أكد القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، أن واقع الحركة الإسلامية في الجزائر يختلف عن واقع غيرها في البلدان الأخرى، وأبرز أن التحدي أمام الحركة الإسلامية هو تغليب الحوار والتواصل مع المخالف، ومحاولة إيجاد مساحة آمنة ينطلق منها التعايش والاستقرار للحفاظ على المكتسب المشترك وهو الدولة والشعب.أفاد عبد الرحمان سعيدي، في حوار خص به ”الشرق الأوسط”، أن الحركات المسلحة في الجزائر وفي العالم العربي كالقاعدة وأنصار الشريعة والدولة الإسلامية، ترفع شعار الجهاد المبارك وتستغله وتدمجه في مسار القتل وسفك دماء الأبرياء خاصة، مشيرا إلى الخلافات الطائفية التي تكمن قوتها في أمور لها صلة بالعرق والتمييز الإثني، ولها صلة بشرعية ريادة وقيادة الأمة الإسلامية، ولها صلة بالدماء والأحقاد التاريخية، ما يجعل اللعب على وترها أمرا في غاية الخطورة. فثنائية السنة والشيعة، يضيف المتحدث، هي حرب استنزاف طويلة المدى، وحبس للأمة الإسلامية في تاريخها وماضيها، ما يجعلها تعيش في غيبوبة، على حد تعبيره. وعن ظهور تنظيم ”الدولة الإسلامية” الذي ما زال يثير الجدل، والتحول الذي وقع بعد بروزه، أوضح سعيدي أنه توقع نهايته بعد مقتل بن لادن، وتراجع في منطقة فُقد فيها كثير من الرهانات السياسية والاقتصادية العالمية، إلا أنه وقع تحول منهجي وعقائدي ببلاد الرافدين والشام، في الوقت الذي لم تمس المصالح الأمريكية، وإسرائيل، وعمقها الأمني في منطقة الشرق الأوسط، ولم تتبن هذه الحركات التي تدعي الجهاد القضية الفلسطينية ومقاومة الكيان الصهيوني، فتنظيم الدولة إرهابي بامتياز، وما يحدث هو معادلة إرهابية لتسوية خرائط جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، لتحقيق مصالح غربية استراتيجية عن مدارات التقارب المذهبي والطائفي الذي عرفته منذ فترة.وفي السياق ذاته، أوضح قيادي حمس أن التطرف هو نقيض الاعتدال والوسطية، يظهر وينمو في مناخ وظروف القهر والظلم والاستبداد، فهو حالة نفسية قبل أن يكون عقائدية أو فكرية، فهو وضعية فيها الاختلال وفقدان التوازن النفسي والمعرفي والفكري مع البيئة الخارجية، مؤكدا أنّ عملية عرض الجهاد الاستعراضي تدمر جهودا دعوية وثقافية كثيرة، فالإسلام متضرر كثيرا من هذه التنظيمات، ”رغم تطمين الغرب لنا على أن الإسلام ليس إرهابا، لكنه خطاب رسمي لا يتعدى حدود المؤسسات، وما ينفذ ويتمدد عند الرأي العام الغربي الشعبي العام غير ذلك، خاصة وأن التنظيمات الإسلامية المعتدلة هي من أوائل ضحايا هذه التنظيمات لأنها تمثل عائقا ذاتيا أمام انتشار المسار الإرهابي، لأنها تحمل عنوانا مشابها لها وتنطلق من مرجعية واحدة”، على حد قوله.وأشار سعيدي إلى أن واقع الحركة الإسلامية في الجزائر يختلف عن غيرها، فالحركة عرفت انفتاحا سياسيا منذ بداية التسعينيات، لتجنح بعد ذلك إلى الاعتدال والوسطية وتصحيح صورة الإسلام، خاصة في شقه السياسي، فكانت المشاركة السياسية دافعا إلى الاستقرار والأمن، إلا أن المضاعفات السياسية والاجتماعية والتنظيمية، دفعها للانشقاق والانقسامات، حيث تقلص حجمها من خلال نتائج الانتخابات المختلفة، خاصة بعد أن استرجع النظام زمام المبادرة في الساحة السياسية، مؤكدا أن التحدي أمام الحركة الإسلامية هو تغليب الحوار والتواصل مع المخالف، ومحاولة إيجاد مساحة آمنة ينطلق منها التعايش والاستقرار للحفاظ على المكتسب المشترك وهو الدولة والشعب.وفي الأخير، أوضح المحدث أن التيار الإسلامي في الجزائر قائم، وهو مكون من المكونات الأساسية في المشهد السياسي والاجتماعي بالرغم من تراجعه الملحوظ في الاستحقاقات وانقساماته، لكنه في الشارع الجزائري يتشكل في مظاهر التدين والتضامن الاجتماعي والأبعاد الثقافية. وتابع بأن التجربة التونسية هي الأكثر نضجا من غيرها، نظرا لإدراك النهضة منذ البداية أهمية مسألة الشراكة في الحكم، وهذا ما ترجم في خطابها السياسي ودخولها بالترويكا، أي الثلاثية، خاصة وأن المغالبة في القوة والانتشار لم تفقدهم حكمة وعقلانية المشاركة والتعاون مع الآخر من أجل استقرار تونس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/08/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : خديجة قوجيل
المصدر : www.al-fadjr.com