"المشاركة المشروطة" تهدد بفشل مبادرة "الأفافاس"

"المعارضة تستغل الحراك الاجتماعي لتحقيق مكاسب سياسية"قال بلقاسم ساحلي، أمين حزب التحالف الوطني الجمهوري، إنّ حزبه سيتحفظ في المشاركة بندوة الإجماع الوطني إذا ما حضره أعضاء الحزب المنحل "الفيس"، مشيرا إلى أن الأمر متوقف على قائمة المشاركين في الندوة وواضعا خطوطا حمراء تحت ما سماه عدم تجاوز الشرعيات.وأكد ساحلي أمس، خلال اللقاء الثاني للتشاور السياسي الذي جمع حزبه مع حزب القوى الاشتراكية، أنّ جميع الأحزاب التي يتشاور معها الأفافاس سواء من السلطة أو من المعارضة، هي أحزاب "شرعية"، رافضا بذلك قبول التشاور مع شخصيات الأحزاب التي سماها "غير الشرعية" وهي الفيس حسب تصريحه، لأنه حزب حُلّ بقوة القانون، وبعض ممثليه ممنوعون من النشاط السياسي يضيف.وقال ساحلي إن حزبه متحفظ حول مشاركته في ندوة الإجماع الوطني قائلا "سنحدد موقفنا من المشاركة عند الإفراج عن قائمة المشاركين فقد نرفض المشاركة أو تكون مشاركتنا جزئية"، وذلك رغم الترحيب المبدئي بالمبادرة وما جاء فيها على حد قول ساحلي.تصريحات ساحلي توحي بأن حزب التحالف الوطني يضع شروطا هو الآخر حول مشاركة الحزب في ندوة الإجماع، كالتي وضعها أول أمس أمين حزب تاج عمار غول عندما التقى بالأفافاس، التي من بينها، عدم المساس بشرعية المؤسسات وكذا رفض فكرة الانتقال الديمقراطي"، رغم ترحيبه بمبادرة الإجماع التي أطلقها الأفافاس قائلا "المبادرة هامة ولكنها تحتاج لوقت أكبر بغض النظر عن تاريخ انعقادها".ويضاف موقف ساحلي إلى مواقف الأفلان والأرندي وذلك استنادا لقول "لدينا أطر مبدئية للمشاركة في ندوة الإجماع الوطني". وهي نفس الشروط التي دعا إليها من سبق ساحلي، والمتمثلة في عدم الطّعن في شرعية الرئيس والرئاسة والبرلمان والمجالس المنتخبة" ليضيف "لكننا لا نرفض أن يُنتقد أداء المؤسسات وأداء الحكومة ونواب البرلمان"، متحججا في كلامه بقوله "في بعض الأحيان الانتقاد يصبح واجبا".وأعاب ساحلي ما دعت إليه تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي بخصوص المظاهرة التي برمجتها في ال24 من الشهر الجاري، واعتبر هذه الخطوة "استغلالا سياسيا"، قائلا "نرفض أن تستغل المعارضة قضية الحراك الاجتماعي لتحقيق نقاط ومكاسب سياسية"، مشيرا في ذات السياق، إلى أن المظاهرة يصعب على الأحزاب التحكم فيها، داعيا إلى ضرورة استغلال القاعات لتبيان وجهات النظر.تجدر الإشارة، إلى أنّه تم تشكيل فوج تواصل بين حزب الأفافاس وحزب التحالف الوطني الجمهوري في إطار مشاورات الإجماع الوطني، ستنطلق فعالياته من خلال المكاتب الوطنية، تسلّم من خلالها مكتب التحالف الوطني وثيقة ما يسمى "الورقة البيضاء" قصد إبداء الآراء والمواقف من خلالها.