الجزائر

المشحاح والمرتاح...



تراوحت ردود فعل الجزائريين حول إقراض الجزائر خمسة ملايير دولار لصندوق النقد الدولي بين ناقم وساخر وساخط وغير مبالٍ، أما الذين نقموا على الأمر فكانت حجتهم أن الدولة تتصرف في مال الشعب دون استشارته ولا حتى إعطائه معلومات حول ما يوجد في الخزينة، وكان الأجدر بالحكومة أن تفكر في شعبها وفقره قبل أن تعطي الأفامي مالها مطلقين عنانهم للأمثال الشعبية مثل “مال المشحاح ياكلو المرتاح" و«خبز الدار ياكلو البراني"... وغيرها.
أما الذين سخروا فقالوا إن الدولة حرة في مالها وتتصرف فيه كما تشاء مادام الشعب وماله ملكها، مضيفين إنه منذ متى فكرت الدولة في مصلحة شعبها حتى تفكر فيه اليوم؟ إضافة إلى ذلك، فإن الشعب الذي يصرف ما قيمته سبعة ملايير دولار في السنة على الفليكسي والتلفون لا يهتم لمبلغ خمسة ملايير دولار للأفامي.
أما الذين لا يبالون للأمر فلهم أيضا حجتهم في ذلك، باعتبار أن المال المقروض لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، حيث أن لهم مجالهم المالي الخاص الذي لا يمكن للدولة الاقتراب منه أو التفكير فيه على الرغم من علمها به ولكن هناك غاشي فوق القانون.
هكذا تفرقت انطباعات الشعب حول مال الدولة الذي من المفترض أنه ماله واكتفى بالكلام والتهكم تارة، وبين القنطة والتذمرة مرة أخرى، لأنه يعرف أنه لن يغير شيئا لا بكلامه ولا بأفعاله.
هذه هي القناعة التي أصبحت راسخة في العقول، الشعب لا يمكن أن يُغيّر حتى لو غضب، فإن الدولة تملك آليات كبيرة لامتصاص الغضب دون أن يتغير أي شيء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)