الجزائر

المناضل الفرنسي المعادي للاستعمار، هنري بويو، لـ ''الخبر''



المناضل الفرنسي المعادي للاستعمار، هنري بويو، لـ ''الخبر''
الساركوزية انتهجت سياسة احتقار للجزائريين



قال المناضل المعادي للاستعمار، هنري بويو، إنه ما يزال ينتظر إقدام الدولة الفرنسية على تقديم اعتذاراتها للشعب الجزائري. وذكر بويو، في حوار مع ''الخبر''، أن الساركوزية انتهجت سياسة احتقار تجاه الجزائريين. وعرف عن هنري بويو مشاركته في ''حرب الجزائر'' كجندي احتياط، وكان شاهدا على التعذيب الذي مورس على الفدائيين الجزائريين في فيلا ''سوزيني''.

ما هي دوافع مطالبتكم الدولة الفرنسية بتقديم اعتذاراتها نظير الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري؟

هذه الخطوة لها صلة بماضي النضالي والإنساني، المرتبط، بدوره، بإيماني بقضايا حقوق الإنسان ومعاداة النزعة الاستعمارية والعنصرية. وارتبطت هذه المواقف كذلك بتجربتي كجندي احتياط تم استدعاؤه لخوض غمار هذه الحرب، وهو ما جعلني أكتشف معنى الظاهرة الاستعمارية.

حسب اعتقادكم لماذا لم تقدم فرنسا اعتذارها للجزائريين إلى حد الآن؟

لم يتحقق استقلال المستعمرات الفرنسية بشكل عفوي. كان ذلك نتيجة صراعات طغى عليها العنف في كثير من الأحيان. وخلفت تلك الصراعات ضحايا، سواء في الجزائر، أو الكاميرون، ومدغشقر، وفيتنام.. وعليه يجب توضيح المسألة التالية: وهي أن اليمين الكلاسيكي، بالاشتراك مع تيار الديمقراطية الاجتماعية (آس. آف. إ.آو)، كان مجبرا على التخلي عن الإمبراطورية الاستعمارية. هناك مسؤولية سياسية كاملة. وهناك عدة شخصيات سياسية شاركت في حرب الجزائر كفاعلين، على غرار ميسمر ومتيران، وبقوا كذلك على الساحة السياسية الفرنسية، إلى غاية الألفية الثانية. وعليه كان من الصعب أن يعترف هؤلاء الفاعلون بمسؤوليتهم في الأحداث.

في رأيكم لماذا تندرج الظاهرة الاستعمارية ضمن الجرائم ضد الإنسانية؟

لأنها أعادت النظر في الثقافة، وفي الحقوق الأساسية للسكان الأصليين، واعتبرتهم كمواطنين من درجة سفلى ومنحطة. ففرض المعمرون سيطرتهم بوسائل وحشية وعنيفة، منها التقتيل الجماعي خنقا، والتعذيب وغيرها.

وماذا سوف يتغير اليوم مع عودة الاشتراكيين إلى الحكم بخصوص نظرة الفرنسيين لحرب الجزائر؟

لا أعتقد أن الأوضاع سوف تتغير بشكل عميق. أتمنى أن يحدث ذلك، وأنا الآن بصدد الانتظار. مع الساركوزية كنا متأكدين أن سياسة الاحتقار تجاه الشعب الجزائري سوف تستمر. يكفي أن نتذكر أن عددا كبيرا من المسؤولين السياسيين، الذين أصبحوا قياديين على مستوى حزب الحركة الشعبية من أجل الجمهورية، هم مناضلون شباب قدموا من جمعيات سياسية تنتمي لليسار المتطرف، التي انبثقت من حرب الجزائر. ثم إن خطاب تولون وداكار سنة 2007 كان عبارة عن تمجيد للاستعمار. وعايشنا ظاهرة إعادة الاعتبار لمنظمة الجيش السري، مع بروز إرادة سياسية في اتجاه تحقيق مطالب قدماء الجزائر الفرنسية. لما كان فرانسوا متيران رئيسا للجمهورية انتهج سياسة شبيهة بسياسة ''الديغولية''. لكن خلال السنوات الأخيرة لاحظنا أن الحزب الاشتراكي بقي في الخلف بشأن التظاهرات المناهضة للاستعمار.

نلاحظ في المذكرات التي نشرها عدد كبير من قدامى الجنود الفرنسيين في الجزائر، وجود اعترافات بممارسة التجاوزات في حق الشعب الجزائري، هل هذه خطوة أولى نحو الاعتراف الفردي؟

أعتقد أن غالبية هؤلاء الجنود اكتسبوا وعيا بالدور الذي أسند إليهم خلال هذه الحرب. وكثير منهم يريد أن ينقل اليوم لأبنائه وأحفاده حقيقة تلك الحرب والفظائع والجرائم التي كانوا شهودا عليها، حتى يتم تجنبها مستقبلا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)