الجزائر

الملك محمد السادس يستقبل كريستوفر روس مرغما



الملك محمد السادس يستقبل كريستوفر روس مرغما
عاد المبعوث الخاص الاممي الى الصحراء الغربية كريستوفر روس الى المنطقة ضمن جولة جديدة تهدف الى تحريك مسار المفاوضات بين الرباط وجبهة البوليزاريو المتوقفة منذ عدة اشهر.وتعد هذه أول زيارة لروس الى المنطقة بعد قرابة عام وبعد أن ابدت السلطات المغربية سنة 2012 تحفظاتها بخصوص "نزاهته" في القيام بمهمته رافضة استقباله ضمن خطة لعرقلة مسار تسوية آخر قضية استعمار في القارة الإفريقية .وتذرع المخزن المغربي حينها للتغطية على موقفه بكون الدبلوماسي الامريكي السابق متعاطف مع المقاربة الصحراوية التي تعتمد على لوائح الأمم المتحدة كأساس لتسوية هذا النزاع الذي دخل عقده الرابع.وذهب الملك محمد السادس الى حد مطالبة الأمم المتحدة باستبداله بشخصية أخرى وكاد أن يفلح في تحقيق مبتغاه لولا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد من خلال بيان حاد اللهجة انه لا احد بإمكانه أن يملي على الأمم المتحدة أسماء الشخصيات التي تتكفل بمهامها.وراحت الولايات المتحدة في نفس السياق بعد أن أكدت دعمها لكريستوفر روس وأصرت على بقائه في منصبه وطالبت باستئناف مساعيه لإنهاء هذا النزاع وفق ما نصت عليه مختل اللوائح الأممية التي أقرت جميعها بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.ولذلك فان استئناف كريستوفر روس لمهمته التي بدأها مساء الأربعاء الماضي بمحطة العاصمة المغربية الرباط يعد بمثابة انتكاسة دبلوماسية إضافية للمغرب بعد أن أذعن للضغوط الدولية في نفس الوقت الذي قبل فيها مرغما بتثبيت الدبلوماسية الكندية كيم بولدوك على رأس بعثة الأمم المتحدة لتقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" بعد ثمانية أشهر من الرفض. وينتقل المبعوث الخاص للامين العام الاممي بعد محطة الرباط الى مخيمات اللاجئين الصحراويين ثم موريتانيا والجزائر بصفتهما دولتين جارتين.ولم يحدد فرحان حق مساعد الناطق باسم الأمم المتحدة بكيفية دقيقة محطات هذه الجولة مرجعا ذلك الى بعض الإجراءات التي يتم اتخاذها بعد".والمؤكد أن الرباط لم تجد مجالا لتواصل تعنتها وتمسكها بسياسة الهروب الى الأمام بعد أن وجدت نفسها محاصرة بعامل الوقت الفاصل ما بين هذه الجولة التي يستند إليها تقرير الأمين العام الاممي الموجه لأعضاء مجلس الأمن الدولي قبل اجتماعهم نهاية شهر أفريل القادم لاتخاذ موقف أكثر وضوحا من نزاع يحمل الكثير من المخاطر على دول المنطقة في حال استمراره وفي حال واصلت الرباط انتهاكها لحقوق الشعب الصحراوي.وهو ما يؤكد أن الرباط إنما قبلت بعودة روس وتعهدت "بمساعدته في مهمته" ولكنها في الواقع قبلت ذلك مكرهة بعد أن نفدت كل حيلها وفشلت كل العقبات التي وضعتها في جعل الأمم المتحدة تتراجع في مساعيها لإنهاء مأساة الشعب الصحراوي.وفهم الرأي العام المغربي قبل غيره أن تصريحات البلاط المغربي بأن بان كي مون أعطى ضمانات للملك محمد السادس مقابل قبوله عودة روس إنما هي أمنية مازالت تختلج نفس الملك وحاشيته للتغطية عل الانتكاسات المتلاحقة لدبلوماسية مغربية متخبطة يمينا حينا وشمالا في أحيان أخرى.ويكون الملك محمد السادس قد قبل استقبال روس وفي مخيلته تصريحات الأمين العام الاممي الذي أكد العام الماضي بان الوضع في الصحراء الغربية يجب أن يتغير وان سنة 2015 ستكون سنة حسمه في تلميح واضح الى أن الأمم المتحدة لن تواصل غظ الطرف على قضية تصفية استعمار من إقليم مازال منذ 1966 تحت وصايتها وينتظر استقلاله من تحت نير الاستعمار المغربي.ويمكن القول أن الأمم المتحدة تمكنت في هذه ا لجولة من لي ذراع ملك مغربي أراد مخطئا التسويف وربح الوقت ولكن ذلك لا يمنع من القول أن مصداقية الأمم المتحدة أصبحت على المحك هذه المرة على اعتبار أن التساهل مع سياسة قمعية استيطانية مغربية في الصحراء الغربية يعني أن الهيئة الأممية فشلت فشلا ذريعا في تسوية هذا النزاع رغم مرور خمسة عشر عاما منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين جبهة البوليزاريو والسلطات المغربية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)