الجزائر

المغرب: سيناريوهات وخيمة في غياب إصلاح شامل للمنظومة التربوية



تواترت التقارير المغربية والدولية بشأن الكلفة التي يتحملها المغرب نتيجة الأزمة العميقة التي تتخبط فيها منظومة التربية, من ذلك المراتب المتأخرة التي يحتلها في مؤشر التنمية البشرية الذي تصدره الأمم المتحدة, "والتي تعكس أعطابا مزمنة تقيم في السياسات والبرامج الاجتماعية المتبعة, وتنبئ بسيناريوهات وخيمة في غياب إصلاح شامل لهذه المنظومة", حسب كاتب مغربي.و قال محمد أحمد بنيس على موقع "العربي الجديد" : "لم تعد مؤسسات المجتمع المغربي تقوم بأدوارها التقليدية في التربية والتوجيه والتأطير – بحسب التقارير المحلية و الدولية - وفي مقدمتها المدرسة التي يكاد دورها لا يتجاوز محو الأمية, والأسرة التي تشهد تحولات سوسيولوجية عميقة, هذا من دون الحديث عن تراجع مهول في أدوار الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ودور الشباب, مع ما يعنيه ذلك من ترد اجتماعي وثقافي يصعب التكهن بمآلاته في المنظور البعيد".
ويجد هذا الخلل أسبابه - يضيف الكاتب و الشاعر - "في استمرار ارتفاع نسبة الهدر المدرسي الذي بات قنبلة اجتماعية موقوتة, حيث يغادر مقاعد الدراسة, كل سنة, أكثر من 300 ألف تلميذ, حسب المرصد الوطني للتنمية البشرية, ليجدوا أنفسهم في أوضاع اجتماعية مزرية تدفعهم في الغالب نحو الانحراف والجريمة والإدمان على المخدرات لا سيما في الأحياء الشعبية وأحزمة الفقر التي تطوق المدن والحواضر الكبرى".
و تابع : "وبالتوازي مع ذلك, ظلت المملكة تنظر إلى التعليم باعتباره عبئا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ثقيلا, ولم تكن مخططات إصلاحه معنية بالجذور العميقة للمشكلة بقدر ما كانت حلولا مجتزأة وترقيعية, هذا في وقت تخصص لقطاعات أخرى (كرة القدم مثلا) موارد مالية كبيرة جدا, كان يمكن أن تسهم في تجويد التعليم وتحسين مردوديته".
و أكد محمد أحمد بنيس أنه "نتيجة لكل هذه العوامل, يدفع المغرب, اليوم, دولة ومجتمعا, ضريبة التخلي عن التعليم ورهنه لحسابات الصراع السياسي, ونتيجة ذلك أن هناك أجيالا لا تتوفر على الحد الأدنى من المؤهلات التي تمكنها من البقاء على مقاعد الدراسة".
و ذكر بنيس بالأحداث الدامية التي عرفتها الأحد الماضي مباراة فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي لحساب كأس العرش, و التي خلفت جرحى في صفوف قوات الأمن والجمهور, ناهيك عن خسائر مادية كبيرة في معدات الملعب وتجهيزاته وفي الممتلكات العامة والخاصة.
و قال في هذا الصدد : "ما يستوجب الوقوف عنده في هذه الاحداث الدامية التي عرفتها المملكة, أن كثيرين ممن ألقي عليهم القبض على خلفية هذه الأحداث كانوا من القاصرين (90 حسب الأمن), ما يعني أن هناك خللا بنيويا في المؤسسات الاجتماعية التي باتت عاجزة عن التحكم في كتلة اجتماعية عريضة أضحت تشكل خطرا على الدولة والمجتمع".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)