الجزائر

المعارضة تفكر بمنطق "نترقب"



المعارضة تفكر بمنطق
تراقب المعارضة بانتباه واهتمام شديدين التحولات التي تمت الشهر الجاري على هرم مديرية الاستعلام والأمن، وما سيترتب عنها من إفرازات على الساحة السياسية.فقد أورد الوزير السابق، عبد العزيز رحابي، في اتصال هاتفي مع “الخبر”، أمس، أن “تغيير القيادات الأمنية والعسكرية لا يؤثر في المعارضة ووجودها”، غير أنه لاحظ أن “الذين يقولون إن لديهم امتدادا داخل قيادة الجيش (بما فيها المخابرات) والذين كانوا يراهنون على حدوث خلافات في صفوف هذه القيادة مخطئون في حساباتهم، لأن السلطة متلاحمة والقيادات الأمنية والعسكرية تقف سندا للرئيس منذ توليه الحكم سنة 1999”. ويشير وزير الاتصال الأسبق، هنا، إلى صفوة من القيادات السياسية التي شغلت مناصب في السلطة ولازال يراودها حلم الحصول على حظوة الجيش واستخلاف الرئيس بوتفليقة. ورأى رحابي أنه “لا بديل أمام المعارضة سوى الاعتماد على نفسها”.وانتقد رحابي طريقة إخراج وتسويق التغييرات في المؤسسة العسكرية والتي لم تخل، حسبهن من إثارة إعلامية وسياسية، لكونها ترسخ على وجه الخصوص وأكثر من وقت مضى لدى الرأي العام الوطني والدولي الصورة النمطية المتداولة حول الطبيعة العسكرية لنظام الحكم في الجزائر.وأبرز كريم طابو، منسق الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي، قيد التأسيس، حاجة المعارضة لتغيير مناهج العمل والخطاب السياسي وقال “هي مرغمة في المرحلة الحالية على الاستثمار في المجتمع، وطرح بدائل جديدة للجزائريين بدل المراهنة على صراع الأجنحة أو التحالف مع جناح فيها لقيادة مسار التحول الديمقراطي في الجزائر”، مؤكدا “يجب ألا ننسى ما دور جهاز البوليس السياسي في تفكيك واختراق المعارضة والأحزاب السياسية”. وقال رئيس “جيل جديد” جيلالي سفيان بدوره، إن “المشهد يتسم بغموض شديد ومن السابق لأوانه القول إن كانت إعادة هيكلة مديرية الاستعلام والأمن وتغيير قياداتها في صالح المعارضة أو مضر بها”، موضحا “لا يمكن رسم صورة للمستقبل في غياب معطيات كاملة”، غير أنه طرح سيناريو أن تؤدي التغييرات الحالي إلى تعزيز سطوة جناح الرئاسة على القرار السياسي وهذا “يضع حسبه المعارضة تحت ضغط شديد كما يشكل خطرا على الجزائر”.وتبدو الأحزاب الإسلامية أقل تحفظا على التغييرات التي تمت مؤخرا في هرم المؤسسة العسكرية والأمنية، حيث شكلت التغييرات الأخيرة سقوط رموز عرف عنها معارضتها لقوى الإسلام السياسي، وفي هذا الصدد، ألح أمين عام حركة “النهضة” محمد ذويبي على استغلال الفرصة لتصحيح الأوضاع السياسية المرتدية عبر المضي نحو الفصل بين السياسي والعسكري، مجددا الدعوة للسلطة للانفتاح على المعارضة وتحقيق التوافق السياسي في الجزائر. وتابع الأيام المقبلة ستبين لنا ما مدى جدية السلطة في المضي نحو إصلاح سياسي عبر وضع أدوات لنزاهة الانتخابات. مشيرا إلى أن المعارضة ستواصل لعب أدوراها منفردة أو في إطار التحالفات ومنها التنسيقية من أجل الانتقال الديمقراطي، موضحا “مستقبل التنسيقية مرتبط بتحقيق الأرضية التي وضعتها”.ورفض مسؤولو أحزاب سياسية معارضة عدم التعاطي مع الموضوع بحجة عدم اتضاح المشهد، كما أظهر قادة أحزاب حساسية تجاه سؤال حول مصير القيادات السياسية المعارضة صاحبة القبعة المزدوجة التي تولت مهام لصالح “الدياراس” خلال عقود طويلة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)