الجزائر

الممثلة التونسية الواعدة عائشة بن احمد ل "الجزائر نيوز": لم نجن من الثورة سوى حرية التعبير



الممثلة التونسية الواعدة عائشة بن احمد ل
وجه سينمائي صاعد في الساحة الفنية التونسية، اكتشفها الجزائريون في فيلمها الأول "خميس عشية" بوهران نهاية الشهر الفائت، أظهرت قوة وجمالية في الأداء، رغم حداثة تجربتها، التي واكبت تغيرات سياسية وثقافية واجتماعية سريعة في تونس الياسمين. وهي اليوم تعمل في جو يبحث له عن سبل جديدة للإبداع، وسط مضايقات جماعات تتهم المرأة الفنانة عموما بالخروج عن نطاق المطلوب. هي واحدة ممن يعانين من القهر الجماعي، تقول في حوارها مع "الجزائر نيوز"، لكنها تؤمن أن الفوضى الحالية في تونس، "طبيعية" وستنتهي إلى التنظيم لا محال.عائشة بن احمد، تعرف عليك الجمهور الجزائري مؤخرا في مهرجان وهران للفيلم العربي من خلال فيلم "خميس عشية" أول تجربة سينمائية لك، وأنت حديثة العهد بمجال التمثيل عموما؟
بالفعل كانت تجربة مميزة في مساري الحديث في مجال الفن السابع، "خميس عشية" هو أول عمل سينمائي لي، مع المخرج محمد دامك الذي وجهني إلى التصرف الصحيح أمام الكاميرا، ناهيك عن مساعدة مثالية من ممثلين كبار كان لي الحظ في الوقوف أمامهم وتقبلوا وجودي الصغير، وأذكر منهم فاطمة بن سعييدان وفتحي مهداوي وآخرون.
من اكتشف فيك بذور التمثيل؟
نوري بوزيد هو الذي اكتشف مواهبي، مع أني لم أدرس التمثيل لا في السينما ولا في المسرح، لكن بعد التجربة الأولى أعتقد أني تورطت في هذا الميدان الجميل، تجربتي قصيرة عمرها سنة ونصف، وبدأت أخوض تجارب في المسرح و السينما والتلفزيون، وأنا عازمة على تعلم المهنة من أصجابها المحترفين.
ما الذي تغير في السينما التونسية بعد الثورة في نظرك؟
بعد ثورة الياسمين أعتقد أننا فزنا بحرية التعبير فقط. أما على مستوى الإنتاج فلم يتغير شيء، بقيت الأمور تراوح مكانها، وتحقيق مشروع سينمائي يعد ضربا من المجازفة والمواجهة والإصرار على التواجد في الساحة. للأسف في تونس ما زلنا نختار بين أمرين: إما القيام بشيء آخر غير الفن السابع أو السفر خارج الوطن لمتابعة المهنة. هذا هو واقعنا، التمثيل أو غيره من المهن الفنية ليس سبيلا للعيش في بلدنا.
في فيلم "خميس عشية" أغلب المشاهد كانت في الداخل، هل يعود ذلك لأسباب أمنية مثلا؟
أغلب مشاهد "خميس عشية" كما لاحظتم كانت في الداخل، غالبا اختيار المكان المغلق يكون تجنبا للمضايقات، أما إذا اضطررنا لذلك فالأمن يكون مرافقنا الدائم.
ما هي المواضيع الممكن التطرق إليها بعد مكسب حرية التعبير كما أسلفت؟
تطرقنا لكل المواضيع، في المرحلة الحالية نشعر بالضيق والملل من المواضيع التقليدية التي عالجتها الأفلام السالفة، مواضيع كالمرأة والحجاب وما شابهها. أصبحنا لا نريد أن نكرر ما قدم سالفا ونبحث عن مواضيع جديدة يمكن أن تحاكي الواقع التونسي دون تزييف للحقيقة.
ماذا عن العنصر النسوي في الشاشة الكبيرة؟
المرأة التونسية في السينما أصيبت بحالة تراجع وتدهور مقارنة بما كانت عليه في عهد بن علي. المرأة باتت مهاجمة من كل صوب خاصة الفنانة أو المبدعة. السب والشتم والتهجم المجاني عليها. شخصيا أنا أقاسي يوميا هذه التصرفات، أحاول أن أتجاوزها بشيء من الأمل والتفاؤل في المستقبل وأقول لنفسي إن الأمر ظرفي وسيمر علينا جميعا بسلام. مبرراتي في ذلك أن الفوضى التي تطبع البلد عقب الثورة طبيعية وستستقر الأمور تباعا.
عائشة والتجربة المصرية كمثيلاتها من الفنانات التونسيات، هل من مغريات؟
عرضت علي فرص عديدة في الواقع، لكني لا أشعر أني جاهزة لخوض تجربة التمثيل في مصر بصراحة، لأن العروض لم تكن ملفتة، ولا ترق لي، لهذا أفضل البقاء في تونس.
عليك إتقان اللهجة المصرية أولا؟
لا أرى أن اللهجة المصرية ستكون عائقا أمامي للتمثيل هناك، فمن مميزات التونسيين قدرتهم على التحدث باللهجات الشرقية، كما أنه سبق لي أن اشتغلت مع فريق تمثيل سوري في فيلم "صديقي الأخير" وتكلمت بلهجتهم ووفقت في ذلك كثيرا بشهادتهم.
في انتظار وصول العرض المصري المناسب، ما الذي يسعدك في الوقت الحالي؟
المشاركة في عمل جزائري من أكبر الأمنيات على قلبي لحد الآن، لأن التجربة السينمائية الجزائرية تشبه نظيرتها التونسية، وللجزائر مسيرة فنية جميلة ومتنوعة أظن أنها ستفيدني كثيرا في مشواري الفتي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)