الجزائر

المعرفة التي جاء بها الدين القيّم ليست غيبية.. تقوم على الاختبار والتجريب



مراصد
إعداد:جمال بوزيان
حضارة المسلمين مبنية على المبادئ النبيلة
المعرفة التي جاء بها الدين القيّم ليست غيبية.. تقوم على الاختبار والتجريب
تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي جميعِ المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِهابِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُالمِلكيَّةِ والرَّأيِ.
*****
الانفتاح على الآخر من أسس ازدهار الحضارة الإسلامية
د. ناعوس بن يحيى
إن الحديث عن الحوار في ضوء الهدي النبوي الشريف يقتضي منَّا أن ننظر فيما إذا كان الإسلام يقدِّم أنموذجا أو تصورا للحضارة. وهنا لا بد من استحضار أمرين: أولهما أن الحضارة التي أسسها المسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قامت على دعائم وأسس أهمها المعرفة التي جاء بها الإسلام وهي معرفة ليست كما يقول خصوم المسلمين معرفة غيبية ولكنها معرفة تقوم على التجريب والملموس وعلى اختبار الأشياء. أما الأمور الغيبية فقد وردت واضحة من الإسلام وحتى لا يضيع فيها جهد الفكر الإسلامي.
ثاني الأمرين هو اعتماد الحضارة الإسلامية على مبادئ وقيم يمكن أن نجملها في مبدإ التقوى لأنها تتضمن جملة من القيم عليها تقوم الحضارة وتتشيد الثقافة ويتحقق التقدم العلمي من موضوعية ونزاهة فكرية وإخلاص وابتعاد عن الأهواء والشهوات.
ومن أسسها: الشمولية والتكامل لأنها لم تكن أحادية منغلقة وإنما كانت تمس مختلف جوانب الإنسان ومتطلبات الحياة الإنسانية من أمور مادية وأمور روحية فردية واجتماعية.
تجرنا هذه النظرة الشمولية إلى تبين دعامة أخرى في الحضارة الإسلامية كما أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي التفتح الذي عرفه المسلمون في عهودهم الأولى المزدهرة.
يبدأ هذا الانفتاح من التقارب بين الأجناس وعدم التعصب لجنس معين ونعرف أنه في الإسلام لا فرق بين عجمي وعربي إلا بالتقوى ولا فرق بين زيد وعمرو إلا بالمقومات التي جاء بها الإسلام ودعا إليها وما سوى ذلك فإنه لا يوجد ما يمكن أن يشار إليه بالتعصب أو التطرف.
لقد كان الانفتاح على الآخر من أسس ازدهار الحضارة الإسلامية وأكبر مظهر له هو إقبال المسلمين على العلوم وترجمتها ولم يتركوا إلا ما كان في ذهنهم أنهم متفوقون فيه مثل الشعر لكن ما سوى ذلك كمجال العلوم والفنون فقد عنوا به ونقلوه دون أدنى شعور بالنقص أو الحرج.
يمكن أن نضيف في إطار دعامات الحضارة الإسلامية: الاستقرار بكل جوانبه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهو الذي كان خلف هذا الازدهار الذي عرفته أمة الإسلام في عهودها الأولى والذي نتجت عنه مظاهر التقدم والرقي.
هنا لا بد من طرح سؤال محوري هل كانت هذه الحضارة وليدة المصادفة؟ أم كانت وليدة منظور ثابت ومستوف لكل الشروط التي جاء بها الإسلام؟ ونحن نعلم بأنها كانت وليدة منظور يقوم على مقومات ثلاثة:
المقوم الأول: هو الإيمان.
المقوم الثاني: هو الدعوة إلى العمل. وحين نقول العمل نعني أيضا الانتاج والابتكار والإبداع.
المقوم الثالث: هو التواصل معَ الآخر: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1 - 3].
نجد أنفسنا مضطرين للوقوف عند هذا المقوم الثالث الذي هو التواصل من خلال التواصي بالحق والصّبر.. ومن خلال قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾ [الروم: 22] لماذا يدعو الإسلام إلى التواصل أو الحوار وكيف طبقه النبي صلى الله عليه وسلم؟
هجر القرآن هو السبب
لن يستطيع الانسان المسلم خدمة القرآن أفضل من الارتباط به والعيش معه أفضل من تدبره وتحويله إلى شعار وسلوك يومي بهذا تكون خدمتنا القرآن ولنا في ذلك في السلف.
نجح ابن مسعود رضي الله عنه بتوفيق من الله وتبيين من قِبل النبي الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم في حُبِّ القرآن الكريم ولهذا كان أول مَن جهر بالقرآن بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بمكة إذ اجتمع يومًا أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقالوا: والله ما سمعَتْ قريشٌ مثْل هذا القرآن يُجهر لها به قط فمَن رجل يُسْمِعُكُمُوهُ؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا قالوا: إنا نخشاهم عليك إنما نريد رجلًا له عشيرته يمنعونه من القوم إنْ أرادوه قال: دعوني فإنَّ الله سيمنعني فغدا ابنُ مسعود حتى أتى المقام في الضحى وقريشٌ في أنديتِها فقام عند المقام ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم رافعًا صوته: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ [الرحمن:1- 2] ثم استقبلَهم يقرؤها فتأمَّلوه قائلين: ما يقول ابن أمِّ عبد؟ إنه ليتلو بعضَ ما جاء به محمد فقاموا إليه وجعلوا يَضرِبون وجهَه وهو ماض في قراءته حتى بلغ منها ما شاء الله أن يَبلغَ ثم عاد إلى أصحابه مُصابًا في وجهه وجسده فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك فقال: ما كان أعداءُ اللهِ أهونَ عليَّ منهم الآن ولئن شئتم لأغادينَّهم بمثلها غدًا قالوا: حسْبُك فقد أسمعتَهم ما يكرهون[3].
تدبُّر القرآن طريق النجاح:
تدبُّر القرآن الكريم فهمه والنظر فيه بروية وتفكر ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ ﴾ [المؤمنون:68] أي: ألَم يَتَفَهَّمُوا ما خُوطِبُوا به في القُرْآنِ؟ وقول الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد:24] وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص:29].
ولو رُزِقَ العبدُ منَّا حسْن التدبُّر في القرآن الكريم عن طريق الترتيل المتكرر وحسْن القراءة وخاصَّة في الأوقات الفاضلة وأعْظمها أثناء الصلاة سيعيش حياته متنعِّمًا بالقرآن الكريم طَوال عُمره ينشُر الخير أينما حلَّ أو ارتحل.
ولا يستطيع العبدُ منَّا الوقوفَ على جميع معاني القرآن الكريم إنما هي فتوحاتٌ ربانيَّة يَهبها اللهُ لمن صدقتْ نيَّتُه وحسُن إيمانه وألحَّ في الطلب وفي هذا يَقول سهل بن عبد الله التُسْتَري: لو أُعطي العبدُ بكل حرف مِن القرآن ألفَ فهم لم يبلغ نهاية ما أَودَع اللهُ في آية مِن كتابه لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه وإنما يَفهم كلٌ بمقدار ما يَفتح اللهُ على قلبه وكلام الله غير مخلوق ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة ا. ه[4].
ويؤكِّد ما قلنا سلفًا قول ثابت البناني: كابدتُ القرآنَ عشرين سَنة ثم تنعَّمتُ به عشرين سَنة .
وبهذا يصِل المؤمنُ الصادق إلى نتيجة عجيبة وجميلة ذكرها القرآنُ الكريم في عدة مواطن منها: قول الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَة مِنْهُ وَفَضْل وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 175] وفي هذا بِشارة طيبة لكلِّ مَن سار على درب بِشر بن عبَّاد رضي الله عنه نموذج المحبِّ المتدبِّر.
أَحِبَّ القرآن الكريم:
لا يخفى على أحد منَّا أنَّ القلب إذا أحبَّ شيئًا تعلَّق به واشتاقَ إليه اشتِياقًا عظيمًا وشغف به وانقَطَع عمَّا سِواه والقلب إذا أحبَّ القرآن تلذَّذ بقِراءته واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبُّر المكين والفهم العميق وإذا لم يُوجَد الحبُّ فإنَّ إقبال القلب على القُرآن يكون صعبًا وانقيادُه إليه يكون شاقًّا لا يحصل إلاَّ بمجاهدة ومغالبة وعليه: فتحصيل حبِّ القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات تدبُّر القُرآن الكريم ولهذا قال أبو عُبَيد: لا يسأل عبدٌ عن نفسه إلاَّ بالقرآن فإن كان يحبُّ القُرآن فإنَّه يحب الله ورسوله .
تَخلَّص من الهمِّ والكرب:
لكي تتخلَّص من الهم والكرب والقلق المستمر وتهنَأ بقراءة القرآن الكريم فهنا حلٌّ عظيم من صيدليَّة المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم- لهذا أرجو أنْ تعيشَ مع هذا الدُّعاء العظيم الذي فيه سبيلُ الخلاص من الكروب فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابَه همٌّ أو حزنٌ: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك ناصيتي بيدك ماض فِيَّ حُكمُك عدلٌ فِيَّ قَضاؤك أسألك بكلِّ اسم هو لك سمَّيتَ به نفسك أو أنزَلتَه في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استَأثَرت به في عِلم الغَيْب عندك أنْ تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صَدرِي وجلاء حزني وذهاب همي - إلا أذهَبَ الله همَّه وأبدَلَه مكان حزنه فرحًا)) قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أنْ نتعلَّم هذه الكلمات؟ قال: ((أجل ينبغي لِمَن سمعهن أن يتعلَّمهن)).
نَوِّرْ به القلب:
مَن مِنَّا لا يريد أنْ يُنوِّر الله قلبَه فيحس بالسعادة والطمأنينة ويريد أنْ تكون حَياته كلها أنوارًا إيمانيَّة إذا طَعِمَ تلذَّذ وإذا شرب تلذَّذ وإذا قام بين يدي الله مصليًا أحسَّ بالحلاوة والراحة ففي القرآن الكريم كلُّ ذلك قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم ﴾ [الشورى: 52]
قال ابن تيميَّة: مَن تدبَّر القرآن طالبًا الهدى منه تبيَّن له طريق الحق .
وقال القرطبي: فإذا استَمَع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنَّة نبيِّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- بنيَّة صادقة على ما يحبُّ الله أفهَمَه كما يجبُ وجعل في قلبه نورًا
قال أحمد بن أبي الحواري: إنِّي لَأقرأُ القُرآن وأنظُر في آيِهِ فيحير عقلي بها وأعجب من حفَّاظ القرآن كيف يهنهم النوم ويسعهم أنْ يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يَتلون كلام الله أمَا إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقَّه فتلذَّذوا به واستحلوا المناجاة لذهبَ عنهم النومُ فرحًا بما قد رُزِقوا .
===
ماذا تريد النساء؟
بقلم: خالد أبو الخير
هذا السؤال حير الفلاسفة والحكماء والرجال عموماً وثمة منهم من عجز عن إيجاد إجابة له فاعتزلهن أو حاول أن يتمثل ما يردنه عله يلقى قبولًا.
وفي المقابل ثمة من الرجال من يتشدد في وضع شروط للمرأة التي يريد خطبتها ومن الصعب توفرها في امرأة على الأرض.
وقد حوت كتب التراث العديد من الحكايات التي تدلل على ذلك.
الرجل الشجاع
في ظن الكثيرين أن المرأة تريد الرجل الفارس الشجاع والوسيم الذي يخوض المعارك غير هياب مثلما حدث مع ثمامة العوفي وهو من فرسان العرب المشهورين ومن المختالين بأنفسهم.
فقد رأى ثمامة ذات ظرف وجمال فقال: طوبى لمن كان له امرأة مثلك ثم اتبعها رسولًا يسألها ألها زوج؟ ويذكره لها فقالت الجارية للرسول: وما حرفته؟ فأبلغه الرسول ذلك فقال: ارجع إليها وقل لها:
وسائلة عن حرفتي قلت حرفتي مقارعة الأبطال في كل مازق
وضربي طلى الأبطال بالسيف معلماً إذا زحف الصفان تحت الخوافق
ابنة ذي الجدين
فلما قرأت الشعر قالت للرسول: قل له: فديتك! أنت أسد فاطلب لك لبؤة فإني ظبية أحتاج إلى غزال.. وأنشدته: ألا إنما أبغي جوادا بماله ... كريما محياه كثير الصدائق .
ولعل حظ لقيط بن زرارة كان أفضل وهو فارس من فرسان العرب كثير التزين والتجمل فقد دخل على والده يوماً فقال له: مالي أراك مختالًا؟ كأنك جئتني بابنة ذي الجدّين أو مائة من هجائن الملك النعمان بن المنذر!
فقال: والله لا يمسّ رأسي دهن حتى آتيك بهما أو أبلي عذرا!
فانطلق حتى اتى ذا الجدين وهو قيس بن مسعود الشيباني سمي بذلك لأنه كان ذو جد عند الملوك وجد في الحرب وحين وصله وجده جالسا في نادي قومه من شيبان فخطب إليه ابنته علانية فقال له: جئت تخطب ابنتي على ملأ من القوم هلَّا ناجيتني يا أخا العرب؟ من أنت؟ قال: لقيط بن زرارة قال: لا جرم لا تبيتن فينا عزباً ولا محروماً! فزوّجه وساق عنه المهر.
لكن لقيط لم يقنع بما منحه إياه ذا الجدين وقال: بقي شيء يا سيد بني شيبان أن أذهب إلى الملك النعمان بن المنذر وأخذ 200 من هجائنه هذا مهري لابنة ذي الجدين.
ثم خرج إلى النعمان فجاء بمائتين من هجائنه وأقبل إلى أبيه وقد وفى بنذره.
والعرب كانت تعتبر ان هجائن الملك النعمان بن المنذر خير مهر سواء سرقها الخاطب أو كسبها فقد سبقه عنترة بن شداد إلى ذلك عندما طلب منه عمه ان يأتي له بألف من نوقه المسماة العصافير مهراً لعبلة وذهب عنتره بمفرده الي الحيرة وأغار علي بساتين النعمان وساق ألفا من النوق العصافير ولكن جنود النعمان حاصروه وقبضوا عليه وأودعه النعمان السجن فالكثرة غلبت الشجاعة وحين جاؤوا به من السجن مقيداً بالسلاسل قال عنترة قصيدته التي مطلعها:
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ.
وفيها يقول:
إن كنت تعلمُ يا نعمانُ أن يدي * قصيرةٌ عنك فالأيام تنقلب
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها * عند التقلب في أنيابها العطب
وعندما علم الملك النعمان أنه عنترة أبدى إعجابه بشجاعته وأطلق سراحه وأعطاه النوق التي يريدها.
ابنة الملك النعمان
ومن الذين خطبوا نساء لغاية في انفسهم المغيرة بن شعبة والي الكوفة وقد سار إلى دير هند بنت النعمان وهي فيه عمياء مترهبة وقد طعنت في السن فاستأذن عليها فقالت: من أنت؟ قال المغيرة ين شعبة الثقفي. قالت: ما حاجتك؟ قال: جئت خاطبًا! قالت: إنك لم تكن جئتني لجمال ولا مال ولكنك أردت أن تتشرف في محافل العرب فتقول تزوجت بنت النعمان بن المنذر وإلا فأي خير في اجتماع عمياء وأعور؟ فعاد يجر أذيال الخيبة.
وهند هذه هي صغرى بنات الملك النعمان ترهبت ولبست المسوح بعد غضب كسرى على أبيها النعمان وحبسه وموته في حبسه وأقامت في دير بنَته بين الحيرة والكوفة عُرف بدير هند الصغرى (للتمييز بينه وبين دير هند بنت الحارث).
ثم زال ملك الفرس ودخل خالد بن الوليد رضي الله عنه الحيرة فزارها في الدير وعرض عليها الإسلام فاعتذرت بكبر سنها عن تغيير دينها فأمر لها بمعونة وكسوة فقالت: ما لي إلى شيء من هذا حاجة لي عبدان يزرعان مزرعة لي أتقوت منها ودعت له.
ولما خرج خالد من عندها جاءها النصارى فسألوها عما صنع بها فقالت:
صان لي ذمتي وأكرم وجهي
إنما يُكرم الكريمَ الكريمُ
وللمغيرة بن شعبة قصة أخرى رواها الشعبي إذ قال: سَمِعت المغيرة بن شعبة يَقُول مَا غلبني أحد قطّ إِلَّا غُلَام من بنى الْحَارِث بن كَعْب وَذَلِكَ أنني خطبت امْرَأَة من بني الْحَارِث وعندي شَاب مِنْهُم فأصغى إِلَى فَقَالَ: أَيهَا الْأَمِير لا خير لك فِيهَا. قلت: يَا ابْنَ أخي ومَالهَا قال: إني رَأَيْت رجلا يقبلهَا. قَالَ: برئت مِنْهَا.
وبعد فترة بلغني أَن الْفَتى تزَوجهَا . فاستدعيته وقلت له: ألم تخبرني أَنَّك رَأَيْت رجلًا يقبلهَا؟!
قَال: بلَى.. رَأَيْت أَبَاهَا يقبلهَا!
امرأة في الجنة
وأورد ابن طيفور في كتابه بلاغة النساء ان الفضل بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال لرقية بنت متعب بن عتبة بن أبي لهب: التمسي لي امرأة إن قامت أضعفت وإن مشت رفرفت تروع من بعيد وتفتن من قريب تسر من عاشرت وتكرم من جاورت وتبذ من فاخرت ودودًا ولودًا قعودًا لا تعرف إلا أهلها ولا تهوى إلا بعلها.
قالت: يا بن عم اخطب هذه إلى ربك في الجنة بالعمل الصالح فأما الدنيا فما أحسبك تجدها فيها.
===


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)