صرّح كمال رزاق بارة، المستشار بالرئاسة مكلف بمحاربة الإرهاب، أنه يربط بين اختطاف القنصل الجزائري والموظفين الخمسة بالقنصلية وممثل الجالية الجزائرية بغاو، وبين تفجير مبنى الدرك بتمنراست واختطاف رعايا أوروبيين من مخيمات الصحراويين بتندوف. ويعتبر تصريح بارة تلميحا إلى أن الجهة التي اختطفت القنصل ومن معه، هي التنظيم الذي يطلق على نفسه جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا ، التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن تفجير مقر الدرك مطلع مارس الماضي، واختطاف ثلاثة متعاطفين مع القضية الصحراوية في أكتوبر الماضي. وجاء تصريح بارة صباح أمس، قبل حوالي أربع ساعات من إعلان التوحيد والجهاد المنشقة عن القاعدة المغاربية، مسؤوليتها عن عملية الاختطاف التي وقعت فجر الخميس الماضي، ما يعني أن السلطات كانت تملك معلومات أكيدة بأن الجماعة المتكونة من ماليين وموريتانيين أساسا، هي من اختطفتهم.
وكان بارة يتحدث بالمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب بالعاصمة، حيث افتتح أمس أشغال منتدى حول التطرف ومحاربته ، نظمه المركز بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال التي تأسست في أفريل 2010 وتضم خبراء من ثماني دول هي: الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو وليبيا وتشاد ونيجيريا. ويمثل هؤلاء الخبراء أجهزة أمن استحدثت مجموعة اتصال في ,2011 وأدت أعمال تحسيس في أوساط السكان في الدول الأعضاء، تحذر من مخاطر التطرف. وقال رزاق بارة للصحافة، بعد رفع جلسة افتتاح المنتدى الذي يدوم ثلاثة أيام، إن اختطاف القنصل ومن معه عمل شنيع وإرهابي يقف وراءه متطرفون يحاولون زعزعة استقرار الجزائر وضرب مصالحها. لكن الجزائر تملك القدرة والعزيمة لمواجهة مثل هذه الأعمال . وأوضح رئيس مرصد حقوق الإنسان سابقا، أن ما يجري في حدود الجزائر خاصة في ليبيا ومالي، يشكّل عامل توتر إضافيا قد ينجر عنه مخاطر كبيرة . مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر الحدود فضاءات مشتركة وليست خطوطا فاصلة، لهذا فإن الاستقرار في حدودنا أمر مهم وعلينا أن نشارك مع دول المنطقة للحفاظ عليه، موازاة مع استمرار عملياتنا الموجهة ضد الإرهاب .
وتحدث بارة عن إنشاء مركز امتياز لمواجهة التطرف ، كإحدى أهم توصيات المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي جرى بنيويورك العام الماضي. وقال إن محاربة التطرف الديني يوجد في لبّ الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب .
وتضم وحدة التنسيق والاتصال ، إلى جانب خبراء أمنيين، برلمانيين وصحافيين مهتمين بالشأن الأمني. وقد شارك في المنتدى ممثلون عنهم من البلدان العضوة في الوحدة .
وقرأ ممثل النيجر، سومانا سيديكو، كلمة باسم الوحدة ، جاء فيها دعوة إلى تقريب الجهود لمحاربة التطرف بأكثر نجاعة، الذي يعتبر مصدر كل الشرور في المجتمعات جنوب الصحراء . مشيرا إلى أن المجموعة التي يمثلها تساهم في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بفضل تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن والشركاء الإقليميين ومن خارج المنطقة . وقال البرلماني ممثل الجزائر، عبد الحميد سي عفيف، إن الوضع المتدهور في الساحل يدعو كل البرلمانيين بدول المنطقة إلى دعم الإجراءات التي تهدف إلى محاربة التطرف .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حميد يس
المصدر : www.elkhabar.com