المساحات الخضراء في وضع كارثيّ

دعت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي لوهران في تقرير مفصل قُدم لوالي وهران، إلى تحرك السلطات الولائية، والعمل على إنقاذ المساحات الخضراء، والرفع من مساحاتها، التي تبقى بعيدة عن المعايير المفترضة، وإعداد مخطط أخضر للولاية، يستجيب للمعايير المعمول بها في المدن الكبرى.كشف تقرير اللجنة الولائية للصحة والنظافة وحماية البيئة الذي تحوز "المساء" على نسخة منه، عن العديد من النقائص بالمساحات الخضراء بولاية وهران، وعدم تنفيذ الإجراءات المعمول بها بخصوص توفر مصالح تقنية متخصصة على مستوى البلديات.
وأكدت اللجنة أن الخرجات الميدانية التي قام بها أعضاؤها، كشفت عن اختلالات وتفاوت كبير بين البلديات؛ حيث تتوفر بعض البلديات على مصلحة تقنية متخصصة في المساحات الخضراء، فيما تفتقر معظم البلديات لمثل هذه المصالح، والتي تلجأ، في الغالب، للاستعانة بمؤسسات خاصة، أو أنها لا تهتم بصيانة المساحات الخضراء وحمايتها تحت ذريعة عدم توفر الأغلفة المالية المخصصة لذلك. كما وقفت اللجنة على الإهمال الكبير الذي يطال المساحات الخضراء خاصة الكبرى منها، على غرار حديقتي سيدي امحمد، والحديقة المتوسطية، وحديقة ابن باديس التي تبقى مهملة بالكامل.
وأكدت اللجنة المذكورة أن الزيارات الميدانية كشفت عن تجاوزات كبيرة طالت المساحات الخضراء، على غرار رمي النفايات بهذه الأخيرة، ونقص النظافة والإنارة العمومية، وانعدام المراحيض العمومية ودورات المياه داخل المساحات الخضراء، واحتلال تجار وأشخاص غرباء المساحات المجاورة لهذه الفضاءات، وغياب الأمن داخل الحدائق الكبرى، ونقص كبير للمعلومات المتعلقة بالمساحات الخضراء بالبلديات. وكشف التقرير الذي أعدته هذه الهيئة الولائية، عن تسجيل تراجع كبير في المساحات الخضراء بولاية وهران، والتي بلغت معدل 1 متر مربع لكل ساكن بالرغم من أن المعيار الوطني يحدد المساحات الخضراء ب 10 أمتار مربعة لكل ساكن، و12 مترا مربعا لكل ساكن حسب المعايير الدولية؛ ما يدفع إلى التفكير في بعث هذه الأماكن، والرفع من مساحاتها.
ودعت اللجنة إلى العمل على بعث المخطط الأخضر لولاية وهران، والذي يتم إنجازه بالتشاور مع جميع الفاعلين؛ من جمعيات، ومختصين، وأساتذة وباحثين وإدارات معنية، وإنشاء حزام أخضر عبر كامل الولاية، وتخصيص ميزانية سنوية من ميزانية الولاية والبلديات لصيانة وإنشاء الفضاءات الخضراء. كما اقترحت إبرام اتفاقيات مع مراكز التكوين المهني المتخصصة في مهن البستنة، لتأهيل الأعوان، وتوفير يد عاملة متخصصة، وتعزيز الشركات مع الخبراء، والقيام بعمليات تحسيسية للمواطنين؛ قصد الحفاظ على المساحات الخضراء. كما دعت الهيئة إلى فتح مجال استغلال المساحات الخضراء أمام المؤسسات الناشئة وفق دفتر شروط، وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للعمال، والاستثمار في مجال الصيانة والغرس، وإعداد فهرس خاص بالحظائر وأماكن الترفيه عبر الولاية، وتوسيع عمليات غرس الأشجار.