قبل نحو أسبوع عن المولد النبوي الشريف، انتشرت وكالعادة طاولات بيع المفرقعات والشموع والألعاب النارية المختلفة، في كل أحياء العاصمة، وبباقي مناطق التراب الوطني أيضا، هي الظاهرة التي تتكرر مع اقتراب هذه المناسبة، رغم الأصوات المتعالية في كل مرة، لأجل الحد من الطريقة الغريبة التي يحتفل بها الجزائريون بميلاد سيد الخلق، وعلى رأسها، صرف مبالغ مالية طائلة، لأجل اقتناء أنواع كثيرة ومتنوعة من المفرقعات والألعاب النارية، ومع ذلك فإن نفس المشاهد تتكرر سنويا، ونفس الحوادث تقريبا، إن لم تكن أسوء وأخطر، بسبب ظهور أنواع جديدة وخطيرة من المفرقعات في كل مرة·ورغم أن الاحتفالات الرسمية- إن صح القول- بهذه المناسبة لا تنطلق إلا خلال ليلة المولد النبوي الشريف، وهي الليلة التي يخرج فيها الأطفال لإشعال وإطلاق المفرقعات وغيرها، إلا أن بعض الأحياء بالعاصمة، بدأت احتفالاتها مبكرا، وانطلق الكثير من الأطفال في ممارسة لعبتهم المفضلة، إشعال المفرقعات وإطلاقها على المارة، وعلى بعضهم البعض، وبشكل خاص على الفتيات في الشوارع، ثم الهروب بعيدا، والاستمتاع بمشاهد هروبهن وصراخهن، ومع أن الموقف يدعو أحيانا إلى الضحك، إلا أنه في بعض الأحيان الأخرى، يبدو خطرا للغاية، بالنظر إلى ما يمكن أن تشكله تلك المفرقعات من إصابات أثناء إطلاقها على شخص ما، سواء كان هذا الشخص طفلا من أقرانهم، أو شخصا أكبر سنا، لاحتمال إصابته في عينه، أو أذنه، أو وجهه، فيما يحاول هؤلاء الأطفال المشاغبون إلقاء المفرقعات تحت أقدام الفتيات المارات في الشارع، أو المتجمعات بالقرب من المدارس والمؤسسات التربوية المختلفة·
وعن هذا الموضوع تقول إحدى الفتيات التي تعرضت إلى إطلاق المفرقعات أثناء دخولها إلى الحي من طرف بعض أبناء الجيران، إنهم يختارون الأماكن المظلمة، لا سيما عند ساعات المساء، ثم يلقونها تحت أرجل المارة، وبشكل خاص إن كانت فتاة أو امرأة، لتتعالى بعد ذلك الصرخات، ثم عبارات الشتم والتهديد والوعيد لهؤلاء الأطفال، خصوصا إن كان الأمر على حين غفلة، ولم تنتبه الضحية إلا بعد فوات الأوان، كما تكشف أن هؤلاء الأطفال يقومون أحيانا بإشعال تلك المفرقعات وإلقائها من شرفات المنازل في ساعات متأخرة من الليل، أو في ساعات الصباح الباكر، أثناء توجههم إلى مدارسهم، ما يتسبب في إزعاج بقية السكان، الذين برمجوا أنفسهم مسبقا لقضاء ليلة بيضاء، إنما ليلة المولد النبوي الشريف، مثلما اعتادوا عليه دائما، وليس قبله بأسبوع كامل·
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأطباء يحذرون من خطورة المفرقعات على الصحة العامة، نتيجة إحداثها لأصوات مرعبة ومفاجئة تسبب الخوف والفزع ما يؤدي إلى تسارع في دقات القلب وارتفاع في الضغط الشرياني ومشكلات في الأذن والسمع وحدوث سلس بولي عند الأطفال، كما أنها تشكل خطرا على النساء الحوامل خاصة في الأشهر الأولى والأخيرة من الحمل الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات تهدد حياة الأم والطفل، وتقول الدراسات إن هناك مخاوف من حدوث مرض السكري عند بعض الأشخاص ممن لديهم استعداد لذلك إضافة إلى أن هذه الأصوات الضخمة تسبب القلق واضطراب النوم خاصة عند الأطفال، حيث أن مستخدمي هذه المفرقعات لا يعون ولا يعرفون مدى خطورتها عندما يستخدمونها في أوقات متأخرة من الليل ما يثير فزع الأطفال وأسرهم، كما تكشف الأبحاث أن المفرقعات تحدث تلوثا بيئيا كبيرا نتيجة لتصاعد كميات كبيرة من الدخان الذي يحتوي على أكسيد الكربون وعناصر كيماوية خطيرة على صحة الإنسان، إضافة إلى تسببها في إحداث حروق وجروح لمستخدميها والمحيطين بهم
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/01/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : حنان قرقاش
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com