الجزائر

المكاسب تكسب المناعة ضد العفن



التساؤل الملح الذي بدأ يتردد صداه لدى أكثر من متابع لشأن قطاع التربية ببلادنا, هو لصالح من تدفع بعض الأطراف أوضاع القطاع نحو التعفن ؟ و لعل السؤال الأولى بالطرح قبل ذلك ,هو هل تقوم هذه الأطراف بهذه المهمة «تعفين الأجواء التربوية «, بشكل عفوي أم بإيعاز من جهات ؛ تعتبر مكاسب المنظومة التربوية و ديمقراطية التعليم و مجانية الكثير من الخدمات الملحقة به من نقل وإطعام و توثيق تربوي و غير ذلك مما تخصصه الدولة من نفقات لضمان حق 9 ملايين جزائري و جزائرية في التعليم , ورصدها سنويا حوالي 5% من ناتج محلها الإجمالي لتمويلها ؛ جهات تعتبر كل هذا الجهد المادي و التربوي و المالي , حجر عثرة في طريق مصالحها ؟ و أيا كان الجواب على هذه التساؤلات , فإنه حان الوقت للاعني الظلام , أن يدركوا أن تلك المكاسب إنما تحققت بفضل أموال الشعب فردا فردا , و لولاها لما استطاعت السلطات العمومية توفير الظروف المواتية لتمدرس أكثر من 8,5 ملاييين تلميذ و ما يحتاجونه من مؤسسات تعليمية (30 ألف مؤسسة) و تأطير تربوي(نصف مليون) و إداري(+من ربع مليون) , و دعم غذائي عبر الإطعام المدرسي , و أكثر من 60مليون كتاب مدرسي .و توفير كل احتياجات المسار الدراسي و من ذلك مثلا رصد مبلغ 15 مليار دينار كدعم للبلديات من أجل صيانة المؤسسات المدرسية و6 ملايير دينار للنقل المدرسي فضلا عن مواصلة الدولة تقديم منح التمدرس للمعوزين في إطار التضامن الاجتماعي, كل ذلك بالتوازي مع مسايرة مقتضيات إصلاح المنظومة التربوية سواء من خلال المناهج البيداغوجية من الجيل الثاني و ما بعده و الكتب المدرسية المرتبطة بها, أو من خلال إعادة النظر في طريقة و محتوى إجراء الامتحانات (دون المساس بالثوابت و مكونات الهوية الوطنية) و كذا مسار رقمنه القطاع الذي لا شك أن سيخفف كثيرا من أعباء القطاع.وعلى هؤلاء و من يقف وراءهم, أن يعلموا أن قطاع التربية يتكفل باكثر من 10 ملايين جزائري، تضمن السلطات العمومية تكاليف تمدرسهم, وذلك هو الواجب. ولا شك أن كل هؤلاء قد اكتسبوا المناعة ضد أعراض العفن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)