الملك ادريس السنوسي ملك ليبيا اصله من الجزائر ومن مستغانم من احفاد سيدي عبدالله و محمد بن علي السنوسي
هو: ادريس بن علي بن السيد السنوسي
بن العربي الأطرش ابن محمد بن عبد القادر بن أحمد شهيده بن محمد
شائب الذراع بن يوسف أبو ذهيبة ابن عبدالله بن خطّاب بن علي أبو العسل بن
يحي بن راشد بن أحمد المُرابط بن منداس بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن يوسف
بن زيّان بن زين العابدين بن يوسف بن الحسن بن إدريس بن عبدالله بن أحمد
بن محمد بن د عبد الله بن حمزة بن سعيد بن يعقوب بن داوود بن حمزة بن علي
بن عمران بن إدريس الأزهر ( الأصغر ) أمير المسلمين و باني مدينة فاس بن
الإمام إدريس الأكبر أول ملوك السادة الأدارسة بالمغرب بن عبدالله الكامل
بن الحسن المُثنى بن الإمام الحسن السبط بن علي بن ابي طالب
رضي الله عنه
الملك ادريس السنوسي و الجزائر
كتاب الدكتور الصلاببي وما جاءفيه عن الملك ادريس والثورة الجزائرية
اهتمام الملك ادريس بالثورة الجزائرية
كان السنوسيون منذ زمن المؤسس الأول للحركة الامام محمد بن علي السنوسي مهتمين بأمر الجهاد في الجزائر وواصل الملك ادريس جهوده المادية والمعنوية لدعم ثورة الجزائر التي اندلعت في 1/11/1954م وقد اثبتت الوثائق التاريخية جهوده العظيمة، وأعماله الجسيمة في هذا الباب، فقد ذكر السيد مصطفى احمد بن حليم في كتابه صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي في الباب التاسع تحت عنوان ثورة الجزائر ودور ليبيا الخطير في مساندتها مايقيم الحجة والبرهان على
صدق الملك ادريس لدعمه للثورة الجزائرية، فقد ذكر السيد
مصطفى بن حليم عندما كان بالقاهرة أن الرئيس جمال
عبدالناصر اتصل به ودعاه لاجتماع منفرد معه، وفاجأه
قائلاً: أنه يود أن يتحدث معه عن الثورة الجزائرية التي اندلعت وشرح جمال عبدالناصر لمطصفى بن حليم أنه اتفق مع الملك سعود والأمير فيصل على أن تقوم المملكة العربية السعودية بتقديم كافة الأموال اللازمة لشراء السلاح والعتاد والإمدادات اللازمة للثورة الجزائرية وأن يقوم رجال الجيش المصري والمخابرات بشراء ذلك السلاح والعتاد وإيصاله الى الحدود الليبية وهو يأمل أن يشرف رئيس الحكومة (السيد مصطفى بن حليم) بنفسه بنقل ذلك السلاح والعتاد عبر ليبيا الى الحدود الجزائرية حيث يستلمه منه ممثلوا الثورة الجزائرية ثم قال جمال عبدالناصر لمصطفى بن حليم أولعلك ستخشى الفرنسيين وتخاف بطشهم؟).
فرد عليه مصطفى بن حليم رئيس وزراء ليبيا سابقاً وقال له: (ياريس لعلك لا تعرف أن جد الملك
إدريس جاء الى ليبيا من الجزائر هارباً من الطغيان
الفرنسي وأمضى حياته في نشر الدعوة الاسلامية وإيقاظ
الأمة الاسلامية لتقاوم موجة الطغيان والتنصير الفرنسي، ووالد الملك ادريس ظل يقاوم تغلغل المد الفرنسي في تشاد والسودان والنيجر، حتى لقي وجه ربه والسيد احمد الشريف والملك ادريس أفنيا عمرهما في الجهاد ضد الطليان... ورد جمال عبدالناصر على هذه الاجابة المقنعة بقوله:
(ألاتستوعب الدعابة ؟ إنني أعرف كل هذا وأعرف أن
الليبيين أبطال جهاد ولكنني رغبة
أن أرى رد فعلك
لقد وافق الملك ادريس على تمرير السلاح عبر مصر عبر الاراضي الليبية
وقاو بتوجيه المسؤوليين باتخاد الاجراءات اللازمة وعدم تعيض استقلال البلد لاي هزة
وقام
مدير عام قوة دفاع برقة الفريق قام محمود بوقويطين باتخاذ إجراءات الرقابة التي ستصاحب قوافل السلاح عبر برقة، واتخذ رئيس الوزراء مجموعة خيرة من ضباط مدينة طرابلس يشرف عليهم المجاهد العقيد عبدالحميد بيّ درنه للإشراف على هذه المهمة الخطيرة وباشر الليبيون مع إخوانهم الجزائريين تنفيذ ما اتفقوا عليه وتسرب السلاح من ليبيا إلى الجزائر تدريجياً واستمر هذا الحال في سرّية وكفاءة تامتين لمدة سنة تقريباً وكان الملك رحمه الله يبارك تلك الأعمال الجبارة
لقد وقف الملك وحكومته وشعبه مع القضية الجزائرية ،
وكانت الحكومة الليبية شديدة الحرص
على الادعاء بأنها تقف موقفاً محايداً تماماً، فبينما
تعطف على آمال الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال إلا أنها لا تساعد على أعمال العنف! ولذلك فهي تدعو فرنسا وثوار الجزائر الى الجلوس
الى طاولة المفاوضات للوصول الى حل سلمي! كان كل هذا
ستار دبلوماسي لأن مساعدات ليبيا للجزائر زادت
نوعاً ومقداراً بل سمح للمؤسسات الشعبية في أنحاء
ليبيا بتكوين جمعيات شعبية لنصرة الشعب الجزائري وجمع التبرعات، وإرسال برقيات التأييد للثورة الجزائرية، وبرقيات الشجب للحكومة الفرنسية، وكانت الحكومة الليبية برئاسة بن حليم تدعي أن لا دخل لها بالأعمال
الشعبية العفوية، وأن خير سبيل أمام فرنسا هو الاستجابة
لنصائحها باتباع الطرق السلمية مع الثورة الجزائرية
وإيقاف القمع والقتل والتشريد التي تقوم بها القوات
الفرنسية في الجزائر
وقام الملك إدريس بطلب رسمي من الجنرال ديجول الذي أصبح رئيساً
للجمهورية بأن يطلق سراح أحمد بن بلاّ ورفاقه من السجن أو على الأقل أن يخفف وطأة السجن إلى اقامة جبرية أو شيء من هذا القبيل وأجاب الجنرال ديجول على طلب الملك إدريس بواسطة سفير ليبيا بفرنسا مصطفى بن حليم الذي حمله ديجول رسالة إلى الملك إدريس بأن مسعاه لن يذهب سدى، وبعد أيام نُقل أحمد بن بلاّ ورفاقه إلى فيلا في ضاحية (شانتييي) بجوار باريس
وفي يناير عام 1961م،
زار ليبيا الكونت دوباري، موفداً من طرف الجنرال ديغول رئيس
الجمهورية آنذاك، واستقبله محمد عثمان الصيد بصفته رئيساً للحكومة في طرابلس وكان الكونت دوباري يحمل رسالة خطية من ديغول للملك إدريس السنوسي، وأبلغ المبعوث الفرنسي السيد محمد الصيد رئيس الوزراء أن الجنرال ديجول يريد إبلاغ الملك إدريس عبر هذه الرسالة، أن فرنسا ستعمل قريباً على إيجاد حل لقضية الجزائر يضمن مصلحة الجزائريين ويلبي المطامح العربية، لكنه يرجو من القادة العرب خاصة أولئك الذين تعرف عليهم إبان الحرب العالمية الثانية، ومنهم الملك إدريس تفهم ظروف فرنسا الداخلية، ومساعدته حتى يمكن اخراج هذا الحل إلى حيز الوجود، وبالفعل لم تمضي أربعة أشهر حتى بدأت مفاوضات الاستقلال بين فرنسا والجزائر في 20 مايو 1961م في ايفيان.
عقب إطلاق سراح أحمد
بن بله ورفاقه الأربعة، وكان يطلق عليهم (الزعماء الخمسة) من السجون
الفرنسية، قام هؤلاء الزعماء بزيارة إلى ليبيا واحتفى بهم الليبيون حكومة وشعباً احتفاءً كبيراً، واستقبلهم الملك إدريس السنوسي، وحثهم على التضامن ونكران الذات وذكرهم بالحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول
رجعنا من الجهاد
الأصغر إلى الجهاد الأكبر) وطلب منهم الإهتداء بهذا الحديث ودعاهم
إلى نبذ جميع أشكال الخلاف والشقاق والأنانية التي تضر إن وجدت بالجزائر واستقلالها
إن المملكة الليبية بحكومتها وشعبها ساعدت ثوار الجزائر في معركتهم المقدسة ضد فرنسا
وقاموا بمد الثورة بالسلاح والذخائر والمساعدات
ان جميع الساسة والقادة العسكريين زمن المملكة الليبية والذين كانت لهم علاقة مباشرة بمد الثورة في
الجزائر يشهدون أن الملك رحمه الله كان مسانداً لحركة
الثورة، وحريصاً على نجاحها، ولم يقصر معها لامادياً،
ولامعنوياً
ن الملك إدريس رمزا لعهد مضى ولن يعود ، لكنه عهد زاخر يجدر بالجزائرين و بالمستغانمين و بالليبيين جميعا والمسلمين عموما أن يعتزوا به
تاريخ الإضافة : 16/02/2011
مضاف من طرف : yasmine27
صاحب المقال : ياسمين01
المصدر : كتاب الدكتور الصلابي