الجزائر

المسيحية تعتدي على حرمة رمضان



لا يختلف اثنان على أن ما حدث في تيزي وزو في شهر رمضان يعتبر سابقة خطيرة بكل المعايير ، وهذا ليس لكونه انتهاكا لحرمة الشهر فهذه مسألة حدثت و مازالت تحدث بشكل مستمر ولكن متستر من طرف ضعفاء العقيدة وبعض السفهاء، ولكن المسألة أخذت منعرجا خطيرا عندما تم الاعتداء على حرمة الشهر ومن خلاله على مشاعر الشعب الجزائري المسلم - والذي يعتبر من أكثر الشعوب الإسلامية احتراما لقدسية هذا الشهر- وهذا ما أدى إلى موجة استنكار عميقة نتيجة صدمة عنيفة في الشارع الجزائري لأن المنتهكين لحرمة الشهر لم يكن همهم الدفاع عن حريتهم بقدر ما كان وراء سلوكهم الساقط استفزاز المشاعر والتعبير عن حقدهم الدفين على الإسلام وأهله في الجزائر...وفي انتظار موقف رسمي يصون شرف الأمة ويحمي حرمة شهرها المقدس يحق لنا أن نتساءل عن طبيعة هذا التصرف الأرعن لشرذمة من المتطرفين الذين لا يمثلون منطقة القبائل المسلمة ولا يمكنهم أن يشوهوا مدينة تيزي وزو الشريفة التي سارع مواطنوها إلى التعبير عن استنكارهم لهذا السلوك الهمجي الذي يعكس أن من انتهك حرمة الشهر اقتحموا مدينة تيزي وزو من خارجها وحاولوا بشكل استعراضي لفت الانتباه إليهم من خلال التجمهر غير المرخص و تعطيل حركة المرور وشرب الخمور على قارعة الطريق في مظهر يذكر بقبائل التتار والمغول وهم يدخلون بغداد عاصمة النور والعلم . فإذا كان هؤلاء يزعمون بأنهم أتباع المسيحية فالمسيحية تزعم أنها تدعو إلى المحبة فقد أخبرنا الكبار أن بعض (الكولون) كانوا يعفون الصائمين في رمضان من الأعمال الشاقة بل كان بعضهم يحترم الجزائري الصائم أكثر من المفطر بدون رخصة فكانوا يكلفونه بضعف العمل، وإذا كان هؤلاء يرفعون شعار حرية التعبير فلم أسمع أن التعبير يتم بشرب الخمور وأكل الخنزير وسب الله ورسوله عبر مكبرات الصوت أمام مرأى ومسمع المارة الذين لو كانوا موافقين على جريمتهم لوقفوا معهم وساندوهم ولكن تركوهم كالمجانين أو المرضى النفسيين في حالتهم الهستيرية ، وهذا هو أكبر رد على أن هذه الحثالة عزلت نفسها في عقر دارها .
وأمام هذا التصرف هل يمكن القول بأن أحسن موقف تجاه هؤلاء هو تجاهلهم وعدم الرد عليهم وبأن ما حدث ذات صباح من أيام الله في رمضان في مفترق طرق (معطوب الوناس) هو لا حدث وتصرف طائش لا يتكرر مستقبلا ، ولكن من يضمن بأن هؤلاء الحاقدين لن يصعدوا من لهجتهم ويسجلون تصرفهم هذا باعتباره مكسبا يحسب لهم قد يشجعهم على المزيد من التمرد ، وكيف يمكن تصنيف هذه السابقة في تاريخ الجزائر المسلمة التي دفعت بالشهداء للتخلص من فرنسا (البنت الكبرى للمسيحية) وتمكنت من نزع الصليب من على صومعة مسجد (كتشاوة) الأشم ورفع الأذان بعد مرور أكثر من قرن على دخول جحافل الصليبيين للجزائر المسلمة، هل يمكن اعتبارها حرية تعبير تحت غطاء حرية المعتقد الذي يكفله القانون ، وماذا نفعل بقانون معاقبة (المجاهرة بالمعصية) الذي يكفل للصائم الشعور بالطمأنينة الدينية باعتبار أغلب المسيحيين في منطقة القبائل مجرد مرتدين عن دينهم ويبقون في نظر المجتمع (وكالين رمضان) لا أكثر ولا أقل ولا يمكن للمجتمع ان يهضم فكرة (مسيحي جزائري) لأن الدماء اختلطت منذ قرون بين العرب والأمازيغ لتصنع الجزائري المسلم الذي يحترم رمضان حتى ولوكان عاصيا فيتوقف عن شرب الخمر بأربعين يوما قبل بداية الشهر، والكل يعرف علاقة حركة (الماك) (بفرحات مهني) الداعي إلى المشروع الانفصالي من باريس عاصمة فرنسا الحاقدة على الجزائر والجزائريين والتي مازالت تستفز مشاعرنا في تمجيدها للاستعمار وترديدها مقولة ( لو أتيحت لنا الفرصة ثانية لكررنا ما فعلناه سابقا).
يتضح إذن أن ما قام به هؤلاء المرتزقة إنما تطبيق لتعليمات صارمة من وراء البحر بدعم من أبناء الحركة، في محاولة فاشلة لزعزعة الأمن والاستقرار الذي يراهن الكثير من الحاقدين على ضربه في الجزائر بكل قوة ، فمفترق طرق (معطوب الوناس) لن يتحول إلى (ميدان تحرير) تنقله الجزيرة على قنواتها وتدعوا المختصين والسياسيين للسمر على موائد النقاش حول مصير الجزائر وإمكانية تقسيمها وتفكيك وحدتها ، فالجزائر ليست للبيع ولن تعترف لا بربيع ولا بخريف عربي، ولن تسمح (لفرحات مهني) ولا (أنريكو ماسياس) ولا (برنار هنري ليفي) أن تطأ أقدامهم أرض الجزائر .
إن ما قام به هؤلاء لن يزيدنا إلا إصرارا على حبنا لديننا ووطننا وسنرفع أكف الدعاء والضراعة في هذه الأيام والليالي المباركة أن يرينا فيهم عزائم قدرته وأن ينتقم منهم ، قولوا آمين .
(*) جامعة الجلفة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)