أمامكم، خريطة المستوطنات الرومانية في عام 117م، في عموم ولايات روما، بشمال غرب افريقيا، وهذه المستوطنات، هي عبارة، عن بلديات أو معسكرات أو حاميات، أو حتى مدن كبيرة ومتوسطة، تأسست على أنقاض حواضر سابقة لها، بحيث تحولت لنسخ كربونية للمدن الرومانية في شبه الجزيرة الايطالية، سواء في مخططات البناء و التشييد، أو حتى في محاكاة نفس الطراز المعماري الروماني.
وطبعا، سكن مستوطنون رومان هذه الحواضر والمنشئات، وعمروها، بصفتهم مواطنين رومان مستعمرين، قاصدين استغلال خيرات البلاد التي سيطرو عليها عسكريا، وأغلب أصول هؤلاء المعمرين، كانت من جنوب شرق أوروبا أي العالم الهيليني، (البلقان والأناضول و بلاد اليونان)، و أخرون من ايطاليا وايبيريا وبلاد الغال.
بل، وعرفت هذه المستوطنات ايضا، حضورا لمواطنين رومان من اليهود والسيريان والاراميين والأرمن والفرس.
أما فيما يتعلق بالتوزيع الديمغرافي وتركزه، فيلاحظ، أن ولاية افريقيا الرومانية، نالت نصيب الأسد، في وجهة استقرار هؤلاء المستوطنين الرومان، تليها ولاية نوميديا، ومنطقة شرق ولاية موريطانيا القيصرية والتي ستعرف فيها بعد في القرن الثالث ميلادية بولاية موريطانيا السطيفية.
و أما في الغرب، فنلاحظ، ان موريطانيا الطنجية، كانت الاقل تعميرا من طرف هؤلاء المستوطنين الرومان، بحيث تركز وجودهم فيها، فقط في المثلث المعروف بوليلي - طنجة -سلا، أي منطقة أزغار في الريف الغربي.
أما باقي الريف فلم يعرف تواجدا رومانيا، ماعدا، في مدينة روسادير، التي أسست بها، مستعمرة رومانية باسم Flavia، وكانت عبارة عن حصن محلي، Oppidum كما وصفها، المؤرخ الروماني بليني الأكبر.
بالعموم، يمكننا، عبر هذه الخريطة، استخلاص حقيقة أن منطقة الريف الأوسط والشرقي، بقيتا معزولتين بين مجال امتداد المستوطنات الرومانية في الشرق والغرب منهما، وهو مايفسر عدم استطاعة الرومان، في اختراق هذه البلاد، بل ستشكل لهم هاجسا عسكريا فيما بعد !!
سينتهي بخروج قبائل هذه المنطقة، نحو اجتياح المستوطنات والولايات الرومانية، مما سيدفع روما، لتبني سياسة الرومنة، قصد احتواء هذا التمدد الديمغرافي في شمال غرب افريقيا، والقادم من جبال الريف.
#المصدر
في أول تعليق ستجدون خريطة كاملة للمستوطنات الرومانية في مختلف أرجاء الامبراطورية الرومانية.
https://imgur.com/b6blJRF
تاريخ الإضافة : 23/05/2022
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : #المزمة_الثقافية_ELMAZAMA