الجزائر

المسرحي عمر فطموش لـ ''الخبر'' ''الجزائر سبقت تونس إلى المسرح الثوري بسنوات''


لنص المسرحي كأداة أدبية مهدد بالزوال تثبيت المهرجان الدولي للمسرح المحترف ببجاية تكريس لمبدأ اللامركزية يرى مدير المسرح الجهوي لبجاية، عمر فطموش، أن محاضرة المسرح والثورة ، التي تخللت فعاليات الطبعة الـ15 من المهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية، لم تأتِ بالجديد، مادامت الجزائر
سبقت  تونس إلى المسرح الثوري بسنوات، وقال إن بروز المسرح الاستعراضي
 سيحيل كاتب النص على التقاعد القسري. الخبر التقته وسألته.
مثلتم الجزائر، مؤخرا، في المهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية، بعرض أكّين إلبحر (ما وراء البحر)، كيف وجدت مستوى العروض المشاركة؟
- بصراحة، لم ألتمس فرقا كبيرا ما بين العروض المشاركة في فعاليات الطبعة الـ15 من المهرجان، فقد كان مستواها متقاربا إلى حد بعيد، الأمر الذي غيّر نظرتي للعديد من الفرق المسرحية، بما فيها تلك التي مثلت السودان، المملكة العربية السعودية، الكويت، الأردن.. وغيرها، حيث إن مستوى أعمالها كان عاديا إذا ما قورن بمستوى أعمالنا، خاصة ما تعلق بالأردن الذي يتهيأ له أنه قدم تجربة في قمة الاحترافية، وأنه أحدث ثورة في مسرح الطفل.
هل التمست ملامح ثورة الياسمين خلال المهرجان؟
- صحيح أنني خلال العرض الافتتاحي التمست بعض ملامح الثورة التونسية فوق الخشبة، والتي جسدتها لوحات فنية وقيم جمالية حاولت نقل العادات والتقاليد التونسية، إلا أنني تضايقت من الضجة العارمة التي رافقت مشاهد العرض، وهو ما جعل الجانب الاستعراضي يطغى على فعاليات المهرجان التي تخللها محاضرة حول المسرح والثورة ، أخالها لم تأتِ بالجديد، مادامت الجزائر سبقتت ونس  إلى المسرح الثوري من بسنوات.
أتعتقد أن بروز المسرح الاستعراضي سينعكس سلبا على نظيره الأدبي؟
- يبدو لي أن بروز هذا الجنس المسرحي الجديد سيتسبب في تراجع المسرح القائم على النص الأدبي، فهو يراهن على الصورة أكثر من أي شيء آخر، وهنا أقصد الفرجة والمتعة البصرية طبعا. وهذا تحاشيا لتشبيه مصير نظيره الأدبي بالاضمحلال والتلاشي، بدليل أن ثمة أربع دول أجنبية شاركت في المهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية دون أن تحتكم عروضها إلى نصوص، منها فرنسا وألمانيا اللتان بدا جليا تأثرهما بفنون السيرك ، التهريج ، الأقنعة .. وغيرها، ناهيك عن ارتكازهما على جسد الممثل لتبليغ الرسائل المرجوة، وهو ما أعتبره أمرا جميلا جدا. وعليه، أقرّ بأن النص المسرحي كأداة أدبية مهدد بالزوال، وأن المسرح الاستعراضي سيحيل كاتب النص على التقاعد القسري.
لقد تم تثبيت المهرجان الدولي للمسرح المحترف ببجاية، السنة الماضية، كيف ترى هذه الخطوة؟
- أولا، يطيب لي أن أحيّي وأرحب بمبادرة التثبيت، لأنها تعكس مبدأ اللامركزية الذي ترمي وزارة الثقافة إلى تكريسه. وأحيطكم علما أنني أعكف، حاليا، على توسيع دائرة نشاطات المهرجان على كامل الجهة الشرقية للوطن، أي تسخير حوالي 15 قاعة لعرض أزيد من مائة مسرحية، وهو العدد الذي نطمح لبلوغه خلال الطبعة المقبلة التي آمل أن تكون فرصة لتحفيز الشباب على التأليف والإخراج، ومن ثمة خلق سوق صغيرة للعرض. 
في نظرك، هل يعاني المسرح الجزائري من داء؟
- لا أظن أن المسرح الجزائري يعاني من داء، مادامت كل الظروف متاحة لتقديم أعمال ذات جودة ونوعية. شخصيا، لست متشائما حيال هذه المسألة، ولا سيما في ظل وجود طاقات شابة تعد بمستقبل زاهر للمدونة المسرحية في الجزائر.
حدثنا عما تبقى من ذاكرة عبد المالك بوفرموح بمسرح بجاية؟
- بعد أن حمّلنا المسرح الجهوي لبجاية اسمه، وخصصنا له تكريما على هامش تثبيت المهرجان الدولي للمسرح المحترف ببجاية، ها نحن، اليوم، نستعد لنصب تمثال تذكاري له بقلب مسرح بجاية، سعيا منا إلى الوفاء بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا، وكذا تصفية حساباتنا الفنية معه.
وماذا عن جديد تعاونية السنجاب لبرج منايل التي ترأسها؟
- هناك فرقة جديدة تدعى مسرح السنجاب ، تشتغل على إنجاز مسرحية تحت عنوان الحملة ، من تأليف ابني رفيق فطموش، وإخراج جماعي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)