نشأت على الدوام علاقة وطيدة بين المعلومات والأمن باعتبارهما جبهتين لا غنى لإحداها عن الأخرى. ففي عصور ما قبل التاريخ كانت صرخة الإنسان البدائي في الغابة تحمل أحيانا معلومة تنذر بوقوع خطر يهدد أمن وسلامة الفرد أو الجماعة. ومع تتالي العصور تغيرت الأمور على الجبهتين، فالأمن لم يعد معادلا للحماية من الهجمات المفاجئة من قبل الأعداء أو حتى وحوش الغابة، بل أصبح نظريات وقضايا معقدة، ولم تعد المعلومات مجرد دلالة على أشياء يجري التعبير عنها بصرخة من الفم، بل انطلقت من مكامنها التقليدية من داخل الأوراق والكتب والمخطوطات والأفلام والميكروفيلم والنقوش على الأحجار وجدران المعابد وأذهان الناس، واتخذت لنفسها شكلا رقميا نمطيا موحدا أخذت بها أبعادًا ورهانات استراتيجية لا حدود لها في البيئة الرقمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/12/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد مالك
المصدر : El-Tawassol" التواصل" Volume 23, Numéro 2, Pages 73-93 2017-06-01