الجزائر

الملتقى الوطني الخامس لأدب الطفل بالمدية الثقافة والتعليم بين ظلمة الاستعمار ونور الاستقلال



الملتقى الوطني الخامس لأدب الطفل بالمدية الثقافة والتعليم بين ظلمة الاستعمار ونور الاستقلال
البحث عن المفهوم الذي يمكن اعتماده في الثقافة والتربية بصفة عامة وثقافة وتربية الطفل بصفة خاصة، هو الإشكالية المحورية التي يطرحها الملتقى الوطني الخامس لأدب الطفل، المزمَع عقده بولاية المدية من 5 إلى 7 نوفمبر المقبل. وقد اختار المنظمون أن يشمل الموضوع العام للحدث العلمي، فكرة “الطفولة: الثقافة والتعليم بين زمني ظلمة الاستعمار ونور الاستقلال”.أفاد بيان عن مديرية الثقافة لولاية المدية، أن الملتقى سطَّر مجموعة من الأهداف يريد تحقيقها، ويتعلق الأمر بالتعرف عن كثب على المخلّفات السلبية للمشروع الاستعماري في مجالي الثقافة والتعليم، والتأكيد على مركزية مرحلة الطفولة في الفعل التثقيفي والتّربوي في مشروع جزائر الاستقلال، فضلا عن تفعيل ثقافة وهوية المجتمع الجزائري في البرامج التعليمية والتثقيفية من أجل تربية الطّفل تربية متكاملة، ولذلك وضع الملتقى ورشتين؛ ترتبط الأولى بالتفكير والتنسيق مع المؤسسات التربوية والمراكز الثقافية والجمعيات من أجل تجديد ثقافة الطفل وتطوير مناهجها وأساليبها، والثانية ورشة تنسيق مع المؤسسات الاجتماعية من أجل تفعيل الثقافة والتّربية؛ (الأسرة، المدرسة، المؤسسات الاجتماعية ووسائل الإعلام).
وستُثري مجموعة من الباحثين محاور الملتقى بالنقاش، وسيتناولون موضوع وضعية ثقافة وتعليم الأطفال في الجزائر قبل الاحتلال، وكذا وضعية ثقافة وتعليم الأطفال في الجزائر أثناء الحقبة الاستعمارية، بالإضافة إلى رصد استراتيجية الجزائر الثقافية والتعليمية للأطفال بعد الاستقلال، وأخيرا موضوع الثقافة والطفولة في جزائر الاستقلال (الواقع، التحديات والآفاق)، علما أن الملتقى قد اختار أعضاء اللجنة العلمية، المتكونة من رئيسها الدكتور العيد جلولي من جامعة بشار، وأعضائها الدكتور محمد بوادي من جامعة سطيف، والدكتور أحمد منور من جامعة الجزائر والأستاذ سعيد بن زرقة من المدرسة العليا للأساتذة.
وعن الإشكاليات التي يطرحها اللقاء فستبحث عن سياسات وأساليب الاستعمار التعليمية والتثقيفية، وما هي آثارها السلبية على الناشئة الجزائرية وما هو دور المؤسّسات الثقافية والتربوية في جزائر الاستقلال، في تربية وتثقيف الطّفل وإيقاظ الحاسة الخلقية والجمالية في وجدانه كيف تنسّق هذه المؤسسات الاجتماعية والتربوية والتثقيفية فيما بينها وتتكامل أدوارها وما هي الآليات المستخدَمة من أجل الإسهام في تطوير الفعل الثقافي والتّربوي المهتم بعالم الطفولة؟ وتأتي هذه الأسئلة من منطلق أن الثقافة في صلبها هي عمليات بناء شخصية الإنسان في مراحل حياته وجوانبها، لتحقيق أقصى ما يمكنه تحقيقه من الكمال الروحي والوجداني والجسمي والعقلي، وتتضمَّنُ التنشئة والتعليم والتّدريب والنّمو الذّاتي، فما هو المفهوم الذي يمكن اعتماده للثقافة والتربية بصفة عامة ولثقافة وتربية الطفل بخاصة؟ وهو السؤال الكبير الذي يرتقبه الملتقى للإجابة عليه.
فالإنسان، كما يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، “لا يصير إنساناً إلاّ بالتّربية، فهو ليس سوى ما تَصْنَعُ به التّربية، ولا بدّ من تأكيد ملاحظة أن الإنسان لا يُربَّى إلا من قبل أناس، ومن قبل أناس رُبّوا هم أيضا”، وتجب الإشارة إلى أن الاحتلال الفرنسي مارس سياسة التجهيل الممنهَج ضد المجتمع الجزائري، وهذا ابتداء من سنة 1830، في محاولة لطمس معالم الشخصية الجزائرية والثوابت والقيم الوطنية، من خلال المناهج والمقررات الدراسية والمشاريع الثقافية ومن خلال، أيضا، إسكات صوت الجزائريين (تعليق الجرائد والمجلات، توقيف الجمعيات والنوادي الثقافية، ومراقبة العروض المسرحية وملاحقة الفنانين).
وبعد الاستقلال وكردّ فعل على هذا الواقع الاستعماري الظالم، سارعت الدولة الجزائرية إلى تعميم التعليم على كل أبنائها وبناتها مجانا، وفتح الفضاءات الثقافية وفسح المجال أمام الحركة الجمعوية لرأب الصدع وردم الهوة، وأولت أهمية خاصة لمرحلة الطّفولة؛ كونها المرحلة التي تتحدّدُ فيها الخريطة الفكرية والجسمية والسلوكية لإنسان المستقبل، من منطلق اليقين بأنه على قدر الاعتناء بهذه المرحلة وإيلائها الظّروف النّفسية والاجتماعية والمعرفية الأقوم، على قدر ما يحصل من توازن اجتماعي وخميرة صالحة لصناعة أشخاص يختصُّون بالإبداع والابتكار والعبقرية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)