الجزائر

المعارضة تنهج سياسة الأرض المحروقة للوصول إلى الحكم على حساب مصلحة البلاد



المعارضة تنهج سياسة الأرض المحروقة للوصول إلى الحكم على حساب مصلحة البلاد
عبر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عن استيائه من أداء الطبقة السياسية المعارضة، المبني على ”زرع المنكرات واعتماد سياسة الأرض المحروقة من أجل الوصول إلى الحكم، حتى وإن كان على حساب مصلحة البلاد وأشلاء الشعب”.قال بوتفليقة، في رسالة وجهها بمناسبة عيد النصر المصادف ل19 مارس، إن المعارضة ”أناس اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا”، ووعد بانتهاج الحزم والصرامة في الدفاع عن الدولة الجزائرية، معتبرا ذلك واجبا دستوريا وشرعيا، وعدم الوقوف وقفة المتفرج، مضيفا أن ”الكثيرين منا ينساقون، ويا للأسف لأسباب مفتعلة باطلة، إلى سقوط أخلاقي، سقوط حضاري، يتنافى وكل مقومات المواطنة الصادقة المسؤولة”، ووصف المعارضة ب”أدعياء السياسة” مكلفين بمهمة ”بث الخوف والإحباط في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته وإلى هدم ثقتهم في الحاضر والمستقبل”.وأضاف الرئيس أنه ”يجب على أخيار هذه الأمة أن يتجندوا ويتكتلوا من أجل رص بنيان الجبهة الداخلية، درءا لمخاطر السياق الراهن في منطقتنا التي تعج بشتى أنواع الاضطرابات والتهديدات”، موضحا أن بناء هذه الجبهة الداخلية يعنينا جميعا، ووسيلته الحوار وتوحيد الكلمة والمواقف، وتابع بأنه ”لما كنا نؤمن بفضائل الحوار ونحبذ الجنوح إليه ونقبله مع من خالفنا في التصور السياسي لتدبير شؤون البلاد، ومن ناقضنا بأحسن مما نأتي به، لا نرى ضيرا في أن نطرق باب هذا الحوار، على ألا يكون من يأتي إليه ذا موقف مبيت على المساس بما هو قائم بمقتضى الدستور ومكرس بالإرادة الشعبية الصريحة”.وأبرز بوتفليقة أن استغلال الطاقة غير التقليدية سيكون في إطار الحفاظ على صحة الساكنة والبيئة، قائلا إن استغلال هذه الثروات الطبيعة الوطنية الضرورية للأمن الطاقوي للبلاد، لن يتم إلا عندما يتم توفير جميع الشروط والضمانات الأمنية الكاملة للمواطن وبيئته الطبيعية، وتابع بأنه ”أقدمنا على مباشرة عمليات استكشاف قدرات البلاد من الغاز الصخري، وكل ما يجري حاليا ينحصر في عمليات الاستكشاف والتقييم لا غير دون أن يغيب عنا ولو للحظة أنه لا يحق ولا يمكن لأحد أن يجنح إلى التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد وانطلاقا من قناعات ثابتة ومؤكدة لا يمكن نقضها، وإننا سنلتزم بهذا النهج حتى يبلغ مبلغه”، وواصل بأن ”كل ما يجري حاليا ينحصر في عمليات الاستكشاف والتقييم المعمق لمكنونات باطن أرض الجزائر من الغاز والبترول ومن الغاز الصخري، وليس استغلالا حقيقيا لهذا المورد الطاقوي، حتى نتمكن من ”التخطيط للمراحل المقبلة لتنميتنا الوطنية”، مشددا على أن المحافظة على صحة المواطنين وبيئتهم يعد خطا أحمر لا يمكن للدولة ولا لأي طرف آخر أن يتخطاه. ودعا المواطنين إلى التحلي بالحكمة.وذكر رئيس الجمهورية أن المناطق الصحراوية لا يمكن اعتبارها مجرد خزان للمواد الطاقوية وإنما هي جزء لا يتجزأ من البلاد، لها مكانتها لدى جميع الأمة، وتمكينهم أكثر من أي وقت مضى من البرامج التنموية التي ترقى لمكانتها وأهميتها في الاستراتيجية التنموية المتوازنة للجزائر.وفيما يتصل بالأحداث التي هزت ولاية غرداية، جدد الرئيس تمسك الحكومة بإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال توفير الإمكانيات اللازمة لذلك، في إطار الحفاظ على الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن غرداية كانت عنوانا للتعايش على مر العصور، وأبرز أن نجاح التنمية يستدعي تضافر جهود كافة القوى الحية ضمن مسعى يقوم على الثقة بأن الدولة حريصة كل الحرص على مصلحة الشعب ولا يمكنها البتة التضحية بها مهما كان المقابل.وخاطب بوتفليقة سكان غرداية قائلا ”إنكم فعلتم ذلك، كذلك، بفضل جنوحكم الطوعي والصريح إلى السلم، وبفضل ما تتمتعون به من حس بالمسؤولية وبالإخاء، كان على الدوام عنوانا لتعاملاتكم وكان له الرجحان في كل الظروف”.ووعد الرئيس ببعث برامج تنموية أخرى ومخططات موجهة لتحسين الظروف المعيشية لسكان الجنوب وتحقيق تغير نوعي يرتقي بهم إلى مستوى من التطور يضاهي ذلك السائد في شمال البلاد، وأعلن أن التقسيم الإداري الجديد لمناطق الجنوب كأداة لتسريع التنمية سينفذ فور الفراغ قبليا من الإجراءات الإدارية. وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد أن الدولة ”ستوفر جميع الوسائل والإمكانيات الضرورية لتحقيق ذلك، وأنها عاقدة العزم في سياستها الرامية إلى تعميم التنمية عبر كامل التراب الوطني، وهي ماضية في إخراج البلاد مما لا زالت تعانيه من مظاهر التخلف وقصور التنمية”، مع الدعوة إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الترابية للبلاد.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)