الجزائر

المناسبة ليلة لاستذكار عادات غيبتها الحداثة



المناسبة ليلة لاستذكار عادات غيبتها الحداثة
تواصل الكثير من العائلات الأوراسية لاسيما القاطنة بالمناطق الريفية في إحياء ليلة القدر المباركة كمناسبة لاستذكار عادات دفينة وتقاليد غيبتها الحداثة، ما يضفي عليها نوعا من الحميمية ويجعلها ذات أجواء خاصة.وتعد ”اللمة” أو الاجتماع في المنزل الكبير ضرورة لا نقاش فيها وعادة ما تشمل الأبناء الذكور بعائلاتهم، حيث تقام وليمة كبيرة أو إفطار جماعي تشارك في تحضيره الكنات بإشراف من ربة البيت أو الجدة.وتكشف نانة زرقة من أعالي منطقة أريس، ”التويزة” التي تعود في هذه المناسبة بقوة بحيث تقول نانة زرفة سعادنة ”كل واحدة من الكنات تكلف بمهمة خاصة استعدادا لتحضير وجبة الفطور الجماعي للعائلة”، مشيرة إلى أن العملية غدت سهلة حاليا وتختلف كثيرا عما كانت المرأة تواجهه أيام زمان في البيت الكبير.ويستدعي اجتماع العائلة في هذه الليلة الرجوع إلى ”النفقة”، حيث تذبح رؤوس من الماشية لتوفير الكمية اللازمة من اللحم لتحضير الوجبة الجماعية، على أن يوزع جزء منها على الفقراء والمحتاجين وأيضا المقربين من الأهل والجيران.وتواصلا لإحياء العادات، يتم ذبح الشاة صبيحة ال26 من رمضان أو قبله بيوم، حيث يتكفل بالعملية متطوعون بما في ذلك السلخ وتقطيع اللحم ثم تقسيمه وتوزيعه، ويقول من جهته الشيخ لمبارك قشي من تيغرغار وإن كانت العادة أصبحت محتشمة مقارنة بأيام شبابه حيث كانت تمارس في كل المناسبات وحتى في الأيام العادية و”لم نكن نعرف لحم الجزارين مثل اليوم”.وفي هذه الليلة تردف الحاجة خموسة مالكي من إيشمول ”يعود الكسكسي المعد من القمح و”الشخشوخة” وكذا ”الرفيس” و”الزيراوي”، لتستعيد مكانتها على مائدة الإفطار التي يجتمع عليها أبنائي الخمسة وزوجاتهم وأبنائهم ويتحول البيت إلى عرس بوجبات تقليدية أصيلة”.والجميل أن بعض الجدات والأمهات يفاجئن الحضور بعادات دفينة مثل ”أقذيح”، وهي قفة من الحلفاء تزين بشكل جذاب بمناديل وأشرطة حريرية ملونة توضع، حسب الآنسة صليحة حمزاوي من منطقة شير، بمقربة من الطفل المختن لتجمع فيها الهدايا المقدمة له بطريقة تلهيه وتقلل من حركته إلى أن يتعافى.فلليلة السابع والعشرين من رمضان بالبيت العائلي الأوراسي، حسب رشيد حلاس طالب جامعي بباتنة، ”نكهة خاصة تعطرها العادات والتقاليد وتزيد من عمقها الأجواء الروحانية التي تصاحب الشهر الفضيل وتبلغ أوجها في ليلة القدر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)