الجزائر

المسلسلات ترفع شعار «التجديد هو الحل»



المسلسلات ترفع شعار «التجديد هو الحل»
يبدو أن موسم دراما رمضان القادم سيكون موسم غياب كبار نجوم المسلسلات ممن ظلوا متصدرين المشهد خلال السنوات الماضية مثل يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وصلاح السعدني ويسرا وليلى علوي وإلهام شاهين، فيما يستمر حضور الفنان عادل إمام بمسلسله «أستاذ ورئيس قسم» وسط أعمال نجوم من أجيال مختلفة.ومن خلال التحقيق التالي نستعرض رؤية المتخصصين في تأثير غياب هؤلاء النجوم في مستوى صناعة الدراما التلفزيونية وأسباب غيابهم ومدى قدرة الأجيال الجديدة على تقديم أعمال تحظى بنسب مشاهدة عالية.المخرج حسني صالح أكد أن غياب النجوم الكبار سيكون مؤثراً للغاية لأنهم عودوا المشاهدين على تقديم أعمال قوية، لكن هذا لا ينفي أن النجوم الشباب المميزين سيقدمون أعمالاً جيدة حرصاً منهم على اكتساب قاعدة جماهيرية أكبر، وفي النهاية يبقى الحكم الوحيد الفاصل ما بين القديم والجديد هو العمل المميز كتابة وتمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً، سيجذب الجمهور حتى لو قدمته وجوه جديدة.المنتج صادق الصباح أشار إلى أن النجوم الكبار لا يقبلون كثيراً بأعمال لا تناسب خبراتهم الفنية ولا ينشغلون بمسألة تواجدهم كل عام في دراما رمضان، وعلى سبيل المثال الفنان محمود عبد العزيز قدم مسلسل «محمود المصري» وغاب سنوات وبعدها قدم «باب الخلق» وأخذ راحة لسنة إلى أن قدم «جبل الحلال»، فهو يتغيب ليحضر لعمل قوي يعود به، وهذا الأمر ينطبق على الفنان يحيى الفخراني الذي قدم «الخواجة عبد القادر» وأخذ راحة لمدة عام وبعدها عاد بمسلسل «دهشة»، ورغم أنه سيغيب عن الدراما التلفزيونية هذا العام لكنه سيطل على جمهوره من خلال مسلسل «قصص الآيات في القرآن».وشدد الصباح على أن الجمهور أصبح لا يهتم بأسماء الأبطال فقط ونجوميتهم، لكن الموضوع الدرامي الجذاب يحقق تواصلاً أكبر مع المشاهدين الذين لهم الحق في تحديد الفنان الأكثر قدرة على الاستمرارية، وبالتالي فإن مصلحة الدراما المصرية والعربية تطلب اهتماماً أكبر بنوعية الموضوعات والأفكار التي تطرحها والتي تؤثر كثيراً في وجدان الناس.الناقدة ماجدة موريس قالت إن بعض النجوم حاولوا إيجاد مكان لأنفسهم وأصبح لهم جمهور، وبالتالي لم تعد هناك مشكلة حقيقية بوجود أجيال على الشاشة كل منهم يقدم أعماله، لكن الأزمة الأساسية تتمثل في جودة الأعمال لأن هناك أعمالاً حقيقية وكثيرة لكن يضيع بعضها في زحمة المسلسلات، واعتدنا أن الأعمال القوية هي القاعدة وليست الاستثناء، فحينما يقدم كل النجوم الشباب الموجودين من أحمد السقا، وكريم عبدالعزيز، وعمرو سعد، أعمالاً في رمضان فهم يحرصون على أن تكون قوية وجيدة، وبالتالي المشكلة هي في متابعة كل هذه الأعمال، لأن الدراما في السنوات الأخيرة احتلت المركز الأول في المشاهدة بالنسبة للجمهور المصري، ويأتي بعد ذلك الأفلام السينمائية لأسباب كثيرة منها الحالة الاقتصادية للأسرة المصرية والظروف المحيطة بمصر.الناقدة خيرية البشلاوي رأت أن مشكلة صناعة الدراما المصرية ليست في الفنانين لأنها تضم جيلاً كبيراً ومتوسطاً وصغيراً، فالدراما في الأعوام الماضية أفرزت عدداً كبيراً من الأجيال المختلفة، وهؤلاء قدموا أعمالاً جيدة بشهادة الجمهور والنقاد، ونجحوا بقوة، لكن المشكلة تتمثل في النصوص الدرامية، وبالتالي فإن الفنان المتمكن من أصحاب الخبرات لن يتنازل بتقديم نص ضعيف ومن الممكن أن يكون أحدهم يرغب في أن يستريح، وهذا حقه، ويعيد النظر ويراجع مسيرته الفنية وخطواته المقبلة بالنسبة للفنانين الكبار.وأوضحت البشلاوي أن مشاركة كريم عبد العزيز وأحمد السقا ومصطفى شعبان ومنة شلبي ونيللي كريم ورانيا يوسف وغيرهم يعد مكسباً للدراما في رمضان، فهذا الجيل أصبح لديه الخبرة والقدرة والطموح والتجربة والتمرد، يستطيعون تقديم أدوار جيدة وبالتأكيد سيتفاعل معهم الجمهور كما تفاعل مع الفخراني ونور الشريف ويسرا.الناقد الفني نادر عدلي قال إن شاشة رمضان ستفتقد نجوماً كباراً مثل نور الشريف والفخراني وهما دائماً ما يقدمان أعمالاً متميزة، لكن الشاشة الصغيرة هذا العام تضم نجوماً كثراً، كما أن أعمال رمضان لا تتأثر بغياب كبار النجوم لأن جمهورها جاهز وينتظرها، ولكن المهم ما العمل الذي سينجح من بين نحو خمسة وثلاثين مسلسلاً؟وأشار عدلي إلى أن أهم أسباب غياب الكبار أن النجوم الشباب نجحوا في التواجد في المواسم الرمضانية السابقة، وفي رمضان المقبل الذي سيشهد إنتاجاً درامياً جيداً، لأن جهات الإنتاج أصبحت تهتم كثيراً بالشكل والمضمون وهذا في مصلحة المسلسلات المصرية.أوضح المخرج محمد فاضل أن غياب كبار النجوم لن يؤثر بشكل كبير في الجمهور نظراً لانشغاله بقضاياه الحياتية والاقتصادية ولم يعد المزاج العام في مصلحة الفن كما كان في السابق، خاصة أن ضعف النصوص كان من كوارث الدراما في الفترة الأخيرة ما أسهم بشكل كبير في انصراف الناس عنها ، كما أن العملية الإنتاجية تبحث عن الإثارة بعيداً عن المضمون فكان طبيعياً أن ينصرف عنها بعض النجوم الكبار حفاظاً على مكانتهم عند الناس، ولا بد من حماية صناعة الدراما من الأعمال الهابطة وتقديم موضوعات تهم الأسرة المصرية والعربية بعيداً عن موضوعات الحب والخيانة والعشق الممنوع المنقولة عن الدراما التركية وغيرها من الأعمال التي لا تتناسب مع ثقافتنا الشرقية.أما الناقد طارق الشناوي فرأى أن دراما رمضان لن تتأثر بغياب كبار النجوم، فإيقاع الفنان يحيى الفخراني الرمضاني في الفترة الأخيرة يسجل حضوراً في عام وغياباً في آخر، وبالتالي غاب هذا العام عن سباق الموسم الرمضاني لأنه قدم مسلسل «دهشة» العام الماضي، ونفس الأمر ينطبق على الفنان محمود عبدالعزيز، وبالنسبة للفنان نور الشريف فحالته الصحية منعته من المشاركة هذا العام، والفنان صلاح السعدني لا يظهر في رمضان كل عام.وأوضح الشناوي أنه يوجد إحلال وتبديل في رمضان هذا العام ولا بد أن نعترف بظهور أسماء جديدة في الدراما نالت اهتمام الجمهور، وبالتالي الفضائيات وشركات الإنتاج، مثل نيللي كريم، عمرو يوسف، أمير كرارة، رانيا يوسف، يوسف الشريف، ومصطفى شعبان ، فظهر جيل وتحديداً بعد ثورة 25 يناير ، وظهور عدد من الأعمال تعتمد على البطولات الجماعية.وأضاف الشناوي: لا بد أن توجد مساحة للتجديد وهذا الأمر متعارف عليه منذ سنوات فنجد أنه في مدة ما كانت نادية الجندي، ونبيلة عبيد كل منهما تقدم مسلسلاً سنوياً فأصبحتا تغيبان، وهذه هي طبيعة الحياة.Share 0Tweet 0Share 0Share 0




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)