الافتتاحية
كرّست نسبة المشاركة في المحليات التي جرت يوم أمس الأول، المنحى نفسه الخاص بمستواها في تشريعيات العاشر ماي الماضي، مثلما كرّست غياب التفاعل الشعبي والمصداقية حتى لو حاولت السلطة إظهار بعض الشفافية التي لم تنجح في إبرازها، خصوصا عندما يظهر فيديو "يوتيوب" عملية تزوير بالجملة في مركز انتخابي بولاية تبسة للرفع من نسبة المشاركة أو لفائدة حزب سياسي … الانتخابات جرت، والمجالس البلدية والولائية اُنتخبت، ووزير الداخلية أعلن عن النتائج ونسب المشاركة و و و ..لكن المصداقية ظلت الغائب الأكبر، فالمواطن لايزال يعتقد أن كل ما يصدر عن السلطة غير صحيح، وما زال فاقدا للثقة في كافة الاستحقاقات التي تجرى.
وحين تغيب الأغلبية عن المشاركة في الانتخابات أو أي استحقاقات مشابهة فهذا معناه ضرورة تدارك المسألة، والبحث عن مصدر الخلل الكامن في السياسات المتّبعة، ونمط الانتخابات وآلياتها.
الغالبية العظمى تقاطع الانتخابات، والأقلية تشارك وأقلية الأقلية تحتفي بفوزها، مادام المشاركون ليسوا على قلب رجل واحد، فهذا وحده عامل قوي من عوامل غياب المصداقية والثقة. إن السلطة مطالبة بإصلاحات سياسية أكثر عمقا، وقوانين أكثر شفافية ومصداقية، تسمح للمواطن بالتعبير الحر عن رأيه بواسطة الاختيار النزيه لمنتخبيه في المجالس الوطنية والمحلية، وإبعاد مؤسسات الدولة عن اللعب السياسي الذي يضر بصورتها وهيبتها، وقتها يمكن الحديث عن الانتخابات في بلادنا..
تاريخ الإضافة : 30/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net