المناجرة المرتزقة وأموال البترول المهدورة

 أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في قرارها الأخير المتعلق بخيار المدرب الأجنبي لقيادة سفينة المنتخب الوطني ''الحرب الضروس'' بين وكلاء المدربين، وهذا من أجل هدف واحد هو الفوز بصفقة تتجاوز الملايير من أموال الدولة.
يسعى هذه الساعات كل وكيل أو ''سمسار'' بمعنى أدق التقرب نحو أعضاء المكتب الفدرالي للفاف بمختلف الهدايا ''الغالية'' و''الرخيصة'' لإقناعهم بالمدرب الأجنبي الذي أوكل له التفاوض باسمه عند ''الفاف''، حيث لا تستغربوا إن أكدنا أن ''الحاج راوراوة'' مع باقي طاقمه في المكتب سيدرسون على الأقل سيرة خمسين مدربا لأنهم لم يضعوا إلى حد الآن المعايير التي سيتم على إثـرها اختيار الناخب الجديد سوى معيار ''الشعر الأصفر والأعين الزرقاء'' وليس التأهل مثلا إلى مونديال البرازيل .2014 ولا حتى الأجر الشهري الذي لا يتجاوز مثلا 400 مليون سنتيم، وهذا ببساطة لأن الخزينة مملوءة و''الشعب العظيم'' يجب أن يواصل النوم على أنغام ''معاك يا الخضرة ديري حالة'' من دون الحديث عن الحالة الاقتصادية للمواطن الجزائري.
والملفت للانتباه في هذا الأمر أن الصحافة ''المنحرفة'' لم تتطرق إطلاقا إلى تحديد مَن المسؤول الأول عن انتداب ''الجنرال'' وعن القيمة المالية الحقيقية التي نالها جزاء له بالرباعية الرائعة التي تفنن فيها الشماخ وبقية زملائه، لأن الأموال عمومية وليست من جيب أعضاء الفيدرالية، وراحت تسمي عشرات المدربين الأجانب البطالين وتذكر مزاياهم وإنجازاتهم ''الوهمية''، لا لسبب سوى لأنها هي الأخرى تسعى للاستفادة ''ماليا'' من الصفقة التي سيتم الإعلان عنها، حيث إن المناجرة وجدوا أخيرا الحل في عقد اتفاق ''مصلحي'' بينهم وبين رجالات الصحافة من خلال الكتابة على أسماء مدربين بأعينهم، والتأكيد لقرائهم أنهم الأصلح في الوقت الراهن، وأن المدرب الفلاني بإمكانه الفوز على منتخب البرازيل في ملعب سيدي عيسى بسداسية، ومن ثم الضغط على الفيدرالية لاختيار ذلك المدرب من دون غيره، وأكبر دليل على هذا أن 36 مليون جزائري كلهم كانوا يجهلون مدربا فرنسيا اسمه ''كافالي'' لكن راوراوة والصحافة جعلاه يفوز بصفقة تدريب فريق فرنسي من الدرجة الثانية....، والحديث قياس...