تعيش عجوز كفيفة في عقدها السابع أوضاعا اجتماعية مزرية.. تتخذ من سكن إيجاري بعمارة في مدينة المشرية ملجأ لها رفقة الجرذان والقطط، نتيجة الأوساخ المتراكمة داخل بيتها الذي تنبعث منه الروائح الكريهة الوضعية التي آلت إليها هذه العجوز رفقة ابنتها المصابة بعدة أمراض مزمنة، جعلتها تعيش حالة نفسية صعبة عقدت أزمتها، في ظل تخلي السلطات المحلية عنها وغياب تام لدور للخلية الجوارية التي من أهدافها حماية هذه الشرائح التي باتت تموت في صمت رهيب.الوضعية التي تعيشها المدعوة “كبير فاطنة”، البالغة من العمر 68 سنة رفقة ابنتها، تعكس مدى تنصل ولاة الأمور من المهام المُسندة إليهم. فبعد اكتشفتها جمعية “آفاق” الخيرية في إطار سلسلة الزيارات الميدانية التي تقوم بها إلى المعوزين، كنّا نظن أنّ المعضلة لا تختلف عن الحالات الأخرى التي تعيشها مئات العائلات بالمشرية، إلاّ أنّ ما عايناه أمر يصعب تصديقه، على خلفية أنّ الأخيرة تقبع منذ مدة داخل بيت لا يصلح حتّى للرعاية الحيوانية بسبب الأوساخ والفضلات المتراكمة.فحتى إن كانت الصورة الملتقطة تُبين حقيقة ما عايناه، إلاّ أنّه يستحيل وقوف شخص بداخله بالنظر للروائح المنبعثة منه، ومع ذلك تسكنه كبير فاطنة، والتي اغتيل زوجها منذ 12 سنة على أيدي الإرهابيين، ما جعلها تعيش وحيدة مكفوفة تحت رحمة ابنتها التي وصل بها الحد إلى الإعتداء عليها بالضرب والسب والشتم، حسبما أفادنا به جيرانها، وأضافوا أنه في حالة تقديم مساعدات إليها فإن ابنتها التي تمتهن التسول لا تقبلها. وقد تزامنت زيارتنا إليها مع وجود محضر تبليغ من الديوان الولائي للتسيير العقاري بالنعامة الذي يطالب منها تسديد مبالغ الكراء أو تعرضها إلى الطرد ومتابعتها قضائيا، وبالتالي سيكون مصيرها الشارع.وأنت تتحدث إلى السيدة فاطنة، ينتابك إحساس بالبكاء على الوضعية المزرية التي تعيشها، خاصة أنها لا تملك أي دخل مادي يكفل لها قوت يومها، علما أنها تبيت عدة ليال بدون أكل، وإن وجد فإنه يكون متسخا. إلى جانب كل هذا فإن كل المؤسسات “اتحدت” ضد هذه الحالة، على غرار سونلغاز التي قطعت عنها الكهرباء منذ شهر رمضان الكريم. زيادة على ذلك فإن مؤسسة الجزائرية للمياه كذلك قامت بنفس الفعل تاركة العجوز تتخبط في وسط مظلم. البنت المسماة “شريفة” غالبا ما تتوجه إلى الشوارع للتسول، ما يعني أنّها تغيب طوال اليوم عن بيتها وتعود خصيصا لمكابدة معاناة المبيت مع والدتها.ولمّا سألنا السيدة فاطنة عن المساعدات قالت إنها لم تتحصل حتى على قفة رمضان التي وعدها بها رئيس البلدية، وأنها تتلقى بعض الإعانات من طرف جيرانها، واعتبرت أنّ الموت أفضل لها من العيش في ولاية قلوب مسؤوليها قاسية ولا تلين لمثل هذه الوضعيات الإجتماعية السيئة. كما أن للسيدة بنت أخرى تعيش بمفردها ولها أيضا بنت معاقة تتكفل بها جمعية “آفاق” الخيرية. وقد استغلت السيدة وجود مراسل “الفجر” ببيتها لتوجه نداء إلى والي النعامة، تطالبه بمساعدتها والتدخل لحل مشكلتها وإعانتها على الاستفادة من منحة بحكم أنها زوجة ضحية إرهاب. ح. عتبي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/10/2010
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ح. عتبي
المصدر : www.al-fadjr.com