الجزائر

الملتقى الدولي حول ''الدين والعولمة'' بالجزائر العاصمة دعوات لإقامة عولمة وفق رؤى إسلامية



دعا، أمس، أساتذة وباحثون في العلوم الدينية، خلال الملتقى الدولي الدين والعولمة ، بجنان الميثاق، بالجزائر العاصمة، إلى التعاطي بصورة إيجابية مع العولمة. وبينما طلب الأستاذ بجامعة الجزائر، عمار جيدل، عقلنة هذا المفهوم للاستفادة منه، دعا الأستاذ بجامعة طهران، محمد رضا رضوان، إلى إقامة حكومة عالمية وفق الرؤية الإسلامية.
 تتواصل، لليوم الثاني، بإقامة الميثاق بالجزائر العاصمة، أشغال الملتقى الدولي حول الدين والعولمة ، الذي تنظّمه جامعة الجزائر1 بالشراكة مع جامعة طهران، بمشاركة أساتذة وباحثين من الجزائر وإيران وتونس وسوريا وقطر والسودان والولايات المتّحدة الأمريكية.
وركّزت مجمل مداخلات أمس، حول تحديد مفهوم العولمة وإعطاء مقاربات لها وفق منظور إسلامي، وسط اختلاف واضح في وجهات نظر المتدخّلين، التي اختلفت حول تحديد المصطلح، وكذا حول قبول مفهوم العولمة ورفضه، بينما اقترح البعض مفهوم العولمة الإسلامية.
دعوة لإقامة حكومة عالمية موحّدة
يرى عضو الهيئة العلمية بجامعة طهران، الدكتور محمد رضا رضوان طلب، أن العولمة هي المسار الطبيعي للحضارة الإنسانية ، وأن الإسلام تحدّث عن هذا المفهوم منذ أزيد من 14 قرنا، وطرح نفسه كرسالة عالمية غير مقيّدة بزمان أو مكان محدّدين، وهو ما يجعله متناغما تماما مع ظاهرة العولمة، على حد قوله.
ويعتقد رضوان طلب، أن من أسماهم أعداء الإسلام يواجهون فكرة العولمة الإسلامية ويصادرون مفهوم العولمة لخدمة أطماعهم الاستعمارية، لشعورهم بأن الرؤى الفكرية العالمية للإسلام تتصادم مع مصالحهم المادية .
ويقترح الباحث الإيراني فكرة الحكومة العالمية الواحدة ، التي يقول إنها تشكّل فرصة لأتباع الديانات السماوية في العالم، والتي تشكّل ثلثي البشرية، لتغيير المعادلة لصالحهم، من خلال تأسيس قرية عالمية، وفق المعايير الإسلامية ، داعيا إلى تعزيز الثقة بالنفس لدى الشعوب الإسلامية، ورفض النماذج الغربية وتعزيز خطط التنمية المحلية، من أجل تطبيق هذا المشروع.
وحذّر المتحدّث، خلال مداخلته، من أن هذا المشروع يصطدم مع مصالح القوى الغربية ، المتمّثلة فيما أسماه المسيحية الصهيونية ، التي قال إنها جاءت كبديل لكل من الديانتين المسيحية واليهودية، اللتين هُدّمتا بعد انهيار المعسكر السوفييتي .
 الجانب المليء من الكأس
في مداخلته التي حملت عنوان العولمة في عالم متعدّد دينيا ، قدم أستاذ العقائد والأديان بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، الدكتور عمار جيدل، رؤية وسطية، تحاول الإمساك بالجوانب الإيجابية لمفهوم العولمة، واستثمارها في خدمة المشروع الإسلامي، وأوّلها الحرية ، التي يرى أنها أساس كل شيء.
ويؤكّد الدكتور جيدل أن ليس كل ما يصدر عن الكافر كفر ، في دعوة منه إلى عدم رفض كل الأفكار والرؤى التي تأتي من الغرب، رافضا شيطنة مفهوم العولمة واعتبارها أداة من أدوات الهيمنة على الشعوب. ويعترف جيدل بصعوبة الحديث عن العولمة، في ظل مجتمع متعدّد دينيا، على اعتبار أن المنتمين لكل ديانة يرون فيها المسلك الوحيد للخلاص، وهو ما خلق، حسبه، تنافسا وتضادا بين الأديان، فضلا عن الاختلافات الموجودة بين أهل الدين الواحد والمذهب الواحد.
الدين في عصر العولمة
من جهته، يفرد الأستاذ بجامعة طهران، الدكتور يونس نوربخش، مساحة واسعة من مداخلته، للحديث عن عودة الدين إلى الساحات الاجتماعية والسياسية والدولية بفعل انتشار العولمة، وزيادة قوّة ومكانة المجتمعات الدينية، مضيفا أن العولمة زادت من الارتباط الديني والثقافي بين الشعوب والأديان، وفي الوقت ذاته خلقت الكثير من التحدّيات .
أما الباحث بموقع الشبكة الإسلامية في قطر، الدكتور عمر أنور الزبداني، فيقترح على المسلمين طريقا ثالثا غير خياري قبول أو رفض العولمة، وذلك من أجل الاستفادة من إيجابياتها ورفض سلبياتها، والتأقلم مع آلياتها، من خلال القيم الإسلامية.
وتلت الجلسة الأولى مجموعة من المداخلات والتعقيبات، حيث دعا أستاذ الفقه الإسلامي، ناصر قارة، إلى التفريق بين العالمية والعولمة، مقترحا عولمة وفق الأخلاق الإسلامية ، بينما حثّ عزوز الشوالي من تونس على البحث عن الاختلافات وليس عن المشترك بين الشعوب . أما الأستاذ عز الدين معيمش فرفض النظر إلى مفهوم العولمة على أنه شرّ مطلق، مؤكّدا أنها ليست كتلة واحدة، بل تشكّل مستويات متعدّدة.      

الطاهر حجار لـ الخبر
لم نقصِ الأزهر وبعض المداخلات المصرية لم تكن في المستوى
 نفى رئيس جامعة الجزائر، الطاهر حجار، أن يكون الملتقى قد أقصى مؤسّسة الأزهر، التي تمثّل أكبر مرجع سنّي في العالم الإسلامي، من المشاركة في فعاليات الملتقى الدولي الذي تنظّمه جامعة الجزائر بالشراكة مع جامعة طهران، وسط حضور كبير للشخصيات الإيرانية.
وأوضح حجار في تصريح لـ الخبر ، بأن اللجنة العلمية المكلّفة باختيار المداخلات، أرسلت دعوات لعدد من علماء ومشايخ الأزهر، للمشاركة في أشغال الملتقى، بيد أن عددا منهم اعتذر عن المشاركة، بينما لم يرد آخرون بالسلب أو بالإيجاب، على حد قوله.
وأضاف رئيس الملتقى بأن اللجنة العلمية تلقّت بعض المداخلات من مصر، لكنها رفضتها بسبب ضعف مستواها ، وهو ما يبرّر، حسب قوله، غياب الأسماء المصرية عن قائمة المحاضرين.

  



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)