الجزائر

الملتقى الدولي ''تاريخ تلمسان الأدبي''‏المقري نموذجا




استفادت ولاية تيزي وزو من مشاريع جد هامة يُنتظر إنجازها بشكل تدريجي خلال السنة الجارية ,2012 والتي ستعرف تجسيد مشاريع ضخمة في شتى القطاعات الرامية إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطن، وتحقيق التنمية التي يطمح إليها المواطنون ويصبو إلى تجسيدها المسؤولون.
واستنادا إلى المعطيات المتوفرة، فإن جل القطاعات بالولاية حظيت باهتمام كبير من طرف السلطات المركزية، حيث عادت حصة الأسد لقطاع الطاقة والمناجم الذي استفاد من غلاف مالي جد هام، والتي سيتم استغلاله من أجل إيصال الغاز والكهرباء إلى نحو1400 قرية تضمها الولاية، والموزعة على 67 بلدية، يرتقب أن تستفيد 45500 عائلة من عملية الربط بشبكة الغاز الطبيعي. علما أن القطاع استفاد في إطار المخطط الخماسي الجاري 2010 -2014 من ميزانية ضخمة قدرها 22150 مليون دج، والموجهة من أجل إيصال قرى الولاية بالغاز والتيار الكهربائي.
كما أولت السلطات المركزية والمحلية للولاية اهتماما كبيرا بقطاع الأشغال العمومية، على اعتبار أن الاهتمام بالطرق وتهيئتها، فضلا عن فتح جديدة، سيساهم مساهمة فعالة في فك العزلة، حيث ينتظر أن تعرف الولاية سنة 2012 إنجاز عدة مشاريع أهمها ربط تيزي وزو بالطريق السيار شرق غرب الذي يمتد على مسافة 46 كلم، حيث 36 منها تمتد على إقليم الولاية، وذلك ابتداء من محول جباحية مرورا بمدينة عمر التابعين لولاية البويرة، إلى غاية مدية ذراع الميزان بتيزي وزو، مع ربطه بالطريق الوطني رقم 25 مرورا بسد سوق نتلاثة (بلدية تادميت) إلى غاية الطريق الاجتنابي الجنوبي لتيزي وزو، ويلتحق فيما بعد بالطريق الوطني رقم 12 وتحديدا إلى مستوى منطقة بوعيد بوخالفة، وسيتدعم هذا المشروع الضخم الذي استفاد من قطاع الأشغال العمومية والذي رصد له غلاف مالي قدره 52 مليار دج بـ 15 منشأة فنية؛ منها 8 محولات، جسور وأنفاق وغيرها، إلى جانب مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 12 في شطره الرابط بين مدينة اعزازقة وتيزي وزو، الذي طال أمد انتظاره ويمتد على مسافة 8 كلم، حيث رصد له غلاف مالي قدره 6 مليار دج، وينتظر تمديده إلى غاية مدينة لقصر ببجاية. فيما سيتم ديسمبر 2012 استلام مشروع طريق اجتنابي (انحراف لمدينة اعزازقة)، الذي ينتظر أن يفك الخناق عن المدينة، حيث سجلت أشغاله تقدما بنسبة 60 بالمائة، ويمتد على مسافة 8,5  كلم رصد له مبلغ مالي بقيمة 6 مليارات دج.
من جهته قطاع الري لقي اهتماما كبيرا من طرف المسؤولين، حيث برمجت بالولاية مشاريع ضخمة ستعمل على الاستجابة لانشغالات السكان في مجال التزود بالماء الشروب، من خلال إنجاز سدود جديدة؛ منها سد سوق نتلاثة الواقع ببلدية تادميت، والذي تقدر سعته بـ150 مترا مكعبا، أوكلت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات عملية إنجاز المشروع لمؤسسة تركية 'نور وأوزلتان' على مساحة قدره 450 هكتارا بغلاف مالي قدره11مليار  دج.
كما سيعرف قطاع النقل إنجازات هامة بالولاية؛ منها مشروع التيلفيريك الذي يشمل النقل بالعربات المعلقة بالسلك الكهربائي، إذ سيربط كتجربة أولى أعالي عاصمة الولاية ومدينة تيزي وزو، ويعبر3 محطات انطلاقا من كاف النعجة باتجاه المدينة العليا في محطة أولى، ثم مستشفى الأمراض الصدرية بلوى ووسط مدينة تيزي وزو كمحطة ثانية، لتكون المحطة الثالثة أرجونة (أعالي عاصمة الولاية)، حيث يربط المحطات الثلاثة سالفة الذكر على طول كيلومترين جوا، وعلى مسافة 15 كلم برا، بغلاف مالي قدره 5 مليارات دج.
 
قطعت السلطات السورية، أمس، الشك باليقين عندما عارضت بصفة قطعية كل فكرة لإرسال وحدات عسكرية عربية إلى بلادها في مسعى لوقف أعمال العنف وسقوط مزيد من القتلى في المواجهات الدائرة رحاها في مختلف مدن هذا البلد منذ احد عشر شهرا.
ورفضت الخارجية السورية، أمس، مقترحا قطريا لإرسال هذه الوحدات بهدف وقف إطلاق النار في سوريا وأكدت أن الشعب السوري سيتصدى لمثل هذا المقترح، كما أكدت أن الفكرة القطرية ستزيد في تأجيج الوضع وتعمق الأزمة وتجهض العمل العربي وتفتح الطريق واسعا أمام التدخل الأجنبي.
وأضاف بيان وزارة الخارجية السورية أن ''الشعب السوري يرفض كل تدخل أجنبي تحت أية تسمية كانت'' وأنه ''سيواجه كل محاولة تهدف إلى المساس بالسيادة السورية ووحدتها الترابية''.
وأعطت وزارة الخارجية السورية قراءة أخرى للدعوة القطرية بالقول إنه ''سيكون من المؤسف أن يسيل الدم العربي فوق الأرض السورية خدمة لمصالح معروفة''.
وكان موقف الحكومة السورية متوقعا جدا وهي التي رفضت ولعدة أسابيع إرسال ملاحظين مدنيين لمعاينة الوضع العام في سوريا وقد قبلت استقبال هؤلاء الملاحظين على مضض وبعد مفاوضات عسيرة مع الجامعة العربية إلى درجة جعلت البعض يشكك في طبيعة المهمة العربية التي فقدت معناها كونها تتم تحت أعين أجهزة الأمن السورية.
وجاء الرد الرسمي السوري على فكرة تقدم بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني الذي طالب في حديث لإحدى القنوات الأمريكية بضرورة إرسال وحدات عسكرية عربية إلى المدن السورية للحيلولة دون سقوط مزيد من القتلى، قبل أن يوافقه الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وقال إنها فكرة جيدة بقناعة أن المنحى الذي أخذته الأحداث يستدعي الانتقال إلى هذه الخطوة.
وتعد دعوة قطر لإرسال هذه الوحدات إقرار ضمني بأن مهمة ملاحظي الجامعة العربية قد فشلت في تحقيق أدنى ما يمكن تحقيقه بوقف سقوط قتلى جدد، وبما يؤكد الانتقادات التي طالت بعثة الملاحظين العرب الذين لم يتمكنوا إلى حد الآن من وقف دوامة العنف الذي يهدد باندلاع حرب أهلية على خلفية طائفية في هذا البلد.
ويأتي الرفض السوري الرسمي لفكرة إرسال قوات عسكرية في نفس الوقت الذي تعمل فيه روسيا على عدم تمكين الدول الغربية من تحقيق مثل هذا المبتغى. وسارعت أمس إلى توزيع مشروع لائحة جديدة حول سوريا على أعضاء مجلس الأمن الدولي في محاولة لقطع الطريق أمام مشروع قرار فرنسي ـ بريطاني يحظى بدعم أمريكي ولاقى فيتو روسيا ـ صينيا صريحا بشأنه خاصة وأنه دعا إلى فرض عقوبات مشددة على النظام السوري لإرغامه على وقف قتل المتظاهرين.
ودخلت موسكو وباريس في حرب كواليس دبلوماسية شرسة في الأمم المتحدة يعمل كل طرف على تمرير مشروعه على أعضاء مجلس الأمن الآخرين، وهو ما عطل معالجة الوضع في سوريا على المستوى الاممي إلى حد الآن.
وهو ما يفسر الموقف المتحفظ الذي أبدته السلطات الفرنسية على لسان الناطق باسم خارجيتها إزاء المشروع الروسي المعدل وأكد أنه لا يعكس حقيقة واقع الوضع في سوريا.
ويشتد الصراع الدبلوماسي بين القوى الكبرى حول طبيعة الخيارات التي يتعين اتخاذها تجاه ما يجري في هذا البلد، في وقت أكد فيه الأمين العام الاممي، بان كي مون، المتواجد في منطقة الشرق الأوسط أن الوضع في سوريا يبعث على الانشغال وغير مقبول ويتعين تحرك مجلس الأمن في موقف متجانس من أجل احتواء الوضع ووقف إراقة الدماء.
ويبدو أن ذلك سيبقى مجرد أمنية بعد أن سقط أمس 11 قتيلا، ثمانية منهم قتلوا في انفجار لغم على طريق حافلة للمسافرين كانوا على متنها وهي في طريقها من مدينة إدلب في شمال ـ غرب البلاد باتجاه مدينة حلب.

تريد إسرائيل كعادتها اللعب على عامل الوقت لإبقاء العملية السلمية حبيسة أطروحاتها ومنطقها الذي لا يعترف لا بالفلسطينيين ولا بدولتهم المستقلة التي يسعون إلى إقامتها على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
وفي مسعى للظهور بمظهر الباحث عن السلام أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس عن رغبته في تمديد اللقاءات الاستكشافية التي شرع فيها مع الطرف الفلسطيني بالعاصمة الأردنية عمان إلى غاية الثالث افريل المقبل.
وقال نتانياهو أمام اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع ان مهلة الثلاثة أشهر التي منحتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط للجانبين لتقديم مقترحاتهما لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بدأت في الثالث جانفي الجاري وتنتهي في الثالث أفريل المقبل.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي متناقضة مع تلك التي أدلى بها صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي سبق وأكد ان لقاءات عمان لن تتعدى تاريخ الـ 26 جانفي الجاري. وفي حال عدم التوصل إلى أية نتيجة خلال هذا الموعد فسيتم إيقافها.
وكان الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي عقدا منذ الثالث جانفي الجاري ثلاثة لقاءات برعاية أردنية انتهت بالفشل بعدما رفضت إسرائيل تقديم مقترحاتها حول العملية السلمية التي تريد المجموعة الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة إعادة إحيائها متحججة بأنها السبيل الوحيد للتوصل لاتفاق سلام يفضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وفق حل الدولتين.
والسؤال المطروح ما الفائدة من مواصلة لقاءات محكوم عليها بالفشل المسبق بسبب المواقف المتعنتة الإسرائيلية التي ترفض كل مسعى لإجراء مفاوضات سلام جادة وحقيقية تتناول كافة القضايا الجوهرية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من الحدود والقدس واللاجئين والأسرى وغيرها؟
ثم ما الفائدة في تمديد هذه اللقاءات اذا علمنا أن ثلاثة اجتماعات عقدت دون ان تحقق أية نتيجة تذكر. بل ان الفلسطينيين عبّروا عن خيبة أملهم من لقاءات عمان بعدما اقتنعوا بأنها مجرد مضيعة للوقت ولن تفيدهم في أي شيء بل على نقيض ذلك تخدم المحتل الإسرائيلي الماضي في مخططاته التهويدية وأنشطته الاستيطانية التي تكاد تبتلع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهي الحقيقية التي يدركها الفلسطينيون الذين أكدوا أنهم لن يوقفوا حملتهم الدبلوماسية من اجل الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم المستقلة عبر مجلس الأمن الدولي بعدما سئموا من مماطلة إدارة الاحتلال بالزعم بأنها تريد السلام لكنها تعمل على نقيض ذلك بتقويض كل مسعى في هذا الاتجاه.
وتجربة 18 سنة التي مضت من مفاوضات سلام خسر خلالها الفلسطينيون مزيدا من حقوقهم المغتصبة اكبر دليل على ان إدارات الاحتلال المتعاقبة سواء كانت يمينية أو غير ذلك لا تؤمن بأي سلام مع شعب فلسطيني اغتصبت أرضه عنوة وعملت على تشريده وتهجيره من اجل بلوغ مخططها في إقامة دولتها العبرية البحتة على أنقاض فلسطين التاريخية.

تميز اليوم الثاني من أشغال الملتقى الدولي الحادي عشر لتاريخ تلمسان الأدبي بتناول محور النثر الأدبي في تلمسان وذلك من خلال محاضرات عديدة تناولت هذا الموضوع بالبحث والدراسة وقد تركز الكثير منها على إنتاج وشخصية صاحب ''نفح الطيب'' المقري.
تلمسان مثلما استضافت العلماء من أبنائها ومن الجزائر من خلال جامعاتها، كذلك استضافت لهذا الملتقى علماء تعرفوا على تلمسان من خلال آثارها الأدبية والتاريخية وتعرفوا على علمائها المبرزين والذين سطروا بمعارفهم وأفكارهم وإنتاجهم الأدبي والديني والثقافي ككل أروع المؤلفات التي ما تزال تتصدر الأدب العربي وتحتل مكانة مرموقة في تاريخ الأدب العربي مما تركه علماء تلمسان سواء في ''نفح الطيب'' للمقري أو ''البستان'' لابن مريم أو غيرهما من الشعراء والأدباء الذين أنجبتهم تلمسان أو أولئك الذين استهوتهم هذه المدينة الجميلة فاتخذوها دارا لمقامهم أو موطنا لطلب علمهم في مدارسها ومساجدها.
تناول محمد منصوري من جامعة باتنة موضوع ''الرسائل الأدبية في نفح الطيب للمقري''، حيث لاحظ أن النصوص التي جاءت في نفح الطيب يتغلب عليها السجع وليس فيها إغراب وخروج عن المألوف، وأن الرسائل الأدبية نشأت في بيئة ثقافية متمدنة.
أما الأستاذ فهد السالم الراشد من الكويت فتناول ''المدارس النحوية في أقطار المغرب العربي'' على غرار تلك الموجودة في المشرق كالبصرة والكوفة وبغداد، ففي المغرب رأى الأستاذ فهد السالم أربع مدارس في الغرب الإسلامي، القيروان، تلمسان، فاس والأندلس، وهناك اختلافات بين نحاة المشرق العربي والمغرب في الآراء والاستعمالات وأعطى أمثلة على ذلك خصوصا في اللهجات، مثل غدوة، تو، متربص، بزاف، والتي هي من الكلام الجزاف الذي ليس له معنى.
وتطرق الأستاذ علي خذري من جامعة باتنة في مداخلته لـ''فن التراجم الأدبية في كتاب ''نفح الطيب'' للمقري'' وأوعزها إلى أمرين وهما تراجم ذاتية تعبر عن شخصية المترجم ذاته وتراجم غيرية وهي من يكتب أو يتحدث عن سيرة غيره.
لتتوقف الأستاذة آيت محند نورية عند ''الشعر النسوي بمنطقة بني سنوس، دلالات ورموز أغنية الصف للأعراس نموذجا''، وعرضت صورا عن رقصة الصف في منطقة بني سنوس من حيث العادات والتقاليد والأغاني التي تستقبل بها العروس أو تزف إلى بيت زوجها.
من جهته؛ استعرض الأستاذ عبد القادر شرشار من جامعة وهران كتاب ''الرحلة إلى المغرب والمشرق لأبي العباس المقري''، واعتبره كتابا مفقودا، وأن الكتاب طرح جملة من التساؤلات الفكرية، وحقق الكتاب الأستاذ محمد بن معمر، وهذه النسخة المحققة كانت بحوزة الشيخ العماني ثم انتقلت لفرنسا لتعود ثانية للجزائر، وأضاف الدكتور شرشار أن الكتاب يحتوي على معلومات هامة عن المقري في المغرب والحجاز وتلمسان واليمن.
وقدم الأستاذ عبد الواحد عبد السلام شعيب من ليبيا في مداخلته موضوع ''مرجعية المصادر الأدبية التلمسانية في تاريخ الحضارة الإسلامية''، كما تناولت الجلسة العلمية المسائية ''المخزون الأدبي بتلمسان في العهد الزياني''، حيث تناولت الاستاذة نزهة بنسعدون (المكتبة الوطنية - الرباط) في مداخلتها ''التواصل الأدبي بين حاضرة تلمسان ومراكش وفاس من خلال روضة الآنس للمقري'' ليتطرق الأستاذ اسماعيل زردومي لموضوع ''خطاب الأدب والسياسة من خلال كتاب''واسطة السلوك في سياسة الملوك'' للسلطان الزياني أبي حمو موسى''.
كما تناولت مداخلات أمس محور ''الشعر في تلمسان'' ألقاها أساتذة مختصون، كما أسدل الستار على هذا الملتقى الدولي الذي استمر من 15 إلى 17 جانفي الجاري بقصر الثقافة بمدينة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية-.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)