الجزائر

المسرحيات يتذكرن انطلاقهن ويجمعن



عادت الفنانات الجزائريات المشتغلات في المجال المسرحي للحديث عن بداياتهن الصعبة وسط المجتمع الذكوري، مطلع الستينات ونهاية السبعينات، حيث شاركت العديد من الفاعلات بشهاداتهن ضمن أشغال الدورة الأولى للمهرجان الوطني الثقافي للإنتاج المسرحي النسوي.ألقى الصحفي والباحث المهتم بالحركة المسرحية الجزائرية، كمال بن ديمراد، محاضرة على هامش أشغال الملتقى، تطرق فيها إلى البدايات المتعثرة نوعا ما للمرأة الجزائرية في بدايات الحركة المسرحية، والتي كانت قليلة، والتي عدها الباحث على رؤوس الأصابع، كما أشار في محاضرته إلى ثلاث أسماء أدبية كتبت عن المرأة كأنها كتبتها أنثى؛ وهي رشيد بوجدرة، محمد ديب والكاتب والمسرحي كاتب ياسين، مع تعداد النصوص والروايات التي تحولت إلى مسرحيات تحدثت عن المرأة بكل تفاصيلها من بينها وأهمها يقول الباحث رواية ''ليالي امرأة آرق'' للكاتب رشيد بوجدرة التي مثلتها الفنانة القديرة صونيا التي كانت حاضرة، وأكدت أنها لا تزال تستغرب عن كيفية كتابة بوجدرة تلك الرواية، لاحتوائها على تفاصيل جد حميمية للمرأة الجزائرية، والتي لا تتحدث عنها حتى مع أختها الأنثى في الكثير من الأحيان.
وانتقل الحديث بعد المحاضرة للممثلات اللائي كن حاضرات، حيث روت كل واحدة منهن أبرز محطاتها الفنية، وما عاشته في انطلاقاتها الفنية، ومن أبرز الشهادات كانت تلك التي سردتها المخرجة فوزية أيت الحاج ومديرة مسرح العلمة الجهوي، بعد عودتها من الإتحاد السوفياتي أين تحصلت على شهادتها في المسرح، حيث أكّدت أن الرجال في المسرح الوطني الذي قدمت فيه أول أعمالها، ومن بينهم المرحوم العربي زكال والمخرج يوسف شنيقي، لم يكونوا يحترمونها ولا عملها، فقط لكونها أنثى بينهم، ولم يتعودوا على التعامل مع الإناث في الإخراج خاصة، أما الممثلة القديرة فتيحة بربار، قالت إنها لم تكن معاناتها كبيرة، فقط لأن عائلتها تقبلت كونها ممثلة، ولكن التجاهل والمعانات كانت من خارج العائلة أكثر منها من الداخل.
رغم الشهادات التي كانت مؤثرة في أغلب التدخلات التي شاركت بها الفنانات، إلا أن القائمين على المسارح الجزائرية والمهرجانات الوطنية بشكل عام، أكدوا على ضرورة القضاء على العوائق التي لا تزال تعيقهن في الوقت الحالي، بدل العودة مع أخذ العبر من التجارب الماضية لتلقينها للجيل الجديد-.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)