أنهت الجزائر أخيرا، معاناة اللاجئين السوريين الذي علقوا داخل الأراضي المغربية لعدة أسابيع بعد رفض سلطات المغرب استقبالهم، وتركتهم في العراء ضاربة بواجبات التضامن الإنساني عرض الحائط.دائما ما كان المغرب يستبق الأحداث ويسارع لاستخدام وسائل الإعلام للتشهير والتحامل على الجزائر، في مختلف الملفات والقضايا، محاولا الظهور في ثوب الضحية تارة وصاحب الفضل تارة أخرى، بينما الواقع عكس ذلك تماما، فكل شيء عنده مضبوط وفق أجندة دقيقة حتى وإن تعلق الأمر بملف المهاجرين الفارين من أوضاع جهنمية.لقد سارعت الخارجية المغربية، في 23 أفريل الماضي، إلى نشر «كذبة كبرى» في وسائل الإعلام المحلية والدولية، تقول فيها « إن الجزائر طردت لاجئين سوريين إلى أراضيها» وأرادت أن تلقي على الحكومة الجزائرية المسؤولية السياسية والأخلاقية في قضية إنسانية محضة.وقبل قضية اللاجئين السوريين الذين علقوا منذ 17 من أفريل في منطقة فكيك داخل الحدود المغربية، تحالف السلطات المغربية مع وسائل إعلام غربية (فرنسية)، مطلع السنة الجارية، لتظهر كرما زائفا، وعبرت وقتها عن استعدادها لاستقبال لاجئين أفارقة زعمت أن الجزائر تقوم بترحيلهم إلى بلدانهم، ليتضح فيما بعد أنها قامت بتوظيفهم كورقة ضغط على أوروبا، كيف ذلك؟كتبت صحيفة إسبانية شهيرة، في فيفري 2017، بأن المغرب يحاول إرعاب اسبانيا بتسونامي الهجرة غير الشرعية، للضغط عليها وعلى الاتحاد الأوروبي، لعدم تطبيق قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في ديسمبر 2016، والقاضي بمنع استيراد المنتجات القادمة من الأراضي الصحراوية المحتلة.وهدد المغرب يومها، بغض الطرف عما يجري في حدوده البحرية، وكانت النتيجة «تمكن حوالي 850 مهاجرا من اقتحام سياج مدينتي سبتة ومليلية».هكذا إذا حاول المغرب استقطاب اللاجئين الأفارقة من الجزائر لتوظيفهم في قضية جائرة، واستخدامهم للضغط على دول الضفة الشمالية للمتوسط، بينما عملت الجزائر في صمت كما تفعل دائما على إعلاء الجانب الإنساني في التعامل مع هذا الملف، وتقوم سنويا وبطلب من حكومات دول الجوار الجنوبي، على توفير كافة الوسائل المادية واللوجيستية لإعادة هؤلاء اللاجئين إلى بلدانهم.ويكفي أنها سخرت طائرات مدنية، لنقل النساء الحوامل من المدن الشمالية نحو ولاية تمنراست، أين خصصت مراكز إيواء حديثة لهؤلاء ومن ثم توفير الطائرات العسكرية لإيصالهم إلى بلدانهم.وبالنسبة للعائلات السورية التي صدت السلطات المغربية الباب في وجهها عند أول شبر من ترابها، فمن الواجب طرح التساؤل حول سبب هذا السلوك العدائي تجاه أناس تقطعت بهم السبل وينحدرون من بلد شقيق (سوريا)؟، لماذا لم تستقبلهم وهي التي أدعت الفضيلة من قبل مع اللاجئين الأفارقة الذين وظفتهم فيما بعد للضغط على أوروبا؟الحقيقة أن اللاجئين السوريين الذي استقبلتهم الجزائر، أول أمس، كانوا يريدون اللحاق بأقارب لهم في بلدان أوروبية وعلى وجه التحديد ألمانيا، ويتخذون من أراضي الدول المغاربية دون استثناء ممر للعبور نحو اسبانيا ومنها إلى باقي الدول.غير أن السلطات المغربية، ولأسباب خاصة بأجنداتها السياسية، قررت هذه المرة قطع الطريق أمامهم دون أدنى اعتبار لظروفهم القاهرة، ودون الاكتراث بوضعهم الانساني وما فعلتهم به الحرب الطاحنة ببلدهم سوريا.التسرع المغربي الهاوي كسب الرأي العام الدولي، بأساليب باهتة، سرعان ما ينكشف أمام الروايات الأصلية للأحداث، وقد انتصرت الجزائر أخيرا للإنسانية وليس لأي شيء آخر، حينما قررت استقبالهم مثلما فعلت مع أزيد من 40 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في هذه الدولة العربية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/06/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حمزة محصول
المصدر : www.ech-chaab.net