الجزائر

المطالبة بتوفير المرافق لصقل المواهب



كرّمت الجمعية الرياضية للإعاقة الذهنية أطفال التريزوميا والمصابين بإعاقات ذهنية خفيفة، الفائزين في الأولمبياد الإقليمية التاسعة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا «مينا»، حيث حاز المشاركون على 28 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية. وأمام هذا الانتصار الكبير ارتأت الجمعية أن تخصهم باحتفالية مميزة نظير الجهود التي بذلوها، والتي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أنها فئة قادرة على إثبات الوجود والاندماج في المجتمع.تمت فعاليات الحفل بالمناسبة في جو بهيج بقاعة المحاضرات التابعة لبلدية القبة، حيث امتلأت القاعة بالأطفال وأوليائهم الذين أبوا إلا أن يقاسموا أبناءهم فرحة الاحتفال بهذا الانتصار من جهة، وبما يتمتع به أبناؤهم من قدرات بحاجة فقط إلى مرافقة ومتابعة.
وفي دردشة «المساء» مع رئيسة الجمعية السيدة حميدة بوسكسو، أكدت أن الأطفال المصابين بالتريزوميا يملكون مؤهلات كبيرة خاصة في المجال الرياضي، حيث أثبتت التجربة الميدانية أنهم قادرون على التحكم في عدد من الرياضات، مثل السباحة ومختلف ألعاب القوى وكرة السلة على الكراسي، موضحة: «الدليل على ذلك حجم الميداليات التي جمعوها؛ إذ قُدرت الذهبية منها فقط ب 15 ميدالية؛ ما يعكس قوة الإرادة التي يمتلكونها».
من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أن أطفال التريزوميا من المنخرطين في الحركة الجمعوية بقدر حماسهم وإبدائهم للاستعداد الكبير للعمل والتعلم، تقابلهم جملة من المتاعب والعراقيل التي تحول دون تمكّنهم من ممارسة كل الرياضات التي يرغبون فيها بالنظر إلى قلة المرافق والمراكز التي يُفترض أن تحتضنهم لممارسة مختلف التدريبات. وبالمناسبة تقول: «أوجه نداء إلى المسؤولين من أجل برمجة منافسات وطنية، ليتمكن الرياضيون من أطفال التريزوميا، من صقل مواهبهم من جهة، والاهتمام، من جهة أخرى، بتأمين الفضاءات التي تمكّنهم من الحصول على فرصة التدريب والتحضير، خاصة أننا مقبلون على المشاركة في المنافسات العالمية التي نعوّل عليها لتحقيق المراتب الأولى».
وعن الطريقة التي يتم على أساسها اختيار أطفال التريزوميا في رياضة دون أخرى، أشارت رئيسة الجمعية إلى أنّ الانطلاقة تكون بالنظر إلى ميول الأطفال وقدراتهم التي تظهر في بعض الرياضات دون الأخرى، من خلال إخضاعهم لمنافسات، يتم على أساسها الاختيار، مردفة أنّ أطفال التريزوميا عموما يحبون ممارسة الرياضة، ولعل هذا المحفز يجعلهم قادرين على تحقيق النجاح بقليل من الجهد؛ لأن الإرادة متوفرة».
واقتربت «المساء» من بعض الأطفال المشاركين في المنافسة، حيث أعرب عبد الرحمان البالغ من العمر 12 سنة والحائز على ميدالية ذهبية في السباحة، أعرب عن سعادته الكبيرة بالتكريم، وقال بالمناسبة إن فوزه جعله يشعر بأنه بطل، وهو يتمنى لكل أطفال التريزوميا أن يحققوا نجاحات مثله، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند عبد العالي، الذي قال في معرض حديثه، إنه يحب ممارسة الرياضة، ويتطلع، هو الآخر، للمشاركة مثل باقي زملائه، في المنافسات وحصد الميداليات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)