تحتل الدراسات النّصية مركزا مهما بين الأبحاث اللغوية الحديثة لأهميتها في خدمة البحث اللغوي من جهة، والاكتساب المعرفي من جهة أخرى. فقد فَسّرت الدراسات النّصية ظواهر لغوية احتوت الجملة احتواء كاملا؛ كالإحالة والروابط الزمنية، والإجمال والتفصيل، وغيرها من الظواهر التركيبية والأسلوبية التي لا يَتأتَّى فهمهما إلاّ بإدراك العلاقات القبلية والعلاقات اللاحقة للعناصر المكونّة للنّص.
من هذا المنظور، أضحى النّص في بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات لتدريس النشاطات اللغوية المختلفة، محطة انطلاق ومحطة وصول لبناء نصّ جديد، ذلك أنّ المنظومة التربوية مطالبة اليوم بتحقيق النوعية والأداء الفعّال، وهذا يحتاج إلى بيداغوجيا تضع المتعلم في صلب نشاط التّعلم، ليكتسب معارف ومهارات تسمح له بأن يتعلّم كيف يفعل، وكيف يكون من أجل التكيّف مع الأوضاع الجديدة.
لهذا حظيت المقاربة النصيّة في إطار إصلاح المناهج التعليميّة بأهمية كبرى في المنهاج التربوي لعلاقتها الوطيدة بالاكتساب المعرفي، الذي لطالما تخبطّت المنظومة التربوية للعثور عليه، من أجل تمكين المتعلمين من اكتساب المعارف لا لتخزينها، وإنّما لإدماجها وتفعيلها في محيط المتعلّم لتحصيل الكفاءات.
ولما كانت المقاربة النصية دعامة أساسية في تدريس اللغة العربية بالمقاربة بالكفاءات، فإن اختراق هذا المجال يستوجب البدء بتعريف المقاربة بالكفاءات، وما يتّعلق بها من مفاهيم، ثم تعريف النّص، قصد ولوج عالم المقاربة النصية وعلاقتها بالاكتساب المعرفي، وفق ما يقّره المنهاج التربوي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بهـّيـــــــة زخـــنــين
المصدر : أبحاث Volume 2, Numéro 2, Pages 183-191 2014-12-01