مازال الوضع الأمني في ليبيا متوتراً بسبب أعمال العنف التي لا تتوقف، حيث يستمر تفجير السيارات، واغتيال كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، والهجموم على موظفي السلك الدبلوماسي الأجنبي والمنظمات غير الحكومية، وحل الشبان خلافاتهم باستخدام السلاح.
وتحدثت وكالة إنتر بريس سيرفس مع عدد من أتباع معمر القذافي، فأكدوا علي عزمهم علي تصعيد قتالهم. وبدورها دأبت المصادر الحكومية على ترديد أن الجناة هم من الموالين للدكتاتور السابق أو الاسلاميين الانتقاميين.
ويتفاقم هذا الوضع المظلم نتيجة لتضييق الخناق على نشر المعلومات في وسائل الإعلام المحلية، ومنع قوات الأمن الليبية الصحفيين الأجانب من التغطية الفورية لمشاهد الهجمات أو التقاط الصور.
وليوم السبت الثاني على التوالي استيقظ مراسلنا على انفجار سيارة ملغومة خارج فندقه في طرابلس وسط المدينة، وهو الانفجار الثاني من نوعه منذ مقتل القذافي في أكتوبر 2011.
وكان المستهدف بالتفجير هو سيارة أمن تابعة لأفراد من الجيش الليبي يقيمون في فندق فور سيزونز بشارع عمر المختار. وصباح السبت الماضي انفجرت سيارة ملغومة أخرى خارج مقر الشرطة العسكرية في طرابلس على بعد امتار على الطريق. وأصيب شخص واحد في الهجوم الأخير.
ويقول أحد أفراد قوات الأمن، الذين كانوا جالسين في إحدى عربات الأمن التي هرعت الى مكان الحادث لتطويق الشارع، "نعتقد أن انصار القذافي السابقين هم وراء هذا الهجوم وهجوم السبت الماضي".
وقال أحد رجال الأمن "هذه التهلووب (أي الموالين للقذافي) يقولون كلاماً كبيراً، فهم يدعون أنهم سينفذون ثورة مضادة ضد حركة 17 فبراير (عندما بدأت الثورة في ليبيا ضد القذافي). لكنهم لن يستطيعوا سوى القيام بأعمال تخريبية صغيرة ... لا شيء كبير".
بعد ذلك بوقت قصير، بدأ التعتيم الإعلامي عندما قام جنود مدججين بالسلاح بمنع أخذ الصور، ومنعوا الصحفيين من التواجد في المنطقة. ورفض مسؤول ليبي رسمي في وزارة الداخلية إعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي الأسبوع الماضي قتل عدد من التهلووب عندما داهمت قوات الأمن الليبية مزرعة كان يختبئ فيها الموالون للقذافي بعد أن قيل أنهم خططوا لتفجير سيارة ملغومة خارج مقر الشرطة العسكرية في طرابلس.
ويقال أن أحد الناجين قد أسس خلايا خفية في ليبيا، وأنه يقطع باستمرار حدود ليبيا مع تونس هو ورفاقه، حيث يُزعم أنه يقوم بتهريب الأسلحة الى ليبيا بهدف "زعزعة استقرار البلاد في مرحلة ما بعد القذافي".
وتردد المخابرات الليبية أيضاً أن قنابل سبع أخرى لا تزال في حوزة المجموعة، وسيتم تفجير أحدها في فندق آخر في طرابلس.
كما تردد أنه قد تم العثور مع أحد الناجين على مستندات تربط هذه الجماعات مع أحد أبناء القذافي، الساعدي، وهو قيد الاقامة الجبرية في النيجر. وكان الساعدي قد حذر في وقت سابق هذا العام من أنه على اتصال مع خلايا خفية تقوم بتنظيم المقاومة السرية.
وتمكنا من إجراء مقابلة مع انصار القذافي في حي أبو سليم بطرابلس، وهو أحد آخر معاقل أتباع القذافي وكان مسرحاً لبعض أشرس المعارك بين الموالين والثوار خلال الثورة. وقبل وقت قصير من مقتل القذافي، غمرت منطقة أبو سالم بالأسلحة في محاولة أخيرة لمقاومة الثورة.
فقال أحمد، الذي حارب مع قوات القذافي وتمكن من الهرب من معسكر اعتقال للمتمردين في العام الماضي "نحن في انتظار اللحظة المناسبة. ولن نستسلم لليأس. اذا كانت (الحكومة الجديدة) تعتقد أننا نشكل قوة فانية.. فهم مخطئون".
ويزعم أحمد أنه قتل عدداً من المتمردين، وهو الآن مختبئ. ولم يوافق أحمد وغيره ممن أجرينا معهم مقابلات على نشر أسماء عائلاتهم أو التقاط الصور لأسباب أمنية واضحة.
ومن جانبه، قال منتصر، أحد الموالين للقذافي، "كل رجل في هذا الحي لديه سلاح لكننا ندفن أسلحتنا تحت الارض بسبب الهجمات المنتظمة التي تشنها قوات الأمن للتفتيش عن أسلحة وأفراد في المنطقة".
في هذه الأثناء، وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تم اغتيال أكثر من عشرين من كبار المسؤولين في الحكومة أو الجيش في بنغازي. وكان غالبيتهم من الموالين السابقين للقذافي ممن فروا إلى المتمردين بعد أن خدموا سابقاً في نظام القذافي.
ويدعي البعض أن المتمردين الإسلاميين هم وراء هذه الهجمات، وذلك في الوقت الذي تملأ الأسلحة الليبية مناطق في البلدان المجاورة بما في ذلك سيناء، ومالي، ونيجيريا، وسوريا، حيث انضم عشرات المقاتلون إلى الجيش السوري الحر.
وفي حادث آخر يوم الجمعة ، تمكن ثمانية سجناء من الفرار من سجن الفورناج في طرابلس بعد هجوم منسق. فأطلق مسلحون في شاحنات صغيرة خارج السجن النار على حراس الأمن، في الوقت الذي أشعل فيه السجناء النيران داخل بعض الأقسام في السجن وتمكنوا من التغلب على عدد من الحراس داخل السجن.
وكان هذا ثالث هجوم على السجن منذ قيام الثورة، واستغرق الأمر عدة ساعات قبل أن تتمكن السلطات من إعادة بسط سيطرتها على السجن.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، اهتزت المباني الأمنية والفنادق في بنغازي نتيجة لهجمات القنابل ومحاولات الهجوم. كما تم الهجوم على الموظفين الدبلوماسيين والسفارات الأجنبية أو كانوا هدفاً لمحاولات الهجوم. ونجا موظفو السفارة الأمريكية في طرابلس من محاولة اختطاف سيارة في الأسبوع الماضي.
كما أدى هجوم بالقنابل اليدوية والصواريخ على مكاتب الصليب الأحمر الدولي بمصراتة في الأسبوع الماضي إلى اخلاء عدة مبان للجنة الصليب الأحمر الدولية، وتعليق عملها مؤقتاً.
ومازالت عمليات الخطف مستمرة، ومكان تواجد وفد الهلال الأحمر الإيراني الذي اختطف في بنغازي قبل عدة أسابيع غير معروفاً.
كما تتصاعد الخلافات الطفيفة في الشوارع بانتظام لتتحول إلي معارك مسلحة. ويوم الخميس قام سفاح يحمل سلاحا بتهديد مراسلنا بوضع رصاصة في رأسه بعد أن شهد إحدى معارك تبادل لاطلاق النار الخارجة عن السيطرة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر تايمز
المصدر : www.algeriatimes.net