قد يتساءل أحد عن سبب الاهتمام بابن خلدون في عصرنا، وقد بلغت الدراسات اللسانية في العالم مستويات من التفكير تضاهي أكثر العلوم الإنسانية والتكنولوجية غير أن هذا التقدم السريع جعلها تقيم قطيعة مع الدراسات اللسانية القديمة، وفي هذا التقدم السريع جعلها تقيم قطيعة مع الدراسات اللسانية القديمة، وفي هذا الصدد يقول تشومسكي: "وفي المقابل، انقطعت اللسانيات الحديثة بطواعية عن النظرية اللسانية التقليدية وحاولت إنشاء نظرية لسانية بكيفية جديدة كل الجدة ومستقلة. ولم يهتم اللسانيون المحترفون عموما إلا قليلا بالإسهامات المقدمة إلى النظرية اللسانية من قَبِل التقليد الأوروبي السابق، واهتموا بمسائل مختلفة جدا، داخل نطاق ثقافي بعيد عن أن يجعلهم مدركين للمسائل التي أثارتها الدراسات اللسانية الأكثر قدما، والتي أوصلت إلى النتائج المحققة إلى حدّ الآن، ومازالت إلى اليوم نجهل كثيرا إسهامات الماضي هذه أو ننظر إليها باستخفاف غير خفي" ولم يكن العرب بمنأى عن هذا الموقف المجحف، وذلك لأنهم انساقوا وراء منجزات اللسانيات المعاصرة الوافدة من الغرب ـ والمغلوب مولع بالغالب دائما ـ تاركين وراءهم تراثا عربيا زاخرا ولهذا السبب فكرت في هذه الدراسة أن ألقي الضوء على الإسهامات اللسانية لابن خلدون، التي بقيت مجهولة رغم الدارسات والمقالات والكتب التي ألفت حوله فكانت عبارة عن تأملات ونظرات في المباحث اللسانية عنده، وما قابلها من نظريات وآراء في اللسانيات المعاصرة، بمختلف مدارسها ومناهجها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/10/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عمر لحسن
المصدر : اللّغة العربية Volume 9, Numéro 1, Pages 85-103