المعطلون الصحراويون بمدينة كليميم ينظمون وقفة سلمية حاشدة تزامنا مع زيارة وزير العدل المغربي

نظمت مجموعة من المعتصمين والمعطلين الصحراويين إلى جانب عدد من الإطارات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني، وقفة سلمية حاشدة أمام مقر الولاية بشارع أكادير بمدينة كليميم، رددت خلالها شعارات منددة باستنزاف الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي وما تمارسه الدولة المغربية من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المنطقة لأزيد من ثلاث عقود وذلك حسبما أفادت به اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بكليميم .
وقد كانت هذه الوقفة السلمية حسب ذات المصدر أمام وزير العدل والحريات المغربي، مصطفى الرميد، الذي كان بصدد زيارته إلى المدينة صباح نفس اليوم، في محاولة يائسة لاحتواء الاحتقان الشعبي الذي تعيشه المدينة في ظل التجاوزات الخطيرة لحقوق الإنسان وما يوازي ذلك من تواطؤ مفضوح لجهاز القضاء المغربي الذي أضحى أداة في يد المخابرات المغربية للانتقام وتصفية الحسابات، بما يناقض دوره المستقل في إنصاف الضحايا بغض النظر عن مواقفهم السياسية.
وبالرغم من إرجاء الزيارة المذكورة، إلا أن المحتجين الصحراويين واصلوا احتجاجهم السلمي، حيث فسح المجال للمداخلات التي صبت بمجملها في التنديد بالوضع الحقوقي المزري والخروقات السافرة لحقوق الإنسان، التي تقابلها السلطات القضائية باستصدار أحكام صورية قاسية، ثم حفظ الشكايات التي سبق أن رفعها عدد من الضحايا الصحراويين ضد قوات الأمن والمخابرات المغربية، والتي بقيت قيد الرفوف داخل المحكمة منذ سنوات دون إبداء رغبة للحسم فيها.
وفي غضون ذلك افتتح النقاش داخل الحلقية التي كانت من تسيير "بوحريكة الحسين"، حيث استهلها بالمداخلات التالية: "المرخي عبد الخالق"، الكاتب العام للجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بكليميم، "بوعجلة مبارك" عن مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة، "صليحة مومان"عن مجموعة المعاقين، "ثريا أبوعينان" عن مجموعة الأرامل والمطلقات والعائلات الفقيرة، "خديجة موثيق" عن جمعية الصداقة الفرنسية مع شعوب إفريقيا، "هكا رشيد" عن المعتصمين الصحراويين بالمقاطعة الرابعة، "البكباشي عبد الحق"، رئيس جمعية الخيمة الدولية بهولندا، "الحسين بطاح" عن جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان فرع كليميم، "الزهرة أبو مزراك" عن الحركات الاحتجاجية ببلدتي فاصك والبرج ، "إبراهيم بن طالب" عن مجموعة الجنود الأحرار، قبل أن تختتم بتلاوة البيان من طرف "لمهابة الدرعي" .
وأجمعت معظم المداخلات على تشبثهم بضرورة فتح تحقيق في مجموعة من الملفات خصوصا ملف وفاة أربعة مواطنين صحراويين من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي كان آخرهم "عبداتي بلاو"، في ظروف غامضة بعد تعرضهم للتعذيب الجسدي من قبل قوات الأمن المغربية، إلى جانب منع الإطارات الحقوقية الصحراوية من الحضور ومتابعة مجريات المحاكمات السياسية بالمحكمة الابتدائية بالمدينة .
يذكر أن المعتصمين الصحراويين بالمقاطعة الرابعة تعرضوا لمجموعة من المضايقات أثناء تنظيمهم لمسيرة سلمية من معتصمهم بالقرب من المحطة الطرقية لمنعهم من الوصول إلى مقر الولاية، تحت حراسة أمنية مشددة لمختلف قوات الأمن المغربية من مخابرات مدنية وعسكرية التي حاصرت جميع المنافذ المؤدية من وإلى مكان الوقفة، قبل أن تستقدم قوات إضافية تتكون من شاحنة وسيارات تابعة للقوات المساعدة من بلدة بيزكارن 40 كيلومتر شمال المدينة .