الجزائر

الممثل المتألّق عبد الباسط بن خليفة ل «المساء»:‏ الأعمال المشتركة زادتني ثقة واحترافية..



الممثل المتألّق عبد الباسط بن خليفة ل «المساء»:‏                                    الأعمال المشتركة زادتني ثقة واحترافية..
ممثل جزائري من طراز خاص، بكاريزما مميزة ولسان فصيح يتقن عديد اللغات، احترف المسرح، الإذاعة والتلفزيون، ليجد متنفسا آخر لتفجير طاقته الإبداعية وإظهار مواهبه، عن طريق مشاركاته في أعمال درامية مشتركة كانت انطلاقتها الأولى بمسلسل «عذراء الجبل» سنة 2003، والذي يرى أنّه كان فاتحة خير عليه، حيث تمكّن بعده من المشاركة في أعمال درامية عربية أخرى منها: «دعاة على أبواب جهنم» ‘المعالج لظاهرة الإرهاب، و»رياح الخماسين» للمخرج هشام شربتجي بمشاركة شرفية كضيف، ومسلسل ‘'عندما تتمرد الأخلاق''، إلى جانب مسلسل «الحسن والحسين» العمل التلفزيوني الضخم، من إنتاج الشركة الكويتية المها، هو مسلسل تاريخي يتطرق إلى شخصية عبد الله بن سبأ الذي زرع الفتنة بين المسلمين
حيث أسند لضيفنا هذا الأسبوع دور؛»حكيم بن جبلة»، ومسلسل «الحبيب الأولي''، وهو فيلم أردني اجتماعي معاصر تقاسم فيه البطولة مع كل من: «فرح بسيسو»، «نضال نجم» ورشيد منحس، من إنتاج شركة راما، وقد تم تصوير الفيلم في النمسا، ويتطرق إلى موضوع ‘'الشعوذة والمافيا»، تقمّص فيه دور رئيس عصابة مكلّف بشؤون الخط النمساوي، العمل من تأليف «وائل نجم» وإخراج» سائد الهواري»، عرض في رمضان، ويعرض حاليا على قناة «أم .بي. سي» دراما، وبعد هذه المقدمة المفصلة، أظنّكم عرفتم من يكون ضيفنا؛ إنّه الممثل النجم:عبد الباسط بن خليفة الذي خصّ المساء بهذا اللقاء:
- أعمال عربية درامية في القمة، تألّق فيها اسم عبد الباسط بن خليفة وسط قائمة نجومها، فما تأثير ذلك على معنوياتك ونفسيتك كإنسان وكفنان؟
* الممثل عبد الباسط بن خليفة: أن يتم اختيارك كممثل للمشاركة في أعمال ضخمة وبالاسم، ويقترن اسمك بأخرى لامعة لنجوم من الوطن العربي، فهذا أمر يعزّز قطعا ثقتك بنفسك كإنسان وبقدراتك كفنان، فمهمّ جدا أن تصنع لك اسما وسط النجوم عن جدارة واستحقاق، فتجربة كهذه من شأنها أن تمنحك الكثير والكثير، وتدفعك لبذل المزيد وإظهار القدرات الدفينة التي لا تجد لها حياة إلاّ في عالم يعرف كيف يصطاد الكفاءات، عالم يقدّر الفن والفنانين المميّزين من كافة أنحاء الوطن العربي..
- الأعمال المشتركة باتت هي الرائدة، ففي رأيك، ما سرّ نجاحها؟
* يقال أنّ في الاتحاد قوة، وفي الأعمال المشتركة نفس الشأن، فكلّ الأعمال الضخمة باتت مشتركة لإدراك المنتجين بأنه يجب أن نحتك ببعضنا كعرب ويعرف بعضنا البعض، والأعمال الفنية المشتركة تطوّر الدراما التلفزيونية لأي بلد وتعرّف بلهجات، ثقافات وقدرات مختلف البلدان العربية، بما فيها الجزائر التي كان عالمها الفني والإبداعي في زمن قريب، مجهولا لدى الكثيرين، لكن بفضل التواصل، أدرك العديد من العرب أنّ الجزائر بلد غني بثقافاته، فنونه ونجومه في مجالات متعدّدة، منها التمثيل، وما مشاركاتنا في الأعمال الرائدة إلاّ اعتراف صريح بقدراتنا وبضرورة تواجدنا في أعمال لو غبنا عنها لما اتضحت كامل معالمها، ولبقي الشطر الأهم منها مبهما..
- مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية» للمخرج السوري عبد الباري أبو الخير، أثار ضجة كبيرة رغم إجازة الفقهاء له، ففي اعتقادك، ما المرمى من وراء تلك الضجة؟ ألا ترى أنّ تصرفات كهذه عائق في وجه الإنتاج التاريخي الذي يجسّد رموز تاريخنا الإسلامي على وجه الخصوص؟
* كما سبق وأن صرّحت، كانت مجرّد زوبعة في فنجان، حاول من خلالها البعض زرع الفتنة ما بين المسلمين، فأحفاد اليهودي عبد الله بن سبأ، هم من أثاروا هذه الفتنة المفبركة التي لا أساس لها من الصحة، والعمل الذي ألّفه السوري محمد اليساري وأخرجه السوري عبد الباري أبو الخير، أجازه ما يقارب 50 داعية عرب، وعلى رأس القائمة؛ الداعية الشيخ حسن الحسيني الذي تابع تصويره أولا بأول، إلى جانب لجنة تاريخية أثنت على مضمونه، نظرا لإلقائه الضوء على الفتنة التي تفشّت ما بين المسلمين بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وأرى شخصيا أنّه من الضروري تجسيد الشخصيات البارزة التي صنعت التاريخ الإسلامي، لنبرز للعالم عظمة الإسلام وهؤلاء الرجال، فعلى المواطن العربي السعي لتوسيع أفق نظره وإبعاد الصغائر التي قد تبقيه جاثما مكانه، إذا ما أراد أن يسمو بفكره ويتقدم خطوات للأمام، وليجعل مثل هذه الأعمال القيّمة بمثابة زاد مهم لإثراء معارفه واستلهام الدروس والعبر من عمق مضمونها..
- «الحبيب الأولي» للكاتب وائل نجم، والمخرج سائد الهواري، هو المسلسل الذي عرض في رمضان، ويعرض حاليا على شاشة أم .بي.سي. دراما، تقمصت فيه دور إرهابي خطير يخفي جنسيته ويزرع الرعب، فهل الدور هو الذي اختارك أم أنت الذي اخترته؟
* هو بالفعل دور رئيس عصابة خطير في حوزته 20 جواز سفر مزور، يتحدث لغات ولهجات مختلفة ليخفي جنسيته الحقيقية، تكلّمت بالإيطالية وبالفرنسية، وتحدثت باللهجة الأردنية والسورية، صورت 40 مشهدا كلّها في النمسا، أما بالنسبة للدور، فأرى أنه ليس للممثل خيار، إذ عليه أن يعيش كلّ الأدوار، خيّرة كانت أم شريرة، ليظهر قدراته ويبرهن على أنّه بالفعل ممثل محترف قادر على تقمّص أصعب الأدوار، فتقمّص دوار الشر أصعب من تقمّص أدوار أخرى، لأنّ الإنسان يخرج عن طبعه الطيّب ليلبس ثوب الشيطان الشرير، وهذا ليس سهلا ويتطلّب من الممثل جهدا مضاعفا.
- «دعاة على أبواب جهنّم» يتطرق لظاهرة الإرهاب، وهو أيضا من المسلسلات التي كانت لك مشاركة فاعلة فيها، فما كان الصدى فنيا وجماهيريا؟
* هو عمل أكثر من رائع، تطرّق فيه بعمق للفكر الإرهابي لدى الجماعات المتطرفة، القصة تركّز على مجموعة من الشباب العربي (ما بعد الجهاد الأفغاني) وتبرز التناقض الكبير بين مبادئ الدين الإسلامي الراقية والعنف التطرفي للجماعات التكفيرية، مثّلت في هذا العمل أكثر من 60 مشهدا، وكان الصدى مشجعا من طرف المخرج الأردني «إياد الخوري» والمخرج السوري»رضوان شاهين» اللذان أشادا بما قدمته، وكذا الطاقم الفني الذي ضم أكبر نجوم العرب ومنهم؛ النجم السوري سلوم حداد، النجم المصري أحمد ماهر، النجم المغربي محمد مفتاح، وغيرهم، كما حظيت بتكريم رفقة الفريق الفني من طرف الشيخ زايد آل نهيان، اعترافا بالقيمة الفنية التي احتواها هذا العمل القيّم الجريء ..
- الدراما العربية لم تُنسك الدراما الجزائرية، إذ اعتذرت عن دور رشحت له في مسلسل ضخم، من إنتاج مشترك بين قناتي قطر و»أم. بي. سي»، يتناول سيرة الفاروق «عمر بن الخطاب» للكاتب الدكتور «وليد سيف» والمخرج السوري «حاتم علي»، لتكون ضمن طاقم مسلسل جزائري «دليل»، فهل كان هذا من باب الحرص، أي أنّك خشيت بلبلة أخرى يثيرها المسلسل لتناوله أحد الخلفاء الراشدين، والتي قد تجد اعتراضا على تصويرها هي الأخرى، أم كان ذلك من باب الوفاء للدراما الجزائرية؟
* شرف كبير لي كان ترشيحي لدور في مسلسل كبير، تناول سيرة أعدل خليفة خلّده التاريخ الإسلامي، رجل من العيار الثقيل، وبتواضع كبير فرّق بين الحق والباطل لدرجة أن لقّب بالفاروق، واعتذاري رجع لارتباطي بمسلسل جزائري للمخرج «فوزي ديلمي» بعنوان «دليل»، لو كنت قادرا على العملين في آن واحد، لشاركت في مسلسل «عمر»، لكن بما أنني جزائري، ولدي انتماء ووفاء لكل ما هو جزائري، بما فيها الدراما الجزائرية بكل محاسنها، نقائصها وعيوبها، فضلت الوفاء لعمل فني يضاف لرصيد بلدي ..
- في رأيك، ما الذي ينقص الدراما الجزائرية لترتقي شكلا ومضمونا إلى مستوى الدراما العربية؟
* في اعتقادي، وحسب ما لمسته من احتكاكي وسنوات مشاركتي وتواجدي ضمن طاقم عربي، ما ينقص الدراما الجزائرية هو السيناريو المدروس، ففي البلدان العربية، هناك ورشات تحتوي على سيناريوهات في القمة، وعلى المخرج الانتقاء، لذا فمن السهل إنتاج عمل يصل ل30 حلقة، كل حلقة تستغرق 40 دقيقة، في حين تقف الدراما الجزائرية عند 10 حلقات أو 15 حلقة على أقصى حد، تتراوح من 20 إلى 30 دقيقة، وهو أقصى ما يمكن أن تصل إليه، فالدراما الجزائرية لم تبلغ بعد البعد الدرامي ولا الحبكة الدرامية، فهي، وقد قلتها عدة مرات، تفتقد للإستراتيجية الفاعلة والمنظمة مقارنة بالدراما العربية، فالمشكل ليس في الممثل، لأنّ لدينا من الكفاءات ما يكفي ويشرّف، لكن المشكل في كل ما سبق وأن ذكرته، لكن مع هذا أجد أنّ الفرق بين الممثل الجزائري والممثل العربي هو أن هذا الأخير يعيش في فضاء ثقافي ثري، عكس الممثل الجزائري، وهذا ما يحول دون ارتقائه، للأسف الشديد...
- الأعمال المشتركة تسعى أيضا لتقوية العلاقات وربط أواصر الصداقات وتبادل الخبرات بين الممثلين العرب، فمن من الممثلين العرب كوّنت معهم صداقة؟
* أجل، لقد مكنتني مشاركاتي في أعمال فنية عربية من تكوين صداقات قوية مع أكثر من ممثل وممثلة، فعلى سبيل الذكر؛ النجم السوري «سلوم حداد»، باسم ياخور، زهير رمضان، عابد فهد، صبا مبارك والفنان المصري أحمد ماهر وغيرهم كثيرون..
-المشاركة في الأعمال الدرامية العربية، هل هي الطريق للنجومية؟
* لا أحد ينكر أنّ المشاركة في الأعمال الدرامية العربية تعطي الممثل فرصة أخرى للبروز والتألق، وتزيد من احترافيته وثقته بنفسه، لكن الشهرة تبدأ في بلد الإنسان، فالجزائر لها فنها وعمالقتها، والممثل المحترف مهما كانت جنسيته، هو الذي يضيف للدراما وليس العكس....
- وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
* حاليا، لا جديد يذكر، لكن ربما لاحت مشاريع جديدة في الأفق، وأنا هنا في انتظارها وسأخبركم بها...
- هل من أمنية للممثل عبد الباسط بن خليفة؟
* كل ما أتمناه هو أن يقوى الإنتاج الجزائري حتى يجد الممثلون فرصة لتفجير طاقاتهم المكبوتة، وأن يرقى السيناريو كتابة ومضمونا للمستوى اللائق الذي يجسّد الواقع الجزائري بطريقة محبوكة محترفة، وأن يعود المسرح الإذاعي للساحة، لأنّه بالفعل مدرسة، وأن أكون عند حسن ظن بلادي وجمهوري، هذا وشكرا ل «المساء» على الإلتفاتة واللقاء..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)