الجزائر

المسرح الجهوي بباتنة ‏عروض تترجم التواصل الفني والمسرحي




تتواصل بالمسرح الجهوي لباتنة مختلف الأنشطة الفنية والثقافية، التي اقترحها المنظّمون خلال شهر كامل لبعث الحركية الثقافية، حيث تداولت عدّة فرق مسرحية على خشبة المسرح منذ الثالث من الشهر الجاري، على غرار فرق المسارح الجهوية لباتنة، أم البواقي وقالمة، إلى جانب 03 تعاونيات للمسرح والفن من باتنة، سطيف والبليدة، وذلك بهدف واحد هو المساهمة في تنشيط هذه التظاهرة التي عرفت إقبالا كبيرا وسيتمكّن جمهور الفن الرابع من الاستمتاع بعدد من المسرحيات إلى غاية التاسع عشر من الشهر الجاري.
ترمي هذه التظاهرة إلى تجسيد الاستجابة الفعلية للطلب المتزايد على العروض المسرحية، بعد النجاحات التي حقّقها مسرح باتنة الجهوي في عّدة تظاهرات - آخرها فعاليات الدورة الثانية للمسرح الأمازيغي - والاستمتاع بمختلف العروض المتنوّعة والهادفة، خصوصا خلال العطل وأوقات الفراغ والمناسبات المختلفة، وذلك حسب المكلّفة بالإعلام على مستوى المسرح، سميرة قيدوم، التي أضافت أنّ ذلك ينطوي على ما يبادر به المسرح الجهوي في سعيه لإرساء ثقافة مميّزة لدعم الإقبال المتزايد على خشبة المسرح، خلافا لوقت مضى مع إرساء ثقافة التواصل مع الفن الرابع. وفي هذا السياق، لا تزال العروض المسرحية متواصلة على ركح المسرح، حيث دشّنت رائعة ''عروس المطر'' أو ''أسطورة بوغنجا'' للفنان الباحث في التراث سليم سوهالي، التظاهرة، بعرض عرف إقبالا قياسيا ما تطلّب برمجته مجددا للجمهور في مناسبتين اثنتين، وتعد ''ثاسليث نوانزار'' من الأساطير الأمازيغية القديمة التي تعكس بعض المعتقدات التي عرفها قدماء الأمازيغ مثل الإله ''أنزار'' ويعني بالشاوية ''المطر".
وتدور أحداث الأسطورة بين ''طاسيليا'' الفتاة القروية الحسناء التي توجّهت إلى منبع مائي لتجسيد أمانيها في الزواج، لتصطدم بواقع غيّر نظرتها بعدما رفضت أطماع ''أنزار'' في الزواج منها، وانتقاما لذلك بادر بمعاقبة القبيلة بقطع المطر، وفي ختام الأسطورة ضحّت ''طاسيليا'' التي رضخت من أجل مصلحة قبيلتها للطلب وعمّ الخير وسقط المطر وتفجّرت مجددا الينابيع.
وفي سياق متّصل، تأتي هذه التظاهرة لدعم كلّ ما من شأنه بعث النشاط الثقافي ككل بالولاية، وخلق التواصل بين الجمهور والفنانين المسرحيين على مدار السنة، وتجسيدا لهذه الحقيقة فإنّ عرض ''ثيدت'' (الحقيقة بالشاوية) يؤكّد ذلك، حيث عرضت 06 مرات منذ انطلاق التظاهرة بالمسرح الجهوي وثلاث دوائر مجاورة هي عين التوتة، المعذر ونقاوس، وهو ما يعكس نجاح العرض الذي أنجزه المسرح الجهوي بباتنة، فضلا عن عرض ''حلم الشتاء'' لنفس المسرح.
كما عرضت ''العقد'' للمسرح الجهوي لقالمة عن نصّ لإدوارد دي فيلييو وإخراج أحمد عقون، وتدور أحداث هذه المسرحية حول شخصية ''جيرونتا'' الذي يدّعي إحياء الموتى وبعث الروح البشرية مجدّدا، بناءً على عقد يحوي جملة من البنود يلتزم بها المتعاقد قبل موته، ويصادف أن يتوفى أحد الأشخاص بعد إمضائه العقد، ويتناول العرض في تسلسلاته تصرّف ''جيرونتا'' ليبعثه للحياة مجدّدا.
وأجمع المتتبّعون أنّ ما يقوم به مسؤولو المسرح الجهوي بباتنة يلبي الرغبات بتنوّع العروض في مختلف المناسبات، وحتى تلك التي شملت الأطفال في آخر نشاط للمسرح بمناسبة العطلة الشتوية، إذ جعلت من خشبة المسرح فضاء لاستمتاع الأطفال بالعروض المقدّمة.
ومن المرتقب أن تتوّج فعاليات التظاهرة بتقديم عرض ''حب في خدعة'' للتعاونية الفنية ''العثمانية'' للمسرح والغناء لمسرح باتنة، إضافة إلى عرض ''البطل'' لتعاونية ''عامر للثقافة والسياحة'' لسطيف، وكذا ''الليلة الأخيرة'' للتعاونية الثقافية للفن الرابع  من البليدة، على أن يسدل الستار  على التظاهرة في آخر عرض لمسرح أم البواقي الجهوي ''اشهال غر ثمتانت'' وحفل فني شعبي تحييه فرقة ''المستقبل'' لمدينة باتنة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)