المطلقّات القاصرات والمصير المجهول

من الواقع
لا يتعدى عمرهن 17 عاما، يجدن أنفسهن أمام مسئولية أسرة أطفال على الأيدي وزوج كبير السن أكبر منهن بعشرات السنين فمأساتهن لا تقتصر عما يتعرضن له في الزواج من إهانة بل يمتد العمر بهن عند الطلاق فتنطفئ براءتهن وتتحول طفولتهن إلى تعاسة بعد أن يحملن اللقب الجديد - مطلقة.- فما الذي يحدث للفتيات القاصرات بعد الطلاق؟.. والتأثير النفسي عليهن؟.. أسئلة حاول صوت الغرب الوصول إلى إجابتها في السطور التالية.
تكتبها: زهرة
فالفتيات القاصرات اللواتي يتزوجن من أثرياء يكبرهن في السن يجهلن إلى طريقهن بعد الطلاق، فمنهن من يتحوّلن إلى عاهرات يتجهن لممارسة الرذيلة حيث يبدأن ينظرن لأنفسهن بدونية واضحة، ويشعرن أنهن مثل سلعة تباع وتشترى نتيجة ما يتعرضن له أثناء هذا الزواج من مخاطر نفسية حسب أخصائية في هذا المجال. أما النوع الثاني فهو الذي يلجأ للزواج مرة أخرى ولكن من رجال مغتربين بهدف الحصول على الجنسية يرغبون في استغلالهن والحصول على الأموال مما يوقعهن في أزمة أكبر، خاصة وأن هؤلاء الرجال يعاملوهن بشكل سيء ويمارسون العنف ضدهن طوال الوقت، فيتعرضن لصدمة نفسية بكل المقاييس وبعد الطلاق تبدأ بمحاولة إثبات أبنائهن الذين أنجبوهن ثم يعدن مرة أخرى لدائرة الفقر والقهر التي خرجن منها .
كما أنهن يتعرضن للعنف بكل أنواعه أثناء زواجهن من الأثرياء الطاعنين في السن الذين عادة ما يكونون مصابين بأمراض نفسية تؤثر عليهن، مما يجعلهن بعد الطلاق غير قادرات على مواجهة الحياة، حتى العلاج النفسي لا تستطعن الحصول عليه لارتفاع أسعاره بصورة لا تتناسب مع مستواهن الاقتصادي. كما أن زواجهن في سن صغيرة دون أن تكتمل أعضاءهن التناسلية، يجعلهن عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التناسلي الأخرى
وفي السياق تفسه، تقول إحدى المختصات في علن النفس، الطبيبة نريمان، ك :"إن أغلبهن يعيش في قدر كبير من المهانة بعد الخروج من تلك التجربة التي يتعاملن بها كأنهن جزء من صفقة، بالإضافة إلى ما يعانين منه من نظرة سيئة من مجتمع الذي لا يعترف بحقوق المطلقات". مؤكدة في السياق ذاته أن القليل منهن يشعرن بالراحة للتخلص من هذا العبء الذي تم إلقاؤه فوق ظهرهن.