه مع رفقائه لشتى أنواع التعذيب، التي كانت له منها حصة الأسد داخل المعتقل السري السيئ الذكر “درب مولاي الشريف”، نقل معهم إلى السجن المدني بمكناس، وبمعيتهم رفقاء مغاربة شكلوا واجهة نضالية ضد النظام المغربي وزبانيته وسطروا ملاحم بطولية في النضال معا ضد عدوهم المشترك وهم وراء القضبان.فتقاسموا مع إخوانهم المغاربة الحلو والمر في “معارك الأمعاء” في جبهة واحدة وصف متراص وهم يخوضون الإضرابات عن الطعام المتتالية دفاعا عن كرامة المعتقل السياسي وقضاياهم العادلة.وبعد قضائه رفقة زملائه الصحراويين ثلاث سنوات وراء القضبان بدون محاكمة وقد أصبح سجن مكناس قبلة للأحرار عمد النظام المغربي إلى إطلاق سراح جميع المغاربة ولم يبق إلا الصحراويين 26 وأربعة من المغاربة، ليتم توزيعهم على أربعة مدن: الرباط، اكادير، مراكش وسطات حيث تمت محاكمة كل مجموعة على حدة.ورغم أن محاكمات المجموعات الأربعة بتاريخ ماي 1980 كانت صورية ولا تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة، فقد تمكن رفقاء المرحوم من الدفاع عن قضيتهم العادلة، معتبرين أن جبهة “البوليساريو” هي ممثل الشعب الصحراوي الوحيد، وأنهم متمسكون بأهداف شعبهم التواق إلى الحرية والاستقلال، مدينين بشدة “اتفاقية مدريد” المشئومة والغزو المغربي للصحراء الغربية، وملفتين انتباه الرأي العام العالمي إلا أن مئات من المعتقلين الصحراويين مجهولي المصير في الأقبية السرية للنظام المغربي.وبعد أن قضى خمس سنوات من الاعتقال لم يثنه ذلك عن متابعة دراسته والحصول على شهادات عاليا. حيث أن المرحوم لحسن متيق حاصل على الدكتوراه في الرياضيات وأستاذ بالمعهد العالي للإحصائيات بالرباط، ويحظى باحترام كبير من الطلبة ومن زملائه الأساتذة.وقد كان المرحوم نموذج للمناضل المثقف الملتزم الذي آمن بعدالة قضية شعبه ونهل من مبادئها. فمنذ إطلاق سراحه في ماي سنة 1982 انخرط عن وعي ورؤيا واضحة وعزم أكيد في النضال من داخل المنظمات المغربية سواء منها النقابية أو الحقوقية.وهكذا سبر أغوار نقابة التعليم العالي وترك بصماته في تدبير شؤونها وإدارتها والدفاع عن استقلاليتها، وكان نموذجا يحتذا به في العمل الجاد والحياد الايجابي والأمانة والصدق، فلا غرو أن يكون (هاد لبوليزاريو) كما يحلو لزملائه أن يصفوه به، محط تقدير واحترام الجميع.وعندما انخرط هذا المناضل في جمعية ضحايا سنوات الرصاص “منتدى الحقيقة والإنصاف” صحبة رفيقه المرحوم “إدريس بنزكري” كانت عينه في الرباط وقلبه على الصحراء، ولم يهنأ له بال أو يستريح له ضمير حتى تم فتح فرع الصحراء بالعيون، الذي ذاع صيته ويرجع له الفضل في حلحلة النضال الحقوقي في المدن الصحراوية والتعريف بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تعرض لها الصحراويون.كما كان سباقا إلى الانخراط في “المنتدى الاجتماعي المغاربي” الذي يشارك فيه الصحراويون كدينامية إجتماعية صحراوية مستقلة جنبا إلى جنب مع المغاربة والجزائريين والموريتانيين والتونسيين والليبيين، كما أنه منسق مبادرة “نداء من أجل السلم في الصحراء الغربية” التي أصبحت وثيقة رسمية داخل المنتدى الاجتماعي المغاربي. ويرجع له الفضل بعد سفرياته ولقاء مسئولين صحراويين بمخيمات العز والكرامة، أن تمت المشاركة الوازنة والفعالة للصحراويين في المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)