الجزائر

المناضلة لوسات حاج علي تصدر مذكراتها ''أخطأ الحزب الشيوعي الجزائري عندما تأخر في الانضمام إلى الثورة''



يعتبر كتاب مسار مناضلة جزائرية الذي استغرقت لويسات لاريبار حاج علي، سنوات في كتابته، بعد اقتناعها، كما قالت، بضرورة ترك بصمات في التاريخ الجزائري المكتوب ، شهادة حية عن الروابط القوية التي نشأت بين الجزائريين وبعض الفرنسيين الذين آمنوا بعدالة القضية الجزائرية.
 تصف المناضلة الدوافع الأولية، الكامنة وراء اختيارها لهذا المسار، خاصة الأوضاع المزرية التي عاشها الشعب الجزائري سنوات ما قبل الثورة، وكانت الحركة الوطنية في أوج نشاطها السياسي، حيث كانت ضمن النواة الأساسية لما عرف بـ مقاتلي الحرية التي أنشأها الحزب الشيوعي الجزائري.
وردّت لوسات حاج علي عن سؤال لـ الخبر ، حول احتمال ندمها على الوقوف إلى جانب الجزائريين، قائلة بكثير من الثقة والحب أبدا أبدا، انه فخر كبير لي أن أكون ضمن هذه الثورة ، مضيفة سأتخذ نفس المسار النضالي، إذا كانت نفس الظروف، واختياري كان عن اقتناع .
لكن نستشف في حديث لوسات نبرة الألم، كون التاريخ أهمل مثيلاتها وأمثالها من الأوروبيين، وأوضحت المناضلة، في هذا الشأن، بأنها أحسّت بضرورة أن تترك نوعا من المذكرات، التي تحمل فيها شهادات لا تتعلق بشخصها، فحسب، ولكن بمناضلين يستحقون أن يذكروا.
تتحدث أرملة رئيس الحزب الشيوعي الجزائري بشير حاج علي، في الكتاب عن مسارها، الذي لا ينفصل في حقيقة الأمر، عن مسار الحزب، الذي غُيّب عن الكتابات التاريخية، تقول لوسات الحزب الشيوعي ومناضليه لم يأخذوا حقهم من التاريخ الجزائري لأسباب تاريخية وسياسية ، معترفة في نفس الوقت بالأخطاء التاريخية التي ارتكبها الحزب كما قالت أخطأنا عندما تأخرنا في الانضمام للثورة وهذا يحدث ، مستطردة، لكننا صحّحنا ذلك، وكان مناضلونا ضمن صفوف الجبهة، وحاربوا مثل جميع تيارات الحركة الوطنية .
يقدّم الكتاب، في كثير من مقاطعه، حكايات عن هؤلاء المناضلين الذين رافقوا لوسات، ولا يتذكرهم التاريخ ولا حتـى يُحتفـل بذكراهم، مثل هنري علاق، وجاك سالور، ونيكولا زانيتاسي، وبيار ماتيو، ولابي مورو، ورونـي جوسترابـو، بالإضافـة إلى أسماء نسيها التاريخ، ومرّت دون إحداث ضجـة، لكنـهـا قدّمـت الكثـيـر للقضية والثورة الجزائرية آنذاك، كما هو الشأن بالنسبة لعباسية ومصطفى فضيل، اللذان اغتيلا، وعبد القادر شوخال الصحفي الذي انضم للمجاهدين واستشهد سنة .1957


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)