الجزائر

الملاحق الإدارية بالعاصمة: عنوان كبير للمعاناة في غياب الرقابة



الملاحق الإدارية بالعاصمة: عنوان كبير للمعاناة في غياب الرقابة
أضحت عملية استخراج الوثائق من الملاحق الإدارية في العديد من بلديات العاصمة الهاجس اليومي للمواطن العاصمي وإحدى الأعمال الشاقة التي يقوم بها المواطن تقريبا يوميا، والذي يرجع السبب في ذلك للعراقيل التي يجدها في المصالح المختصة.
إذا كانت عملية إنشاء الملاحق الإدارية بالعاصمة لقيت استحسان المواطنين بعد طول انتظار وتأخر الجزائر في هذا المجال، إلاّ أنّ الغريب في الأمر أنّ جل الملاحق المنتشرة على مستوى العاصمة تعرف تقاعسا وإهمالا من طرف العاملين بها حيث باتت مصالح الأفراد لا تعنيهم وهي من أواخر اهتماماتهم، على وقع نقائص عديدة تتجلى معظمها في المعاملة السيئة للموظفين والأخطاء المسجلة في الوثائق والسجلات، التي تلزم المواطن إعادة الوثائق أو حتى التنقل لمصلحة الأم لإثبات الخطأ، ناهيك عن التغييرات المختلفة التي تحصل في المصالح الإدارية للسلطات المحلية، والتي طبعتها الإنجازات والمشاريع التي تبعثها هذه الأخيرة للتخفيف من الضغط على مصالحها الرئيسية وتوزيعها على مختلف الجهات.
واشتكى لنا العديد من المواطنين من تماطل موظفي الملاحق الإدارية في أداء واجبهم واحترام مواعيد العمل، ليثبت الواقع لنا حقيقة ما تداوله المواطن الجزائري إذ شهدت زيارتنا الأولى للملحقة الإدارية الإخوة بليلي التابعة لبلدية الجزائر، وسط غياب العمال بالرغم من أن تواجدنا كان في الساعات الأولى لبداية العمل لتقابلنا عاملتين كانت كل واحدة منهن منهمكة في أشغالها الفردية من تحدث بالهاتف وغيرها من الأعمال.
ووسط تزايد عدد الوافدين للملحقة، تفاجأ المواطنون بصرخات موظفة أبدت استياءها من الوافدين خاصة فئة المسنين، دون أي احترام لمنصبها كإدارية وهي تؤدي خدمة عمومية للمسنين، وأكّد لنا متحدثون أنّ ما صدر عن تلك الموظفة يختزل التصرفات اليومية للموظفين، ما يفسّر المشاكل الكثيرة التي تطبع التعاملات مع المكلفين باستخراج الوثائق، سيما مع الأخطاء المسجلة في الأوراق والسجلات التي تلزم صاحبها إعادتها لأكثر من مرة حسب ما أفاد به البعض، فيما انتقد آخرون التهميش الممارس من طرف الأعوان في حق المواطنين البسطاء الذين يدفعون يوميا ضريبة الأقوياء وضعف المستوى الدراسي لبعض العاملين.
من جهة أخرى، عبّر لنا سكان بلدية سيدي أمحمد عن استيائهم الشديد من المعاملة التي يتلقونها من الموظفين، والتي أدت في العديد من المرات إلى نشوب مناوشات وعراك بين الطرفين، بالرغم من أن المصلحة عرفت تغييرات بعدما تم تحويل مختلف المكاتب للمصالح الجديدة، وهو الأمر الذي خفف من الضغط الذي كان متواجدا والاكتظاظ، لكن سوء المعاملة والاستقبال السيئ بات طابعا وميزة الأعوان والسيناريو اليومي لبعض الملاحق الإدارية بالعاصمة الذي مازال متواصلا لغاية كتابة هذه الأسطر.
وفي السياق ذاته، يجمع معظم المواطنين على أنّ غياب الرقابة هو السبب الرئيسي لخلق المشكل، وهو الأمر الذي أدى إلى تسلط بعض الموظفين الذين يتمادون في العديد من المرات في سلوكياتهم التي تصل حسب تأكيدات المواطنين لغاية الشتم، وإلى تحويل المصالح الإدارية لحسابهم ومصالحهم الشخصية ليبقى المواطن البسيط يدفع الضريبة .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)